إن المداومة على الذكر تحيي القلوب وتوقظها، وتبعث الطمأنينة والسكينة في النفوس، وتورث أصحابها حالة من الرضا والأنس وهدوء البال، يقول تعالى: “الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ” (الرعد:28). أي -كما يقول ابن كثير- أي تطيب وتركن إلى جانب الله، وتسكن عند ذكره، وترضى به مولى ونصيراً، ولهذا قال: “أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”.
والعديد منا لا يعرفون ما يحدث قبل آذان الفجر بساعة فى الدنيا و الدليل على ذلك أنهم يفرطون فى تلك الساعة كثيرة الفضل و أنهم لو يعلموا ماذا يحدث احرصوا على إتمام تلك الساعة
فقد ثبت فى السنة الصحيحة لما رواه البخارى و مسلم عن النبى صلى الله عليه و سلم أن الله سبحانه و تعالى ينزل فى الثلث الأخير من الليل نزولا يليق بكماله و جلاله
فعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه و سلم _قال " ينزل ربنا تبارك و تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعونى فأستجيب له من يسألنى فأعطيه من يستغفرنى فأغفر له "
أى أن أول ما يحدث هو نزول الله إلى السماء الدنيا و معنى ذلك أن الله سبحانه و تعالى ينزل إلى السماء الدنيا نزولا يليق بكماله و جلاله و لا يسأل ملائكته عن عباده بل يتفقد أحوالهم عز و جل و ثم يستجيب لمن يدعونه فى ذلك الوقت
فإن أستطعت أن تكون ممن يذكر الله فى تلك الساعة فكن فمن يريد إستجابة لدعائه و تفريجا لهمه و تنفيثا لكربته و توسيعا لرزقه و شفاءا لمرضه و حفظا لعياله و دفعا لأعدائه و طلبا لمغفرته عليه بالثلث الأخير من الليل.
أما عن فضل قراءة القرآن في ذلك الوقت من الليل فلا شك أن القرآن الكريم هو كلام الله منزل غير مخلوق ، الذي أنزله على نبيه محمد صل الله عليه وسلم باللفظ والمعنى وهو كتاب الإسلام الخالد ، ومعجزته الكبرى ، وهداية للناس أجمعين ، قال تعالى : " كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ " صدق الله العظيم ، ولقد تعبدنا الله بتلاوته آناء الليل وأطراف النهار ، قال تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ " ، فيه تقويم للسلوك، وتنظيم للحياة، من استمسك به فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، ومن أعرض عنه وطلب الهدى في غيره فقد ضل ضلالاً بعيداً ، ولقد أعجز الله الخلق عن الإتيان بمثل أقصر سورة منه ، قال تعالى : " وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة ممن مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين".
وقراءة القرآن الكريم عامة وتأمل في آياته ومعرفة تأويله وسبب نزول آياته ،من أعظم الطّاعات، وأجلّ القربات، وأشرف العبادات، قال عثمان بن عفان: "لو أنّ قلوبنا طهرت ما شبعنا من كلام ربّنا، وإنّي لَأكره أن يأتي عليَّ يوم لا أنظر في المصحف"، فهو حبل اللّه المتين، والذّكر الحكيم، والصّراط المستقيم، من تركه من جبار قصمه اللّه، ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه اللّه، وحامله من أهل اللّه وخاصّته، فعن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ للّه أهلين من النّاس، قالوا يا رسول اللّه من هم؟ قال: هم أهل القرآن، أهل اللّه وخاصته»
وفي النهاية إذا أتممت القراءة اثبت حضورك بالصلاة على النبي محمد و شاركنا بذكر محبب إلي قلبك لعلها ساعة إجابة
Content created and supplied by: Ahmedahmed46 (via Opera News )
تعليقات
GUEST_4eEMA2rDX
02-11 08:52:01عليه افضل الصلاة والسلام حبيبنا ورسولنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم واله وصحبه أجمعين
GUEST_Ob6A7AZWb
02-11 07:38:13عليه افضل الصلاة والسلام
GUEST_YZ4ErQJkr
02-11 07:14:33عليه افضل الصلاة واتم السلام حبيبى يارسول الله