الجاسوس ويطلق عليه أيضًا العميل السري، وهو الشخص الذي يمارس التجسس ويقوم بجمع المعلومات الاستخباراتية لدولة أخري، ويقوم الجاسوس أو العميل السري بجمع معلومات أمنية أو معلومات تتعلق بالمجتمع دون علم أحد إلا الجهة الذي يعمل من خلالها فقط.
يكون الجاسوس مدرب على اعلي مستوي من المهاره في جمع المعلومات دون أن يظهر عليه أو أن يشك في أمره أحد، وفي السطور القادمة سنتعرف معًا على جاسوسة من أخطر الجواسيس المصريين التي تم تجنيدها من قبل الموساد الإسرائيلي على مصر أثناء دراستها في العاصمة الفرنسية باريس، انها "هبه عبد الرحمن سليم عامر".
- حياة " هبة سليم " في مصر:
عاشت هبه سليم حياة كريمة ومرفهة ومدللة في بيت أبيها الفاخر الموجود في حي المهندسين الراقي في القاهرة، وكانت تحب الذهاب الى نادي الجزيرة مع اصدقائها وكان كل تفكيرهم في اخر صيحات التجميل والموضه لأن سنهم لم يكن قد تجاوز العشرين ربيعاً، وفي تلك الأيام حدثت نكسة 1967.
حين إذن كانت هبه قد حصلت على شهادة الثانوية العامة في عام 1968 اي أنه بعد ما حدثت النكسة بعام واحد فقط، عندما حصلت على شهادة الثانوية العامة واكملت دراستها في كليه الاداب قسم اللغه الفرنسيه، حصلت من الكليه على منحة دراسية الي فرنسا.
ألحت هبة علي والدها بأنها تريد الذهاب الى باريس للدراسه في الجامعة هناك، وبعد إلحاح شديد وضغوطات الفتاة علي والدها، وافق على ذهاب بنته لاستكمال دراستها الجامعية في باريس.
- تجنيد "هبة سليم" كجاسوسة للموساد الإسرائيلي:
سافرت الفتاة الي فرنسا وفي مدرجات جامعة السوربون قابلت فتاة يهودية من أصول بولندية تحدثوا سويا حتي تمت صداقتهما معا وتكلمت معها زميلتها البولندية عن الحياة في دولة إسرائيل وأنها تريد السلام ولا تحب الحروب، وأنها تريد السلام والأمان والاستقرار.
وفي هذه الفترة التي كانت بها هبه في فرنسا كانت فرنسا مليئة بعناصر الموساد الإسرائيلي وتم تجنيد هبه تدريجياً في هذه المدة، وفي أول اجازه بمصر كانت مهمتها الأولي هي تجنيد ضابط من ضباط الجيش في سلاح الصاعقة المصرية وهو المقدم فاروق الفقي الذي كان يحبها ومعجب بجمالها.
في هذه الإجازة تمت خطبتها من المقدم فاروق الفقي ليس حبًا فيه ولكن لكي تأخذ منه معلومات عسكرية عن الجيش المصري وبدأت تسأله عن معلومات عسكرية وعن اماكن الصواريخ الجديدة التي كانت على طول قناة السويس، والتي كانت تجهز لحرب أكتوبر.
ولكن كلما يتم عمل قاعده صواريخ يقوم الطيران الحربي الاسرائيلي بشن غارات جوية على المواقع الجديدة للصواريخ، وكانت هبه هي من تمدهم بأحدث المعلومات ومن أبرزها منصات صواريخ سام 6، وكان المقدم فاروق الفقي يتباهى امام هبه ويطلعها على اهم واجدد التفاصيل العسكرية، وذلك لأنه كان يعوض احساسه بالنقص امام هبه لذكائها وثقافتها الفرنسية فكان يكمل هذا النقص بالتحدث بالاسرار العسكرية الخطيرة.
- كشف الجاسوسة "هبة سليم"
وبعد قصف المواقع الجديدة للصواريخ لحظه بلحظة، قامت المخابرات الحربية المصرية بالبحث عن من هو الجاسوس المندس بداخل صفوف الجيش، وبعد البحث تمكنت المخابرات من كشف المقدم فاروق الفقي، وبعد ذلك قامت المخابرات الحربية بوضع خطة للقبض على المتهمة بالتجسس على الجيش وإرسال معلومات عسكرية الي الموساد.
كان والد هبه قد سافر إلى ليبيا للعمل هناك فسافر الي والدها ضباط جيش مصريين بأمر من رئيس الجمهورية لإستدراج هبة عن طريق مقابلة والدها والتحدث معه على أن ابنته متورطة في عملية خطف طائرة مع منظمة فلسطينية وأنها سيتم القبض عليها، ولابد أن يتم هروبها من فرنسا.
قاموا بعمل خطه ثانيه مع والدها علي أنه مصاب بذبحة صدرية فأرسل إلى بنته برقية أنه مريض ولكن فاجأته بنته بالرد عليه أنها قد حجزت له في أكبر مستشفيات فرنسا ولكنه ارسل لها رسالة أخري يشرح لها أنه لا يقدر على السفر بسبب سوء حالتة الصحية.
فأرسل الموساد الإسرائيلي شخصين الي المستشفي للتأكد بأن والد هبه مريض بالفعل، وبعد التأكد من ذلك سافرت هبه الي طرابلس وعندما وصلت هبه الي المطار وجدت ضابطين من الجيش المصري بإنتظارها في المطار.
فقامت: بسؤالها الي اين سنذهب؟
فقالوا: سنذهب الي خطيبك المقدم فاروق.
قالت: وأين هو؟
قالوا: لها في القاهرة.
قالت: من انتم؟
قالو لها:نحن المخابرات الحربية المصرية.
- الحكم بالإعدام وتنفيذه في حق الجاسوسة "هبة سليم":
كانت ستسقط علي الارض من ذلك الخبر المؤلم بالنسبه لها ولكن قاموا بحملها الي الطائرة المصرية، ومثلت هبة أمام المحكمة ليصدر بحقها حكم الاعدام شنقا وأبدت ندمها وارسلت إلتماس الي الرئيس الراحل محمد انور السادات بالإفراج عنها أو تخفيف الحكم ولكن تم رفض ذلك الإلتماس.
وفي زياره من وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر الي اسوان لمقابلة الرئيس محمد انور السادات طلب منه بناء على رغبة شديدة من جولدمائير بالإفراج عن هبه سليم، ولكن قال له الرئيس محمد انور السادات أنها أعدمت بالفعل، وتم إعدام هبه في نفس اليوم في سجن الاستئناف في حي باب الخلق بالقاهرة بأوامر من رئيس الجمهورية.
وأما عن المقدم فاروق الفقي قد تم محاكمته محاكمة عسكرية وحكم عليه بالاعدام رميًا بالرصاص لتسريبه أسرار عسكرية خاصة بالبلد في وقت الحرب.
المصادر
Content created and supplied by: haroun2021 (via Opera News )
تعليقات