"لقد تعلمت في طفولتي المبكرة أن إرادة المرأة يمكن أن تُبطل أي قانون لا يُنصفها"، هكذا قالت "درية شفيق" في مذكراتها، وهي إحدى رواد حركة تحرير المرأة في مصر وشغلت هذا المنصب في النصف الأول من القرن العشرين، ويُنسب لها أيضاً كل الفضل في دخول المرأة المصرية على حق الانتخاب وحصولها عليه، والترشُح في دستور مصر لعام 1956 فسوف نرصد لكم في هذا التقرير كيف تدخل رئيس جمهورية لإنهاء اعتصامها.
أسست "بدرية شفيق" اتحاد "بنت النيل"
ولدت "درية شفيق"، في 14 ديسمبر في عام 1908، بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، ووالدها المهندس "أحمد شفيق"،ووالدتها "رتيبة ناصف"، وكان ترتيبها الثاني لاخواتها، والتي انتقلت بعد ذلك للعيش في المنصورة، وخلال تلك الفترة كان هناك ثلاث مجموعات أو أحزاب سياسية كانت تؤثر فى الحياة السياسية فى مصر حتى اندلاع الحرب العالمية الأولى، رغم الاختلافات الفكرية بين هذه المجموعات، والتى كان يجمعها هدف واحد وهو العمل من أجل استقلال مصر.
وحصلت "درية شفيق" على درجة الليسانس عام 1933، ثم عادت إلى الإسكندرية لتقيم مع والدها، وعملت في عدة وظائف إلى أن أسست اتحاد "بنت النيل"، كحزب سياسي نسائي، كخطوة ثانية على نضال المرأة المصرية من أجل الحصول على حقوقها، وشاركت في الكثير من المظاهرات ومنها عام 1951 وهى مظاهرة نسائية إلى البرلمان المصرى من أجل المطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة فى الحقوق الانتخابية، ووصلت التظاهرات والاحتجاجات إلى الإضراب عن الطعام في مقر"نقابة الصحفيين"
اعتصام "درية شفيق" لتمثيل المرأة فى تأسيسية الدستور
علما بأن دكتورة "درية شفيق"، قد اعتصمت بنقابة الصحفيين للمطالبة بمشاركة المرأة فى الجمعية التأسيسية للدستور، وطالبت أيضا ببيان رسمي يعترف بحق المرأة فى المشاركة فى مناقشة الدستور الجديد فى الجمعية التأسيسية.
وأكدت "درية" بأن المرأة المصرية لم تقبل بأن تحكم بدستور لم تشترك فى مناقشته وأنها لن تعترف بهذا الدستور الجديد إذا حرمت من مناقشته فى الجمعية التأسيسية، حيث وصل عدد المعتصمات إلى 10 بعد أن انضمت إلى الدكتورة درية كل من "بهيجة البكري" وهي رئيسة جمعية تحرير المرأة، كما انضمت إليها "منيرة حسني" رئيسة اتحاد نساء الدولة، و"منيرة ثابت"، "فتحية الفلكي"، "راجية حمزة"، و"أماني فريد" عن الصحفيات و"مفيدة عبدالرحمن" المحامية وأيضا "سعاد فهمي" و"هيام عبدالعزيز'" عن الفنانات.
مشاركة "تحية كاريوكي" الاعتصام وتأييدها لهن
وأفاد مراسل الإذاعة المصرية، حينها أن الفنانة "تحية كاريوكا"، زارت تلك المعتصمات وأعربت لهن عن تأييدها الشديد لهن، وقد صادف ذلك وجود السيد "سليمان حافظ"، وحضرت "كاريوكا" المناقشات التى دارت بينه وبين السيدات المعتصمات، وشاركتهن أيضا بالرأي.
وفيما بعد، رفضت المعتصمات اقتراح "مصطفى القشاشي" سكرتير نقيب الصحفيين الذي قال بفض الاعتصام وبتأجيل الإضراب لإعطاء فرصة للمسؤولين لتنفيذ مطالبهن، وأرسلن برقية إلى رئيس الجمهورية ونائب رئيس الوزراء ورئيس لجنة الدستور جاء فيها الأتي "قررنا نحن المضربات عن الطعام المعتصمات فى نقابة الصحفيين الاستمرار فى موقعنا بعزم وتضامن حتى الموت حتى تجاب جميع مطالبنا فى تمثيل المرأة المصرية فى الجمعية التأسيسية وفى جميع الهيئات التشريعية".
تدخل رئيس الجمهورية في انهاء الاعتصام
وتم نقل المعتصمات بعد ذلك إلى مستشفى القصر العيني بعد أن ساءت وتدهورت حالتهن بسبب عدم الاكل، حتى وصلت رسالة الرئيس "محمد نجيب" لهن "بأن مطالبكن قد أحيلت إلى اللجنة الوزارية المختصة بتكوين الجمعية التأسيسية لتنظر فيها .. وهذه المطالب في أيد أمينة»، فقطع المعتصمات إضرابهن عن الطعام وتبادلن التهاني لنجاح خطتهم في انتصار حق المرأة المصرية.
مصادر التقرير
https://lite.almasryalyoum.com/extra/125122/
https://nabd.cc/t/83476079
https://m.akhbarelyom.com/news/newdetails/3193790/1/%D9%86%D8%A7%D8%AF%D8%AA-%D8%A8%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9-%D9%88%D8%AD%D9%82%D9%87%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%8A%D8%AA-%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%A9
Content created and supplied by: Mohamadelmalah (via Opera News )
تعليقات