بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء يجب علينا معرفة أنّ الدعاء من أقوى الأساليب التي يمكن أن يستخدمها المسلم ليدفعَ عن نفسه البلاء، والمكروه، ويستجلب به النَّفع؛ فهو سلاحُ المسلم الذي يُدافعُ به المصائب؛ إذ قد يدعو بدعاء قويّ فيغلب البلاء، وقد يدعو بدعاء ضعيف فلا يغلب البلاء، إلّا أنّه يُخفّف منه، وقد يدعو بدعاء يتدافع مع البلاء ويُعالجه.
كما يجب معرفة أنّ الإكثار من الدعاء من الأمور التي أرشدَ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أصحابه إليها، وذلك بقوله: (ما من مسلمٍ يدعو بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ، ولا قطيعةُ رَحِمٍ ؛ إلا أعطاه بها إحدى ثلاثَ : إما أن يُعجِّلَ له دعوتَه ، وإما أن يدَّخِرَها له في الآخرةِ ، وإما أن يَصرِف عنه من السُّوءِ مثلَها . قالوا : إذًا نُكثِرُ . قال : اللهُ أكثرُ) .
وكان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُعلّم أصحابه صلاة الاستخارة التي يدعو فيها العبد ربّه؛ ليُسخِّرَ له الخير؛ فإن كان ما يريده في المستقبل خيراً له، يسَّرَه الله -تعالى- له، وإن كان شرّاً، صرَفَه عنه، كما بيّنَ لهم أنّه لا شيء يمكنه أن يردّ القضاء إلّا الدعاء؛ فقال: (لا يردُّ القضاءَ إلَّا الدُّعاءُ، ولا يزيدُ في العمرِ إلَّا البرُّ).
وقد حثّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أصحابه على أن يسألوا الله -تعالى- حاجاتهم جميعها، وثبت عن عائشة -رضي الله عنها- أيضاً أنّها قالت: (قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، ابنُ جُدْعانَ كانَ في الجاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ، ويُطْعِمُ المِسْكِينَ، فَهلْ ذاكَ نافِعُهُ؟ قالَ: لا يَنْفَعُهُ، إنَّه لَمْ يَقُلْ يَوْمًا: رَبِّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي يَومَ الدِّينِ) وقد أشار النبي -عليه السلام- في الحديث إلى الدّعاء على اعتبار أنّه مظهر من مظاهر الإيمان، وأثر من آثاره التي تُخرج المرء من دائرة الكفر إلى رحاب الإيمان؛ ليكون إيمان العبد سبباً في الانتفاع بأعماله الصالحة.
كما ورد عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الدعاء هو العبادة» . والدعاء أكرم شيء على الله: فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ليس شيء أكرم على الله عز وجل من الدعاء» وقال الشوكاني في هذا الحديث: "قيل وجه ذلك أنه يدل على قدرة الله تعالى وعجز الداعي". والأولى أن يقال: أن الدعاء لـمَّا كان هو العبادة، وكان مخَّ العبادة -كما تقدم- كان أكرم على الله من هذه الحيثية، لأن العبادة هي التي خلق الله سبحانه الخلق لها، كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} .
وعقب ما سلف ذكره بعاليه فيجب علينا الإكثارمن الدعوات الى الرب العلى طالبين منه الرحمة والمغفرة فمن مظاهر رحمة الله بعباده أنه يقبل الدعاء ويستجيب له ما دام خالصاً له وحده عز وجل، دون الإشراك في نية الدعاء وقد قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (الدُّعاءَ هوَ العِبادَةُ، ثمَّ قرأَ: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ).
وقد قال أمين الفتوى بدار الإفتاء الشيخ محمد وسام إن هناك دعاء مجربا لقضاء الحاجة، يقال بعد صلاة ركعتين وهو "اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك نبي الرحمة.. يا سيدنا محمد أتوسل بك إلى ربك وربي أن يقضي حاجتي.. ثم يذكر حاجته.. اللهم شفعه في وشفعني في نفسي".
وقد ذكر أيضا الشيخ محمد وسام أمين الفتوى خلال لقائه على إحدى الفضائيات أن هذا الدعاء مجرب لكل صاحب كرب أو مشكلة أو ضيق أو مشكلة أسرية، ولو يقال الدعاء في مسجد بعد ركعتين فهو أولى وبعد السلام نقرأ هذا الدعاء.
وتابع: ملازمة الاستغفار لقوله تعالى "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارًا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا" سورة نوح.
وقد صرح «البحوث الإسلامية» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أوصى من أصابه هم أو غم أو مرض أو شدة بالدعاء وترديد خمس كلمات وقت الشدة ، سواء كانت هذه الشدة هم أو كرب أو مرض أو أذى.
وإستدل بقول رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: « مَنْ أَصَابَهُ هَمٌّ ، أَوْ غَمٌّ ، أَوْ سَقَمٌ ، أَوْ شِدَّةٌ ، أَوْ أَذًى ، فَقَالَ : اللَّهُ رَبِّي لا شَرِيكَ لَهُ ، كُشِفَ ذَلِكَ عَنْهُ».
كما أن الدُّعاء له منزلةٌ عظيمةٌ في الإسلام؛ فهو من أفضل العبادات؛ ولهذا جاءت نصوص كثيرة في القرآن الكريم وسنَّة نبينا صلى الله عليه وسلم تدل على فضل الدُّعاء وقد حثَّنا الله تعالى على الدُّعاء في آيات كثيرة من كتابه العزيز قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].
والتوجُّه لله -تعالى- بالدعاء له أهمّية كبيرة تعود على المسلم بالنَّفع في الدُّنيا، والآخرة، ومنها استشعار قُرب الله -تعالى-، واستجابته للدعاء؛ قال -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)، وقد قال السعدي في سبب نزول هذه الآية إنّها نزلت ردّاً على تساؤل بعض الصحابة عن الله -تعالى-؛ فقالوا للنبيّ -عليه الصلاة والسلام-: "يا رسول الله، أقريب ربّنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟"، فبيَّنت الآية الكريمة أنّ الله -تعالى- قريب، ورقيب، وشهيد، يعلم ما يُسرّ الداعي في صَدره، وما يُعلن، فيُجيبه، ويُعطيه.
إذا اتممت القراءة صلى على خير الأنام نبى الإسلام رسول السلام المؤيد بالفرقان حبيب الرحمن محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
Content created and supplied by: hassan90 (via Opera News )
تعليقات
GUEST_bELE9l4j1
02-21 08:09:52الف مليون صل عليك ياحبيبي يارسول الله عليه افضل الصلاة والسلام
SarahTarek
02-20 11:30:21اللهم صلِّ وسلم وبارك عليك ياحبيبي يارسول الله وعلى آله وصحبه اجمعين كاشف الغمه رب أغفر لى خطيئتي يوم الدين