الجنة هي مبتغى كل مسلم وأمنية كل إنسان ، فالعبد الصالح يجتهد في العبادة والتزام الطاعات والابتعاد عن المعاصي والذنوب حتى ينال رضا الحق تبارك وتعالى فينعم عليه سبحانه وتعالى بالجنة .
والطريق إلى الجنة طويل يحتاج من المسلم مجاهدة النفس ونهيها عن الهوى ، حيث يقول نبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه : " حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات " .
وفي الجنة النعيم المقيم الذي لا ينقطع ، ففيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، وفي السطور التالية نعرض لكم إجابة سؤال هام قد يشغل بال الكثيرين وهو هل تعتبر الفتاة التي تتوفى دون أن يسبق لها الزواج شهيدة ؟
إن الفتاة التي لم يكتب الحق تبارك وتعالى لها الزواج التي لا ترفض الزواج وإنما لم يتسنى لها الزواج وصبرت على هذا ولم تتزوج حتى توفاها المولى عز وجل فإن لها ثواب عظيم عند الحق تبارك وتعالى .
فقد ورد في بعض الأحاديث أن من تصبر على عدم الزواج محتسبة أجرها عند رب العالمين تعتبر شهيدة ، وذلك مصداقا لقول النبي المصطفى العدنان صلوات ربي وسلامه عليه حين كان يعد الشهداء وقال : "وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدَةٌ"، وجمع هذه من معانيها البكر أى تموت وهي بكر لم تتزوج.
وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية أن المرأة التي لم يكتب لها الزواج وتوفاها الله عزباء لها ثواب الشهيد وهو ثواب عظيم فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَادَ جَبْرًا رضي الله عنه، فَلَمَّا دَخَلَ سَمِعَ النِّسَاءَ يَبْكِينَ وَيَقُلْنَ: كُنَّا نَحْسَبُ وَفَاتَكَ قَتْلًا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَالَ: «وَمَا تَعُدُّونَ الشَّهَادَةَ إِلَّا مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ! إِنَّ شُهَدَاءَكُمْ إِذًا لَقَلِيلٌ! الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهَادَةٌ، وَالْبَطْنُ شَهَادَةٌ، وَالْحَرَقُ شَهَادَةٌ، وَالْغَرَقُ شَهَادَةٌ، وَالْمَغْمُومُ -يَعْنِي الْهَدِمَ- شَهَادَةٌ، وَالْمَجْنُونُ شَهَادَةٌ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدَةٌ» أخرجه ابن ماجه في "سننه".
وقال العلامة أبو الوليد الباجي في "المنتقى شرح الموطَّأ" (2/ 27، ط. دار السعادة): [«وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ» قِيلَ: إنَّ مَعْنَى ذَلِكَ تَمُوتُ بِالْوِلَادَةِ، وَقِيلَ: إنَّ مَعْنَى ذَلِكَ أَنْ تَمُوتَ جَمْعَاءَ بِكْرًا غَيْرَ ثَيِّبٍ لَمْ يَنَلْهَا أَحَدٌ، وَهَذِهِ مِيتَاتٌ فِيهَا شِدَّةُ الْأَمْرِ، فَتَفَضَّلَ اللهُ تَعَالَى عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِأَنْ جَعَلَهَا تَمْحِيصًا لِذُنُوبِهِمْ زِيَادَةً فِي أَجْرِهِمْ حَتَّى بَلَّغَهُمْ بِهَا مَرَاتِبَ الشُّهَدَاءِ] اهـ.
وقال العلامة ابن عبد البر في "الاستذكار" (3/ 69، ط. دار الكتب العلمية): [وَأَمَّا قَوْلُهُ: «الْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجَمْعٍ شَهِيدٍ» فَفِيهِ قَوْلَانِ؛ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: الْمَرْأَةُ تَمُوتُ مِنَ الْوِلَادَةِ وَوَلَدُهَا فِي بَطْنِهَا قَدْ تَمَّ خَلْقُهُ. وَالْقَوْلُ الْآخَرُ: هِيَ الْمَرْأَةُ تَمُوتُ قَبْلَ أَنْ تَحِيضَ وَتَطْمِثَ. وَقِيلَ: بَلْ هِيَ الْمَرْأَةُ تَمُوتُ عَذْرَاءَ لَمْ يَمَسَّهَا الرِّجَالُ] اهـ.
وفي الختام ندعو الله سبحانه وتعالى أن يرزق فتياتنا العفة والحياء والطهارة والزوج الصالح ، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
https://m.youm7.com/story/2021/2/11/%D8%AF%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%89-%D9%84%D9%85-%D8%AA%D8%AA%D8%B2%D9%88%D8%AC-%D9%82%D8%A8%D9%84-%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%81%D9%89-%D9%85%D9%86%D8%B2%D9%84%D8%A9/5201703
https://m.akhbarelyom.com/news/newdetails/3258262/1/-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%A1---%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D9%84%D9%85-%D8%AA%D8%AA%D8%B2%D9%88%D8%AC-%D9%82%D8%A8%D9%84-%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF%D8%A9
https://honna.elwatannews.com/news/details/2095038/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D9%84%D9%85-%D8%AA%D8%AA%D8%B2%D9%88%D8%AC-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88
https://www.albayan.ae/varieties/2021-02-12-1.4090960
Content created and supplied by: [email protected] (via Opera News )
تعليقات
[email protected]
03-27 19:33:29تم
[email protected]
03-27 19:33:29تم
[email protected]
03-27 19:33:29ت