نحن على بعد أيام قليله من شهر رمضان المبارك ، وبالطبع فإن جميع البيوت على أهب الاستعداد لشهر رمضان، فلذلك تجد الأسواق مكتظة بالمشترين الذين يتهيأون لرمضان بأصناف الطعام والشراب، ولكن هل ورد سؤال إلى ذهنك كيف كان الصحابة يستعدون لشهر رمضان، ولذلك في هذا المقال أعرض لكم كيف الصحابة يتهيأون لاستقبال الشهر الكريم :
كان لأصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم استعداد لشهر رمضان من نوع خاص بعيداً عن الاستعداد بالطعام والشراب، بل كان استعدادهم استعداداً روحياً، وذلك لتهيئة قلوبهم لنفحات شهر رمضان، فكانوا يدعون الله سبحانه وتعالى أن يبلغهم رمضان، ومن ذلك يقول معلى بن الفضل: "كان الصحابة يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم" ، كما قال يحيى بن أبي كثير: "كان من دعاء الصحابة" اللهم سلمني إلى رمضان، اللهم سلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلا".
فكان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين يدعون الله أن يبلغهم رمضان على خير في دينهم وأبدانهم، ويدعوه أن يعينهم على طاعته فيه، ويدعوه أن يتقبل منهم أعمالهم، وقبل رمضان كان الصحابة رضوان الله عليهم يتمون ما عليهم من أيام أفطروها في رمضان بسبب عذر من سفر أو مرض أو حيض أو نفاس وغيرها من الأعذار الشرعية، والدليل على ذلك ما روته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت : " كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلا فِي شَعْبَانَ"، وذلك حتى يخلوا رمضان الجديد وقد برأت ذمتهم وقضوا ما عليهم.
كما كان الصحابة يتهيأون بقراءة القرآن فيقول أنس بن مالك صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم "كان المسلمون إذا دخل شعبان انكبُّوا على المصاحف فقرءوها، وأخرجوا زكاة أموالهم تقويةً للضعيف والمسكين على صيام رمضان"، كما روي عن سلمة بن كهيل أنه قال كان يقال شهر شعبان شهر القراء. وكان عمرو بن قيس إذا دخل شهر شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن استعدادًا لرمضان، فالذي تعود على المحافظة على ورده القرآني قبل رمضان سيحافظ عليه إن شاء الله في رمضان.
فكان إذا جاء شهر رمضان كان الصحابة رضي الله عنهم يفرحون فرحًا شديدًا بقدومه، ويظهرون البشر والسرور لما فيه من خير قد أتى وأبواب للطاعات قد فتحت فيعملون بقول الله تعالى: "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ"، كما كان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين بجانب فرحهم بالشهر الكريم يصفونه بالأوصاف الجميلة ويسمونه بـ "المُطهر"، فكان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول عند دخول رمضان:" مرحبا بمطهرنا من الذنوب".
وفي الختام أسأل الله العلي العظيم أن يبلغنا رمضان، وأن يجعلنا من المقبولين، واتمنى لكم صوماً مقبولاً وإفطاراً شهياً، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير.
المصدر :
https://www.masrawy.com/ramadan/islamicnnews-sunna/details/2019/4/30/1560003/%D9%87%D9%83%D8%B0%D8%A7-%D9%83%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%AA%D9%87%D9%8A%D8%A3-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D8%A7%D9%84-%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%83-
Content created and supplied by: سميةخالد (via Opera News )
تعليقات
أسراءأحمد
03-26 19:44:14ريويوثوثوثوص
أسراءأحمد
03-26 19:43:56وبوينيمثمثمث
أسراءأحمد
03-26 19:44:08ريويويويو