تحث الشريعة الإسلامية على جمع القلوب، والإصلاح بين الناس، و بإفشاء السلام، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، وكل ما من شأنه أن يقرب بين المسلمين، ونهت عن الكذب، وعن النميمة، وعن الغيبة، وعن الهمز واللمز، وعن السخرية، وعن كل ما من شأنه أن يسيء العلاقة، ويقطع المودة بين المسلمَين.
و إصلاح ذات البين من الأمور العظيمة، والعبادات التي تركها كثيرٌ من الناس،فقال تعالى: "فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ".
وأخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن الإصلاح بين المتخاصمين أفضل من صيام وصلاة التطوع والصدقة، وحَرِصَ الدين الإسلامي على صلاح ذات البين، وقد جاء الأمر على الوجوب بالسعي في صلاحها، ورتَبَ الشرعُ الإسلامي ثوابا عظيما، لمن أجتهد وسلك هذا الطريق، وذلك من قول الله عز وجل : «فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ».
وروى أبو داود والترمذي؛ عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلاةِ وَالصَّدَقَةِ ؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: صَلاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ» قَالَ الترمذي: وَيُرْوَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أَنَّهُ قَالَ: «هِيَ الْحَالِقَةُ. لا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ».
و عن أُمِّ سَلَمةَ- رضي اللَّه عنها-: أَنَّ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إِنَّمَا أَنَا بشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ؛ فأَقْضِي لَهُ بِنحْوِ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بحَقِّ أَخِيهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ»، مُتَّفَقٌ عَلَيهِ، و قال- عليه الصلاة والسلام - لأبي أيوب -رضي الله عنه-: "يَا أَبَا أَيُّوبَ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى صَدَقَةٍ يُحِبُّهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ: تُصْلِحُ بَيْنَ الناس إذا تباغضوا، وتفاسدوا".
مصادر
https://www.elbalad.news/4642738
Content created and supplied by: AmeraSalah (via Opera News )
تعليقات