تعد سورة الطارق من السور المكية وترتيبها في القرآن الكريم ال 86 وتشتمل علي 17 آية. تحتوي هذه السورة على كثير من الحقائق الكونيّة المُعجزة التي أخبر الله عنها من قديم الزمن. ويتمثل المعنى العام لهذه السورة بأنه عبارة عن صيحات قوية ومرتفعة بإيقاع واحد مثل "تفكروا وتدبروا و انظروا". كما تؤكد السورة على أنه سيكون هناك يوم للحساب يرجع فيه جميع العباد إلي الله تعالي، وأنه سيكون هناك ثواب وعقاب للمؤمن والكافر.
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10) وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)
يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي في تفسيره لهذه الآيات أن الله تعالى خلق "السماء" سقفاً للارض كلها، و أن الانسان يعنيه النظر إلي أثار الأشياء و لا يعنيه معرفة تكوينها. فانتفاع الانسان بمخلوقات الله لا يترتب علي معرفته بها، فنحن نتمتع بالشمس و الهواء دون معرفتنا بحقيقتها.
و أضاف فضيلته أن "الطارق" اسم فاعل من طرق، أي طرق بشدة حتي يحدث صوتا، و منه مطرقة الحديد، موضحاً أن الطارق هو من يطرق الباب ليلا. وقيل أن سبب التسمية أن الليل يتسم بالسكون و هدوء الحركة فيسمع أي حركة من النجم ، او لأن طارق الليل ياتي والابواب مغلقة فيطرق عليها و يستأذن. ثم توسع الي تعريف اخر وهو اغن "الطارق" كل ما يطرق علي الانسان و لو وهم أو خيال لا تسطيع أن تحجبه و لا تنتبه إن رأيته و لكنه يتسلل عليك.
و أما عن القسم ( إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ )، أوضح الشعراوي انه يعني الرعاية من الخالق للمخلوق، فالحافظ يراعي المحفوظ بحفظه من الاشياء التي تفوق قدرته و لا تحتملها طاقته حتي لا تقضي عليه. كما ورد في تفسير بن كثير أن الله يحرس النفس من الآفات، و قال ابن القيم أن المقسم عليه هنا حال النفس الإنسانية ، والاعتناء بها ، وأنها لم تترك سدى ، بل هناك من يحفظ عليها أعمالها ويحصيها.
كما تحتوي السورة أيضاً علي الكثير من المعاني مثل كلمة 'النجم الثاقب" وهو عبارة عن النجم الذي ينير الظلام بنوره. و كلمة "والأرض ذات الصدع" ومعناها أي التشقق والتصدع الذي يوجد في الأرض. "وماهو بالهزل" ومعناها اللعب واللهو. وكلمه "لقول فصل" ومعناها أن القرآن الكريم يفصل بين القول الحق والقول الباطل. و كلمة "يكيدون كيدا" ومعناها أنهم يفعلون ويدبرون المكائد والمصائب. و كلمة "امهلهم رويدا" وتعني امنحهم قليلا من الوقت لانهم سوف يعلمون في النهاية عاقبة أفعالهم ومصائبهم التي يدبرها فيما بينهم.
المصادر:
https://www.youtube.com/watch?v=qu39TFun0ns&feature=share&fbclid=IwAR23SxLHvDRjuaA78B-LL0H2RMvV6sGzatH2-zhb8aSTEQu0VFDCCUsRDM0
https://alwafd.news/%D8%AF%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%AF%D9%8A%D9%86/3128578-%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%81-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%B9%D9%86%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%B1%D9%82
https://islamqa.info/ar/answers/178888/%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1-%D9%82%D9%88%D9%84%D9%87-%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%B1%D9%82-%D9%88%D9%85%D8%A7-%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%83-%D9%85%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AC%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%82%D8%A8
Content created and supplied by: seif87 (via Opera News )
تعليقات