الصلاة من أهم العبادات التي حثنا عليها ربنا تبارك وتعالى، فهي عماد الدين، من تركها فقد ترك الدين، ومن أقامها فقد اقام الدين، ولا خير في أمة تركت الصلاة، وحثنا القرآن الكريم على أداء الصلوات في وقتها دون تأخيرها، فالصلاة على وقتها من أحب الأعمال إلى الله تبارك وتعالى كما أخبرنا رب العباد، فقال تعالى: « حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ »، لكن في ظل الأمور الحياتية قد يفوت الإنسان صلاة مكتوبة ويدخل الوقت التالي فماذا يفعل؟ والحديث هنا عن صلاتي الظهر والعصر تحديدا، فماذا يفعل الإنسان لو فاتته صلاة الظهر ودخل عليه العصر؟
لا يجوز تأخير الصلوات بشكل عام، وصلاة الظهر من الصلوات التي تأتي في وسط اليوم في ظل انشغال العبد في عمله، وورد أنه يحرم على الانسان تأخيرها إلى ما بعد صلاة العصر، إلا بعذر شرعي مقبول كالنسيان أو النوم، ولو كان غير ذلك يأثم الإنسان، وعليه التوبة والقضاء، وهنا السؤال ماذا يفعل؟ على الإنسان قضاء الظهر قبل اداء العصر، إلا في حالة واحدة وهي وجود صلاة جماعة للعصر، فهنا يصلي العصر جماعة وبعدها يصلي الظهر.
ماذا يقول الفقهاء؟
آكرمنا الله في الدين الإسلامي بوجود الفقهاء ليوضحوا المسائل المختلف عليها، وهنا يوجد عدة أراء حول هل يصلي الإنسان القضاء ام الحاضرة، القضاء في هذه الحالة هي صلاة الظهر، والحاضرة هي صلاة العصر، يرى المذهب الحنفي أنه يلزم على الإنسان ترتيب الفوائت من الصلاة، والرأي بالنص هو "جب الترتيب بين الفوائت إذا لم تبلغ ستًا غير الوتر، فمن كانت عليه فوائت أقل من ست صلوات وأراد قضاءها يلزمه أن يقضيها مرتبة، فلو صلى الظهر قبل الصبح مثلًا فسدت صلاة الظهر ووجبت عليه إعادتها بعد قضاء صلاة الصبح".
ويرى المذهب المالكي بأنه يجب ترتيب الفوائت سواء قليلة أم كثيرة شرط تذكر الصلاة السابقة، ويكون لديه القدرة على الترتيب، أمّا المذهب الحنبلي، فيرى انه وجب ترتيب الفوائت مع الحفاظ على الترتيب إلا لو كان الشخص خائفا من فوات الصلاة الحاضرة وهي هنا صلاة العصر، فيجب تقديمها على الفائت، أما المذهب الشافعي فيرى أنه يجب ترتيب الفوائت في نفسها سنة سواء قليلة أو كثيرة، وترتيب الفوائت مع الحاضرة سنة أيضًا، بشرط ألا يخشى فوات الحاضرة، وأن يكون متذكرًا للفوائت قبل الشروع في الحاضرة.
المصدر
صدى البلد من هنا
Content created and supplied by: محمدوازن (via Opera News )
تعليقات