لا شك أن صحابة رسول الله خيرُ القرون وصُنَّاع دولة الإسلام، رُفقاء الشدائد والصعاب مع خير الخلق وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم. إنهم الصحابة الكرام، أهل التصديق بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهل النصرة والجهاد، وأهل البيعة والمساندة.
ولقد اختارهم ربهم بعناية إلهية بالغة؛ ليحملوا هذا الشرف العظيم صحبة خاتم الأنبياء والمرسلين، اختارهم ليضع في زمنهم بذرة هذا الدين العظيم، واختارهم لحمل راية الإسلام وتأسيس قواعده وإرساء أركانه.
لصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قدر عظيم، ولبعضهم قدر أعظم ، ولقد روت لنا كتب الحديث والسيرة أن أحد الصحابة الكرام قد حظي بما هو أكثر من ذلك، حيث اختصهم الله سبحانه وتعالى بمزيد فضله فكانت لهم مزية عن غيرهم من الصحابة وحيث أنهم ضربوا اروع الأمثلة في التضحية والشجاعة والإقدام وحبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ونحيط حضراتكم علما فى السطور القليلة التالية التفاصيل الكاملة عن الصحابي الجليل معاذ بن جبل .. فقد روى أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مد يده ليسلم على معاذ بن جبل رضي الله عنه فلمس في يده خشونة، فسأله عن سببها فأخبره أنها من أثر العمل، فقبّلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: "هذه يد يحبها الله ورسوله ولا تمسها النار" .
لقد كان الصحابي الجليل معاذ بن جبل سفيرًا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في اليمن ليعلم الناس دينهم هناك وقبيل سفره سأله النبي صلى الله عليه وآله وسلم: بما تحكم يا معاذ ؟. قال معاذ: بكتاب الله. قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: فان لم تجد ؟. قال معاذ: بسنة رسول الله. قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "فان لم تجد ؟". قال معاذ: أجتهد رأي ولا آلو. فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "الحمد لله الذي وفق رسول الله لما يرضي رسول الله".
إسلام معاذ بن جبل :-
وقد أسلم معاذ بن جبل في عمر الثماني عشرة سنة، وكان سيدًا للخزرج، وطالب قومه من الخزرج أن يسلموا فأسلموا جميعًا، وبايع الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم مع الأنصار بيعة العقبة الثانية.
وقد لازم الرسول صلى الله عليه وسلم منذ الهجرة ليتعلم منه شرع الله، فكان أحد الستة الذين حفظوا القرآن على عهد الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، فوصفه الحبيب فقال: "وأعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل"، وقال كذلك: "استقرئوا القرآن من أربعـة: من ابن مسعـود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأُبي بن كعب، ومعاذ بن جبل".
ولاية الشام :
ونحيط علمك عزيزى القارئ قد ولاه عمر بن الخطاب على الشام، ولم يمض أشهر على ولايته حتى لقي ربه، وتوفي معاذ بن جبل في السنة السابعة عشرة من الهجرة النبوية في طاعون عمواس وعمره ثلاث وثلاثون.
وقد أعلى الله شأن صحابة رسول الله وذكرهم في كتابه العزيزِ في مواضع كثيرة مثنيًا عليهم، ومبيِّنًا فضلَهم؛ فقال تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾.
إذا اتممت القراءة صل على محمد،،،
المصدر من هنا.
https://www.masrawy.com/islameyat/shakhsiat_hawl_rasul/details/2015/12/6/709293/%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A-%D9%81%D8%A7%D8%B2-%D8%A8%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%8A-%D9%84%D9%8A%D8%AF%D9%87-
Content created and supplied by: Taher.Omar1 (via Opera News )
تعليقات