إنّ القراءة هي رياضة العقل، فبالقراءة نحافظ على قوة وصحة العقل ، حيث تعمل علي تعزيز قدرة الدماغ وحمايته من أعراض الشيخوخة وأمراضها في المستقبل من ضعف في الذاكرة واختلالات في وظائف الدماغ. و تبعث قراءة التاريخ الإسلامي الثقة في نفوس المسلمين ووجدانهم. وهذه الثقة مستمدة من عراقة الأمة وإنجازاتها السابقة. كما انه كنز من كنوز البشرية، التي لا قوام لها إلا به، فهو في مجمله تاريخ حافل بالقيم والمبادئ والفضائل التي حملت نور الهداية للعالم أجمع، فأخرجته من الظلمات إلى النور، ومن عصبية الجاهلية إلى تسامح الإسلام. و قد انزل الله القرآن هدي للناس، وقص فيه القصص للعظة والاعتبار. و مما قص من اخبار السابقين، قصة قوم سبأ، و سميت سورة باسمهم لعظيم ما في قصتهم.
جاء ذكر قصة قوم سبأ في القرآن الكريم في قوله تعالى: "لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ* فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ العَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ* ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الكَفُورَ* وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ القُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ"
تقول المصادر التاريخية التي تتحدث عن هذه الحضارة: إنها كانت أشبه بالحضارة الفينيقية، أغلب نشاطاتها تجارية، حيث سيطر هؤلاء القوم على الطرق التجارية التي تمر عبر شمالي الجزيرة. وكانت مأرب هي عاصمة سبأ، وكانت غنية جداً، والفضل يعود إلى موقعها الجغرافي، كانت العاصمة قريبة جداً من نهر الدهنا الذي كانت نقطة التقائه مع جبل بلق مناسبة جداً لبناء سد، واستغل السبئيون هذه الميزة وبنوا سداً في تلك المنطقة حيث نشأت حضارتهم، وبدؤوا يمارسون الري والزراعة، وهكذا وصلوا إلى مستوى عال جداً من الازدهار.
سمي هذا السد العظيم بسد مأرب ومضت الايام وبدأ قوم سبأ يبتعدون عن اوامر الله تعالى، وبدأ عدد كبير من هؤلاء القوم في عبادة الشمس من دون الله تعالى. فبعث اللّه تبارك وتعالى إليهم الرسل تأمرهم أن يأكلوا من رزقه ويشكروه بتوحيده وعبادته، فأعرضوا عما أمروا به، فسلط الله على سد مأرب نوعا من القوارض التي عملت على احداث العديد من الثقوب فيه.
وبدأت المياه تتسرب من هذا السد العظيم شيئا فشيئا وحاول قوم سبا مقاومة ما احدثته هذه القوارض في هذا السد لعلمهم بما ستؤول اليه الامور، لكن انهار السد بشكل كامل وارسل الله عليهم سيل العرم فاغرقهم واتلف جميع محاصيلهم الزراعية واثر هذا الامر على التربة وخصوبتها فاصبحت غير صالحة للزراعة، وانتهى الامر بهم الى الخروج من المنطقة التي عاشوا فيها آمنين بعد ان تحدوا الله تعالى.
ويعود تاريخ بناء سد مأرب القديم إلى بداية الألفية الأولى قبل الميلاد، ويعتبر من آثار مملكة سبأ القديمة، وقد كان أكبر نظام للري آنذاك وساهم في ازدهار مملكة سبأ في القرن التاسع قبل الميلاد، وتحولت أراضي مأرب إلى بساتين خضراء بسبب ذلك السد، بعد أن كانت تواجه مشكلات مائية. وتعرض السد طوال تاريخه لانهيارات عديدة، حيث يشير بعض المؤرخين إلى أنه انهار 5 مرات، حسب بعض الروايات، وفي كل مرة كان اليمنيون يعيدون بنائه.
وبني السد الجديد في عام 1986 بدعم من رئيس دولة الإمارات العربية الراحل، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، على بعد 3 كيلومترات من مكان السد القديم عند خط عرض 15.30 درجة شمالا وخط طول 45.30 شرقا. وتبلغ مساحة بحيرته 30 كيلومترا مربعا ويتسع لـ 400 مليون متر مكعب من الماء، ويبلغ عمق الجسم الخرساني لهذا السد 60 مترا ومساحته 24 ألف متر مربع وطوله 763 مترا وعرضه عند مستوى سطح الوادي 337 مترا، وعند مخرج المياه من بوابة التصريف 195 مترا، وفق العديد من المصادر.
https://www.alittihad.ae/article/64200/2014/%C2%AB%D9%82%D9%88%D9%85-%D8%B3%D8%A8%D8%A3%C2%BB-%D9%87%D8%AF%D9%85-%D8%AD%D8%B6%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D9%87%D9%85-%D9%81%D8%A3%D8%B1-%D9%88%D8%A3%D8%BA%D8%B1%D9%82%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%84
https://www.elbalad.news/4623438
Content created and supplied by: seif87 (via Opera News )
تعليقات
GUEST_BOKXlBOVv
02-13 18:32:29شكرا