في 30 ابريل من عام 1945، دخلت القوات السوفيتية ألمانيا، وأصبحت على بعد كيلومترات قليلة من مبنى "الرايخستاج"، لتعلن بذلك انتهاء الحرب العالمية الثانية وخسارة ألمانيا بزعامة "أدولف هتلر" الحرب، وحسب الرواية الرسمية، قام هتلر بالانتحار عن طريق اطلاق النار على رأسه بعد أن تجرع سم "السيانيد"، لنتهي بذلك صفحة الزعيم النازي الذي أشعل شرارة أكثر حرب دموية عرفها التاريخ.
وعلى الرغم من وجود العديد من النظريات التي تفيد بأن هتلر لم ينتحر كما أعلن، وأنه استطاع الهرب الى أمريكا الجنوبية، الا أن مسألة خسارته الحرب بات أمرا مؤكدا وغير قابل للشك.
وربما يرى الكثيرون، أن مهاجمة هتلر للاتحاد السوفيتي عام 1941 "عملية بارباروسا"، كان أحد الأخطاء الفادحة للزعيم النازي، والذي ساهم بشكل رئيسي في وقوع الجيش الألماني فريسة للجليد الروسي، ليؤدي في النهاية لخسارة هتلر الحرب بشكل درامي.
وكان من المعروف لدى الكثيرين، أنه لم يكن هناك أي أسباب تدفع هتلر لمهاجمة الاتحاد السوفيتي في هذا الوقت، خصوصا وأن الحرب على الجبهة الأوروبية كانت لا تزال مشتعلة، ما دفع العديد لاتهام هتلر بالغباء والطمع، وقيامه بفتح جبهة قتال أخرى دون دراسة وبلا أي داع.
ولكن..هل حقا لم يكن هناك سبب لمهاجة "هتلر" الاتحاد السوفيتي في هذا الوقت؟!
في الحقيقة، وحسب تصريحات الدكتورة الروسية "ماريا سلافكينا" في لقاء تليفزيوني مع قناة "RT بالعربي"، فان هتلر لم يكن بالغباء الذي يدفعه لفتح جبهة قتال جديدة للجيش الألماني، بينما الساحة القتالية كانت تشتعل على الجبهة الأوروبية، ولكن كان السبب الذي دفعه لذلك، هو أنه بعد سنتين من اندلاع الحرب العالمية الثانية، كان الجيش الألماني بحاجة الى كميات ضخمة من الامدادات وخصوصا الوقود "النفط".
اتفاقية المانيا مع الاتحاد السوفيتي
حسب "RT بالعربي"، في 11 فبراير عام 1940، وقعت ألمانيا مع الاتحاد السوفيتي اتفاقية، تقضي بالزام الاتحاد السوفيتي بامداد ألمانيا بنحو 900 ألف طن من النفط، ولكن خلال عام 1940 "بعد الاتفاقية"، لم يزود الاتحاد السوفيتي ألمانيا سوى ب650 ألف طن فقط من النفط، أي نحو 30% فقط من الالتزام، وعندها تقرر عقد اتفاقية جديدة بين ألمانيا والاتحاد السوفيتي، في 10 يناير عام 1941، وبمقتضى هذه الاتفاقية طلب الألمان من الجانب السوفيتي كميات هائلة من النفط أكبر من التي طلبوها في الاتفاقية السابقة "نحو 120 ألف طن".
ولكن الاتحاد السوفيتي لم يكن قادرا علي تزويد ألمانيا بهذه الكميات، ولم يكن يرغب في ذلك أصلا، وبعد انتهاء الحرب، أدلى وزير التسليح والصناعة الحربية الألماني "ألبرت شبير" باعتراف قال فيه:
"أنا على علم بأن روايات كثيرة طرحت حول أسباب هجومنها على الاتحاد السوفيتي، ولكني استطيع التأكيد أن تزويد الجيش بالوقود كان الأولوية الرئيسية عند هتلر".
لذا..يمكننا القول بأن اخلال الاتحاد السوفيتي ببنود اتفاقياته مع ألمانيا، كان هو السبب الرئيسي الذي دفع هتلر للهجوم عليه محاولا احتلاله، والسيطرة على النفط الروسي، خصوصا وأنه في هذا التوقيت، كانت أغلب الدول الأوروبية قد قطعت امداداتها من النفط لألمانيا، بسبب أحداث الحرب والتي كانت مصدر لأكثر من 80% من احتياجات الجيش الألماني من النفط ومشتقاته، وكان الجيش الألماني في أمس الحاجة للنفط والعديد من الخامات والامدادات الأخرى، التي كان من الممكن أنه يمده بها الاتحاد السوفيتي اذا كان التزم باتفاقياته مع ألمانيا.
الأمر الذي أجبر هتلر على مهاجمة الاتحاد السوفيتي في توقيت صعب وحرج، ولكن يبدو أنه لم يكن أمامه أي خيار اخر.
لينك المصدر:
"من الدقيقة 1:40 حتى الدقيقة 3:10" https://www.youtube.com/watch?v=1wTBW8St0g0
Content created and supplied by: shady9898 (via Opera News )
تعليقات
محمدعلام14
02-06 16:48:55القاعدة الحربية الأولى "لا تهاجم روسيا في الشتاء".