المعروف عن العدة أنها خاصة بالنساء دون الرجال، فالعدة توجب على المرأة المطلقة أو المتوفى عنها زوجها، لكن أفادت دار الإفتاء والفقهاء بأن ثمة حالة توجب على الرجل العدة، ويحرم عليه الزواج خلال فترة العدة تلك، وعن الأسباب والتفاصيل، فإن هذا ما سنسرده لكم خلال السطور القادمة.
الحالة التي توجب العدة على الرجل
توجه أحد المواطنين بسؤال إلى دار الإفتاء وهو: "هل على الرجل عدة إذا ما كان متزوج بأربعة نساء في نفس الوقت، وطلق واحدة منهن طلاقاً رجعيا، أم يباح له الزواج قبل انتهاء عدة زوجته المطلقة".
وجاء رد فضيلة الدكتور "علي جمعة" مفتي الديار المصرية على هذا التساؤل، قائلا: إذا كان الرجل متزوجاً من أربع نساء، فلا يحل له الزواج من الخامسة، فالشرع حدد الزواج بأربعة فقط، لذا فلا يحل له الزواج بأخرى سوى بعد تطليق إحداهمن وتنتهي عدتها.
والعلة في ذلك أنه لا يجوز للرجل الجمع بين خمسة نساء أو أكثر، ولفت فضيلته إلى أن الجمع في العدة مثل الجمع في النكاح، والسبب في ذلك أن العدة مثل النكاح حكماً، وذلك لأنها توجب قيام حكم الفراش، وعلى هذا الأساس فإن الزواج من خامسة على الرغم من طلاق الرابعة ولكنها ما زالت في شهور العدة، يعد جمع بين خمس زوجات وهذا لا يجوز شرعاً، فيجب عليه الانتظار لحين انتهاء عدة زوجته المطلقة ومن ثم يتسنى له الزواج، وهذه الحالة بالنسبة للرجل، تسمى "العدة المجازية".
ومن صور العدة المجازية للرجل أيضاً، أن يقوم بتطليق زوجته طلاقاً رجعيا، ويرغب في الزواج من شقيقتها، في هذه الحالة هناك عدة مجازية عليه أيضاً، فينبغي أن ينتظر مرور فترة عدة زوجته الأولى، ومن ثم يتزوج بشقيقتها، حتى لا يكون جمع بين زواج الأختين المحرم شرعا.
أسباب مشروعية العدة
للعدة أسباب مشروعية منها:
- الاحداد في حالة وفاة الزوج، فلا يمكن للمرأة الكريمة أن تتزوج بعد وفاة زوجها لأن هذا من قبيل الوفاء للزوج وعدم الاستهانة بالعشرة معه.
- التأكد من براءة الرحم منعا لاختلاط الأنساب.
- إعطاء مهلة للزوج في عدة الطلاق الرجعي والمحددة بثلاثة أشهر، فمن الممكن أن يراجعا الزوجان قرارهما ويعود الزواج مرة أخرى.
Content created and supplied by: ayatarafat (via Opera News )
تعليقات