صحابة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ما اكرمهم رضي الله عنهم وأرضاهم أجلاء وأصحاب سيرة عطرة ودور بارز في نشر الإسلام في المدينة المنورة، ونصرة هذا الدين الحق القويم و كان سمن أحد هؤلاء أشراف السيرة والسلوك صحابي جليل كان سبباًفي دخول قومه الإسلام، راغبين محبين، مقتنعين، فلقد كان لهذا الصحابي بالفعل شأن عظيم عند الله لمواقفه المشهودة والفاصلة على طريق الدعوة الطويل الشائك، وعن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: «اهتز العرش لموت سعد بن معاذ من فرح الرب عز وجل»، وعن ابن عمر قال، قال صلى الله عليه وسلم: «هذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش ،وفُتِّحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفا من الملائكة، لم ينزلوا إلى الأرض قبل ذلك، ولقد ضُمَّ ضمة ثم أُفرِج عنه»
سعد بن معاذ بن النعمان، من بني عبد الأشهل، من الأوس، بل سيد الأوس على حداثة سنه، أسلم ولمّا يجاوز الثلاثين سنة، على يد مصعب بن عمير سفير النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ في يثرب وداعيتها، وكان سعد قد جاءه مغضباً يريد زجره عن دعوته، ورده من حيث أتى، ولكن ما هي إلا كلمات يسيرة من الداعية الصادق، وآيات مباركة تلاها من كتاب الله سبحانه، حتى تبدل الحال رأساً على عقب.
دخل سعد في الإسلام، وأصبح إلى جانب مصعب من أعظم دعاته، وفتح الله على يديه فتحاً عظيماً، بانتشار الإسلام في المدينة، وتهيئتها لاستقبال النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ، لتكون عاصمة دولته الجديدة؛ قال ابن إسحاق: «لما أسلم سعد وقف على قومه، فقال: يا بني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم؟ قالوا: سيدنا فضلاً، وأيمننا نقيبة. قال: فإن كلام رجالكم ونسائكم علي حرام، حتى تؤمنوا بالله ورسوله. قال: فوالله ما بقي في دار بني عبد الأشهل رجل لا امرأة إلا أسملوا».
حياته كلها كانت مرتهنة بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وإشارة منه. ونأتي إلى الأمر الأول: فقد أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير رضي الله عنه إلى المدينة يدعو أهلها إلى الإسلام ويعلمهم القرآن. وكان ممن أسلم على يديه أسيد بن حضير رضي الله عنه ابن خالة سعد بن معاذ الذي كان سيد الأوس وبني عبد الأشهل.
وكان أسيد كغيره من المسلمين حريصاً على أن يسلم الناس جميعاً لأنه رأى في الإسلام سعادة الدنيا والآخرة. وكما أعطاه الله تعالى نعمة الإسلام يحب أن ينالها غيره. إذ أن المسلم يحب للآخرين ما يحبه لنفسه. ومن كان أنانيا لا يحب إلا نفسه فليس من الإسلام في شيء.
وذهب أسيد إلى سعد بن معاذ ابن خالته وذكر له الإسلام فغضب معاذ بادئ الرأي وغضب وتوعد وقال دلني على هذا الرجل الذي جاء ليبدل لنا ديننا. وكان هذا مقصد أسيد أن يلتقي سعد بن معاذ بمصعب ابن عمير عسى أن تكون هدايته على يديه. وكان مصعب صادق الكلمة يقنع بها من يحدثه. وجاء سعد إلى مصعب يهدد ويتوعد فقال له مصعب يا هذا لا تعجل اسمع ثم احكم فقال معاذ أنصفت والله "وما أقل أهل الإنصاف في هذه الأيام". أسمع مصعب سعد بن معاذ بعض آيات من كتاب الله .
فانفتح لها قلبه وانشرح صدره وأسلم على يديه وكان له هذا الموقف الخالد. فقد جمع قومه بني عبد الأشهل الذي كان زعيما لهم فاجتمعوا جميعا رجالا ونساء فسألهم ماذا تقولون فيّ؟ قالوا سيدنا وزعيمنا والمطاع فينا فقال لهم: كلام رجالكم ونساؤكم علي حرام أو تشهدوا أن لا إله إلا الله محمد رسول الله. فاستجابوا له ولم يبق بيت في المدينة المنورة إلا ودخله الإسلام. هذا هو الموقف الأول الذي استحق معه معاذ أن يهتز لموته عرش الرحمن ولو أن كل مسلم يفعل ما فعل معاذ لصلح أمر المسلمين وتغير حال العالم أجمع.
عند وفاته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” تضايق القبر على صاحبكم وضم ضمة لو نجا منها أحد لنجا سعد ” و ذرفت دموعه بعد أن انتهى من جنازته حتى بلت لحيته.
النبي صلى الله عليه وسلم واصل تعداد مناقب الصحابي الجليل سعد بن معاذ قائلا :” هذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش ،وفتحت أبواب السماء ، وشهده سبعون ألفا من الملائكة لم ينزلوا إلى الأرض قبل ذلك "
قال النووى فى شرح هذا الحديث "ج 16 ص 22" : ، واهتزاز العرش تحركه فرحا بقدوم روح سعد ، وجعل الله فى العرش تمييزا حصل به هذا ، ولا مانع منه ، كما قال تعالى - عن الحجارة -{ وإن منها لما يهبط من خشية الله } البقرة
مصادر
https://www.masrawy.com/islameyat/shakhsiat_hawl_rasul/details/2018/2/4/1256221/%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A-%D9%82%D8%B6%D9%89-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-7-%D8%B3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%87%D8%AA%D8%B2-%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AA%D9%87-%D8%B9%D8%B1%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86-
Content created and supplied by: Tabarak.shoeib (via Opera News )
تعليقات