من المعتاد في وقتنا الحالي أن كل إنسان بعد الانتهاء من قراءة القرآن يقول " صدق الله العظيم" .

فهذا هو المتعارف عليه، ولكن إن ذهبنا للحكم على هذا القول سنجد الآتي:

١_إذا قال القارئ للقرآن " صدق الله العظيم" على ظن أنها سُنَّة، فهذا غير صحيح ويلزم عليه أن يترك ذلك القول لأنه لم يثبت عن النبي صلِّ الله عليه وسلم.

٢_أما إذا قال القارئ " صدق الله العظيم" على أساس قول الله تعالى في سورة آل عمران {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}.

فالمقصود في هذه الآية هو إيضاح الله عز وجل لهم أن هذا هو الحق والصواب.

وعن ابن مسعود قال، قال رسول الله صلِّ الله عليه وسلم: اقرأ علي القرآن، فقال: يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال ﷺ: إني أحب أن أسمعه من غيري، فقرأت عليه سورة النساء حتى جئت إلى هذه الآية: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا}؛ قال ﷺ: حسبك الآن، فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان.

أي يبكي النبي محمد ﷺ خشية لله عز وجل شأنه وتعالى قدره من هيبة يوم القيامة.

وبذلك لم نجد النبي ﷺ ولا الصحابة يقولون بعد الانتهاء من قراءة القرآن " صدق الله العظيم" .

وبِعَدَم ثبوت قول النبي ﷺ والصحابة " صدق الله العظيم" بعد الانتهاء من قراءة القرآن؛ فبذلك يُعد بدعة.

لأن كل أمر يأتي به الإنسان لم يذكر في الكتاب والسنة يُعتبر أمر مُحدث وكل مُحدث بدعة ولكنها من البدع الحسنة كما ذكرت دار الإفتاء المصرية.

هل من الصحيح قول " سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ" بعد الإنتهاء من قراءة القرآن

قد ثبت حديث عن السيدة عائشة قالت: مَا جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلِّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسًا قَطُّ، وَلَا تَلَا قُرْآنًا، وَلَا صَلَّى صَلَاةً، إِلَّا خَتَمَ ذَلِكَ بِكَلِمَاتٍ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَاكَ مَا تَجْلِسُ مَجْلِسًا، وَلَا تَتْلُو قُرْآنًا، وَلَا تُصَلِّي صَلَاةً إِلَّا خَتَمْتَ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ: نَعَمْ، مَنْ قَالَ خَيْرًا خُتِمَ لَهُ طَابَعٌ عَلَى ذَلِكَ الْخَيْرِ، وَمَنْ قَالَ شَرًّا كُنَّ لَهُ كَفَّارَةً: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ)، رواه النسائي وصححه الألباني.

وبذلك الحديث فقد كان النبي محمد صلِّ الله عليه وسلم يختم أي مجلس بهذا الذكر سواء كان مجلس صلاة أو قراءة قرآن أو غيره.

فلم يختص هذا الدعاء بختم القرآن أو الانتهاء من قراءته، فهو دعاء عام على جميع المجالس.

"صدى البلد: الإفتاء: قول صدق الله العظيم بعد قراءة القرآن بدعة حسنة" https://www.elbalad.news/4069957

Content created and supplied by: YasserAmer77 (via Opera News )