لا تتوقف الحكايات التي تكشف الفضائح التي حدثت في زمن حكم جماعة الاخوان الإرهابية، عام واحد فقط طلت فيه الجماعة برأسها على تاريخ مصر، لكن تركت خلفها قصص وحكايات كثيرة سردها الكاتب الصحفي المشهور والإعلامي، مصطفى بكري، في كتابه "حكايات ونوادر الإخوان في زمن الحكم والسلطان"، والذي كشف عن وجه آخر لجماعة الإخوان، فمنذ اليوم الأول لدخول محمد مرسي مندوب الجماعة داخل القصر الرئاسي، وتأكد للجميع أن من يحكم مصر ليس شخص اسمه محمد مرسي عيسى العياط، وإنما جماعة تم اختيار العديد منهم من قبل مكتب الإرشاد، واصبحوا عيون المكتب داخل القصور الرئاسية وفي الأماكن الحساسة للدولة المصرية، ولم يكن محمد مرسي سوى منفذ لتعليمات مرشده وجماعته.
إهانة القضاء
شهدت منظومة القضاء المصري أسوأ فتراتها في عام جماعة الاخوان، حتى أن مرسي نفسه أهان القضاة عدة مرات، بل اتهم بعضهم بالتزوير، ولم يعط المنظومة قدرها كونها المنظومة التي تفصل بين الخصوم وتعيد الحقوق لأصحابها، لكن مرسي لم ينس أنه كان سجين في يوم من الأيام، وهرب من السجن، بالتالي فهو يكن كل عداء لكل قاضي حكم عليه بالسجن، وفي خطاب لمرسي يوم 26 يونيو أهان مرسي القضاء في أحد خطاباته الطويلة، وفي اليوم التالي ذهب إليه المستشار أحمد سليمان وزير العدل ومعه المستشار حاتم بجاتو وزير الدولة للشؤون القانونية وقتها، وطلبا من الرئيس تقديم ما يفيد أن الرئيس يحترم القضاء والقضاة، ووافق مرسي على تقديم شبه اعتذار، لكن رفض هذا الرجل الذي كان بمثابة حاكم قصر مرسي واقوى رجاله هذه الصيغة، وقال مدير مكتب مرسي وقتها، "ما قيل أمس لا يجب عليه الاعتذار اليوم"، ولم يناقشه مرسي، ولم يعترض، واستجاب لتعليمات مدير المكتب والذي يعد عين الجماعة داخل القصر والذي ينقل تعليمات المرشد.
مندوب المرشد وكلامه يمشي على مرسي
ليس مجرد مديرًا لمكتب محمد مرسي، كان مسؤول جماعة الاخوان والتنظيم الدولي للجماعة في تركيا، كما كان أحمد عبدالعاطي حلقة وصل بين الجماعة والمخابرات الأمريكية، والجماعة هنا المقصود بها محمد مرسي، عبدالعاطي ليس شخصًا عاديًا، كان مفوضًا من قبل جماعة الاخوان والمشرف على خطة اسقاط نظام مبارك، عبدالعاطي يصدر التعليمات لمرسي، وعلى المعزول تنفيذ الأوامر .
انضمام احمد عبدالعاطي للجماعة كان في 1988 بعدما تخرج من كلية الصيدلة، وكان ضمن العناصر التي عرفت بميليشيات الأزهر، لكنه تمكن من الهرب خارج الدولة، وبعد عودته كان المنسق العام لحملة خيرت الشاطر، وبعدها تولى نفس المسؤولية لحملة مرسي، والذي أدان بالولاء والفضل لعبدالعاطي في كثير من الأمور، فكان دور عبدالعاطي هو نقل التعليمات واصدار الاوامر الصادرة من المرشد العام للجماعة لمندوبها في قصر الرئاسة وهو الرئيس المعزول بأوامر شعبية في ثورة 30 يونيو المجيدة.
المصدر من هنا
Content created and supplied by: محمدوازن (via Opera News )
تعليقات