قصة نبي الله موسى -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- من أكثر القصص التي ذكرت بالقرآن، فقد ذُكِرَت جميع تفاصيلها منذ مولد النبي الكريم ، بل حتى من قبل مولده.
وقد جاء ذكر أم سيدنا موسى -عليه السلام- وأخته في موضعين بالقرآن الكريم، الموضع الأول جاء في سورة طه، في قول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى * إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى * أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي * إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى﴾
والموضع الثاني جاء في سورة القصص، بداية من قول الله تعالى: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ }.. إلى قوله تعالى :{ وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ * فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾
ووضحت لنا الآيات الكريمات أحوال أم نبي الله موسى وكيف مرَّت بها هذه الأحداث العصيبة، بدءاً من ولادته عليه السلام، مروراً بغيابه عنها في قصر عدو الله فرعون، حتى رجوعه إليها، وقد وصفت الآيات أحوالها وخلجات نفسها.
وقد ضربت الأم الصابرة المؤمنة لنا مثلًا في الأمومة الحانية وفي العاطفة الصادقة، المنضبطة بالإيمان واليقين بأوامر الله عز وجل، فهي مع حبها لوليدها وخوفها عليه فقد ألقت به في اليم امتثالًا لأمر الله عز وجل ويقينًا بوعده سبحانه.
كما تبين لنا من خلال لنا الآياتُ موقفَ أخت النبي الكريم، وقد ضربت هي الأخرى مثلاً للبنت المطيعة لأمها والمحبة لأخيها، والذكية الحكيمة، القادرة على مواجهة المواقف بإيمان وثبات وسرعة بديهة، وكيف أنها كان لها دور كبير في نجاة سيدنا موسى عليه السلام.
وقد بدا ذلك جلَّياً حين اقتصت أثر أخيها في حيطة وحذر، وحديثها مع آل فرعون في ثبات وبلاغة وفطنة، وقد كرَّمهما الله عز وجل بهذا العمل وأنزل في شأنهما قرآنًا يتلى إلى يوم القيامة.
وعن اسم أم نبي الله وأخته، فلم يذكر القرآن اسم أم سيدنا موسى عليه السلام بشكل صريح، ولم يَرد ذلك في السنة كذلك، وفي تحديد اسمها قد اختلف العلماء ، فقيل: محيانة بنت يصهر بن لاوي، وقيل: يوخابذ بنت لاوي بن يعقوب، وقيل: يارخا، وقيل: يارخت، وقيل غير ذلك.
وقد ولدت عليها السلام في مصر، وعاشت فيها، وكانت ذات أصل كريم، ومنبت عريق، وكانت مؤمنة صالحة، وتزوَّجت عمران بن قاهت بن لاوي بن سيدنا يعقوب عليه السلام.
أما أخت النبي الكريم فهي مريم بنت عمران، وقد وافق اسمها اسم السيدة مريم أم نبي الله عيسى -عليه السلام-وقيل: إن اسمها كلثمة، وقيل: كلثوم أيضاً.
المصادر:
https://www.dar-alifta.org/AR/Viewstatement.aspx?sec=new&ID=5101
Content created and supplied by: AhmedSayed70 (via Opera News )
تعليقات
EbtisamOmar
02-08 01:49:33في ناس كتير فكروا ان اخته هي مريم العذراء وهذا خطأ طبعا لأنه يوجد فرق زمني بينهم واول من قال انها اخت سيدنا موسي هو الشيخ الشعرواي في تفسير سورة مريم عندما قال لها اليهود يااخت هارون ويارتكم تسمعوا تفسير الشيخ الشعرواي على اليوتوب عشان تصدقوا كلامي