قراءة القرآن الكريم عامة وتأمل في آياته ومعرفة تأويله وسبب نزول آياته ،من أعظم الطّاعات، وأجلّ القربات، وأشرف العبادات، قال عثمان بن عفان: "لو أنّ قلوبنا طهرت ما شبعنا من كلام ربّنا، وإنّي لَأكره أن يأتي عليَّ يوم لا أنظر في المصحف"، فهو حبل اللّه المتين، والذّكر الحكيم، والصّراط المستقيم، من تركه من جبار قصمه اللّه، ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه اللّه، وحامله من أهل اللّه وخاصّته، فعن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ للّه أهلين من النّاس، قالوا يا رسول اللّه من هم؟ قال: هم أهل القرآن، أهل اللّه وخاصته»
وقد قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بأن هناك سجدًا تجعله يبكي بكاءًا شديدًا، وهي سجدة التلاوة، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قَرَأَ ابنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطانُ يَبْكِي، يقولُ: يا ويْلَي، أُمِرَ ابنُ آدَمَ بالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الجَنَّةُ، وأُمِرْتُ بالسُّجُودِ فأبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ.
فإذا أراد الإنسان أن يجعل الشيطان يبكي ويصرخ فعليه أن يزيد في سجوده، لزيد في بكاء الشيطان عليه لعنة الله. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: رن إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب. وقال عطاف بن خالدٍ: بلغني أنه لما نزل قوله تعالى: "وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ".
هل سجدة التلاوة واجب أم سنة؟ هل هي مندوب إليها أم هي فرض على الإنسان؟
اختلف العلماء في سجود التلاوة، أشار مذهب الحنفية أن سجود التلاوة واجب، والجمهور الحنابلة والشافعية وغيرهم قالوا أن سجود التلاوة سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم. سجد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وترك السجود في مواطن، وهذا ما بين أنه سنة وليس بواجب. ويمكننا القول: الواجب عند الحنفية يساوي السنة المؤكدة عند الجمهور في غالب الأحكام.
لكن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ آية سجدة فلم يسجد، وقٌرأ أمامه بآية السجدة فقال له عمار: لمذا لم تسجد يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا عمار لو سجدت لسجدنا، أنت القاريء فأنت الإمام. سيدنا رضي الله عنه وهو يخطب في الناس على المنبر قرأ سورة النحل، جاء عند آية السجدة فنزل عند أصل المنبر وسجد فسجد الناس. في الجمعة التي تليها قرأ سيدنا عمر هذه السورة، وجاء عند آية السجدة فلم يسجد.
لذلك تعد سجدة التلاوة أمرٌ مندوب إليه، فقال: "أيها الناس إنما نمر بآية السجدة فمن شاء سجد، ومن شاء فلا إثم عليه" رواه الإمام مسلم. عندما نعلم أن الأمر مندوب إليه، وأن النبي فعل وترك، وأن الصحابة فعلوا وتركوا؛ هنا يتسع الأمر على الناس .
دعاء سجدة التلاوة.
على لسان الشيخ الشعراوي رحمه الله قال؛ علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سجود التلاوة أن نقول: اللهم احطط بها عني وزرَ، واجعلي بها أجرَ، واجعلها لي عندك ذخرَ.
ومما لا شك فيه ان من بركة قراءة وحفظ القرآن الكريم، أن الله تعالى يبارك في عقل قارئه وحفظه؛ فعن عبد الملك بن عمير: "كان يقال أن أبقى الناس عقولًا قراء القرآن". وفي رواية: "أنقى الناس عقولًا قراء القرآن". وقال القرطبي: "من قرأ القرآن الكريم متع بعقله وإن بلغ مئة!"، كما أن حفظ القرآن الكريم وقراءته فيها تقوية للذاكرة، ومما لا شك فيه ان كل أية من آيات القرآن الكريم، لها فضل عظيم.
كما إن القرآن الكريم هو خير الكلام ، أمرنا الله سبحانه وتعالى بتلاوته وتدبر معانيه حتى يزداد علمنا بشريعة الله سبحانه وتعالى ومنهاجه في الأرض ، وقد تعهد الحق تبارك وتعالى بحفظ كتابه العزيز من مبتدأ الكون حتى نهايته ، حيث يقول الحق سبحانه :" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "
وللمسلم عهد مع القرآن الكريم ينبغي أن يكون؛ فيغترف من فيض هداه يوميًَّا، فهو الطاقة المتجددة، والعطاء والخير الذي لا ينضب، وقراءة القرآن الكريم من حسن برُّ المسلم بكتاب ربه، وتجديد عهده معه بشكل يومي، فلا يكون له هاجرًا ولا لأحكامه معطلًا، كما أن انتظام المسلم بتلاوة القرآن الكريم بشكل يومي، يترتب عليه آثار عظيمة النفع على المسلم .
وفي النهاية إذا أتممت القراءة اثبت حضورك بالصلاة على النبي محمد و شاركنا بذكر محبب إلي قلبك لعلها ساعة إجابة
مصادر المقال مأخوذة من :
Content created and supplied by: Ahmedahmed46 (via Opera News )
تعليقات