"حرب أكتوبر" أخطر أيام المصريين على الإطلاق، فهو القرار الأهم الذي اتخذته مصر في التاريخ الحديث، لتحرير الأرض من الإحتلال الإسرائيلي لسيناء، وإستعادة الكرامة بعد سنوات من الشعور بالهزيمة بعد نكسة 1976، ولخطورة هذا القرار لم يكن يعرف موعد الحرب سوى أعلى القادة العسكريين في مصر، وأسماء محددة من الإعلاميين، كان من بينهم رجل رحل عن عالمنا اليوم.
قبل الحرب بـ 4 ساعات
"صالح مهران" إذاعي مصري قدير، توفي اليوم بعد مسيرة طويلة من العمل الإذاعي والإعلامي تمتد منذ عام 1961 حين قدم أول نشرة أخبار بصوته خلال شهر رمضان، الساعة 8 صباحاً، مع الإعلامي الراحل فاروق شوشة، ومن هذه النقطة بدأ رحلة نجاح قدم خلالها الكثير، وعلم أجيال وأجيال، وعاصر أحداث تاريخية هامة وبارزة كان أخطرها حرب أكتوبر.
"مهران" كان ضمن عدد محدد من الإعلاميين الذي تم استدعاؤهم صباح السبت 6 أكتوبر 1973، لإبلاغهم بموعد الحرب قبل إندلاعها بساعات، ليعيش مرحلة هامة جدأً من تاريخ مصر، ويحيا شعور انساني قوي، فهو من الجيل الذي شهد النكسة وذاق مرارة الهزيمة، ويستعد في هذا اليوم ليشهد النصر وقلبه يدق بقوة في انتظار الحرب.
18 يومأً دون العودة للمنزل
القصة رواها صالح مهران، الذي كشف أن إسمه كان بين قائمة من المذيعين الذين استدعاهم رئيس الإذاعة وقتها، لحضور اجتماع الساعة 10 صباحاً، يوم السادس من أكتوبر 1973، ليبلغهم بالخبر وهو أن الحرب الساعة 2 ظهراً، وفي الساعة 1 ظهراً تم وضع بين ايديهم بها البيان الأول الذي سيذاع فور بدء الضربة الجوية الأولى، والذي تم إذاعته في تمام الساعة الثانية والثلث ظهراً مع اندلاع المواجهات العسكرية.
تفاصيل مشوقة أحاطت بهذه اللحظة، وصفها الراحل صالح مهران بأنها حالة غامرة من السعادة بقراءة بيان النصر، وهو الخبر الأسعد الذي استقبله المصريون وشعوب العالم العربي بالفرحة والفخر، فالنصر بعد الهزيمة كان له طعم آخر، لا يشعر به إلا هذا الجيل الذي عاصر الحدثين، بكل التفاصيل المؤلمة أولاً ثم المفرحة بعد ذلك.
وكشف "مهران" أن الإذاعي عبد الوهاب محمود، هو من قرأ بيان الحرب الأول، وكل مذيع كان له فترة عمل والتزم بقراءة البيانات خلال هذه الفترة، وكل بيانات الحرب كانت تذاع على الهواء مباشرة، لا يتم تسجيلها قبلها، ولذا أقام الإعلاميون الذين تم اختيارهم ومن بينهم "صلاح مهران" في مبنى الإذاعة المصرية من يوم 10 رمضان، حتى قرار وقف إطلاق النار يوم 24 أكتوبر، في فترة عصيبة وصعبة ولكنها مليئة بمشاعر السعادة والفخر.
ممنوع الإقتراب من مبارك
بحكم عمله اقترب "صالح مهران" من الكثير من الرؤساء وتعامل معهم عن قرب في إطار تغطية الفعاليات الإعلامية، حيث يؤكد أن كل رئيس كان له صفات مميزة في تعامله مع الإعلام، فالرئيس جمال عبد الناصر كان يهتم بوجود الإعلام في كل جولة له، ولكنه لا يتدخل في عمل الإعلاميين، أما الرئيس محمد أنور السادات كان يتدخل بصورة مباشرة في كل تفصيلة، والرئيس محمد حسني مبارك كان يدير الإعلام من خلال وزير الإعلام صفوت الشريف ولم يكن يفترب أحد من الرئيس، وصفوت يملك قرار تقريب أو إبعاد الشخص.
الإعلامي "صالح مهران" الذي رحل عن عالمنا اليوم، ولد عام 1937، ودخل مجال الإذاعة عام 1961، بعد أن تعلم فن الإذاعة على يد الإذاعي الشهير عبد الوهاب يوسف، قبل بدء عمله في الإذاعة، ثم تلقى المزيد على يد الإعلاميين جلال معوض و أحمد فراج، وعرف عنه أنه رجل هادئ الطباع، وبسيط في تعاملاته مع الناس، لايحب الحديث عن نفسه كثيراً.
المصادر :
https://www.elwatannews.com/news/details/4157651
https://www.almasryalyoum.com/news/details/2252548
Content created and supplied by: Ahmed.Tawfik (via Opera News )
تعليقات
الباشكاتب
02-09 22:56:07أجيال لن تتكرر
الباشكاتب
02-09 22:55:38شخصيات عظيمة
الباشكاتب
02-09 22:55:22رحم الله الاذاعي الراحل