لا شك أن في الزمن الحالي العديد من الأمور التي تغيرت عن السابق، وفي ظل المتغيرات الحياتية التي يعيشها الإنسان المسلم، يجد نفسه في بعض الوقت مضطرًا للتعامل مع ملاذ أمن لحفظ أمواله، وفي الزمن الذي لا يأمن فيه الشخص على حياته، قد يجد نفسه في موقف لا يحسد عليه، فهو غير قادر على الاستثمار بنفسه، وغير قادر على التعامل بنفسه وليست لديه القدرة على التجارة او الاستثمار بنفسه، فهنا يلجأ إلى الملاذ الآمن وهو البنوك ليضع الأموال فيها، لكن الإشكالية التي يتناقش عليها الكثيرون هي مسألة الفوائد التي تخرج من هذه الأموال، هل هي حلال أم حرام؟
الحقيقة أن الكثير من المصادر غير الرسمية خاضت في هذه المسألة، وكل مصدر يعتمد على تأويلات معينة يراها، ليحسم رأيه سواء بالحل أو الحرمان، لكن ما رأي دار الافتاء المصرية في هذه المسألة؟ خاصة في هذا الزمان؟ الحقيقة اعتمدنا في هذا الموضوع على الرأي الحاسم والبات والنهائي من دار الافتاء المصرية، والرأي لفضيلة المفتي الدكتور شوقي علام حول سؤال ورد لدار الافتاء حول ضرورة اصدار بيان مكتوب من دار الافتاء حول مسألة فوائد البنوك هل هي حلال أم حرام، وجاء الرد من دار الافتاء المصرية ليحسم الجدل وينهي الخلاف حول تلك المسألة.
الرأي الشرعي والحاسم والنهائي لدار الافتاء المصرية
حسمت الافتاء المصرية المسألة وجاء الرد على لسان المفتي نفسه بقوله: "لا مانع شرعًا من التعامل مع البنوك وأخذ فوائدها والإنفاق منها في جميع وجوه النفقة الجائزة، من غير حرج في ذلك؛ لأن العلاقة بين البنوك والمتعاملين معها هي "التمويل"، وإذا كانت الفوائد ناتجة عن عقد تمويل فليست الفوائد حرامًا؛ لأنها ليست فوائد قروض، وإنما هي عبارة عن أرباح تمويلية ناتجة عن عقود تحقق مصالح أطرافها، ولا علاقة لها بالربا المحرم الذي وَرَدَت حُرْمته في صريحِ الكتابِ والسُّنة، والذي أجمَعَت الأمةُ على تحريمه".
وعليه يصبح التعامل مع فوائد البنوك حلال بنص دار الافتاء المصرية، لتقطع الطريق أمام أي مصدر اخر غير شرعي وغير رسمي في هذه المسألة الجدلية والمستمرة منذ عقود، لكن الحقيقة أن توضيح الرأي الشرعي في مسألة مهمة كفوائد البنوك كنا في أمس الحاجة إليه، وبالتالي انتهى الآمر برأي دار الافتاء المصرية ولا حاجة للبحث عن آراء أخرى، خاصة أننا في زمن الشبكة العنكبوتية والتي يستطيع اي شخص ان ينشر فيها اراءه حتى لو كان غير متخصص، أو ليس له من الأمر شيء، بالتالي تحدث بلبلة لدى العمموم من الناس بسبب كثرة الفتاوى المجهلة، وننصح الجميع بتحري الدقة والبحث الدقيق في الأمور الشرعية وفي الأماكن الرسمية كالأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية حتى لا يحدث لغط لدى الناس في دينهم ودنياهم وأمور حياتهم.
المصدر
الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية من هنا
Content created and supplied by: محمدوازن (via Opera News )
تعليقات