"ازاي ينسينا الحاضر.. طعم الأصالة الي في صوته.. يعيش جمال عبد الناصر... يعيش جمال حتى في موته"... بهذه الكلمات رثي الخال عبد الرحمن الأبنودي زعيم مصر جمال عبد الناصر. وترك لنا كلماته تشعرنا بالحنين لهذا الزمن الملئ بالعز والفخار.

كسر الشوكة:

كان عبد الناصر شوكة كبيرة في ظهر الاستعمار وذيوله من الخونة، لذا خطط من ارادوا وضع الرئيس المصري تحت سيطرتهم لتنفيذ شئ ما يكسرون به شوكته.

لم يكن لدي الرجل علاقات نسائية مشبوهة يمكن مقايضته بها، لذا فكرت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي. آي. إيه" في شراء ذمته... شرائها بمبلغ لا يمكن أبدا مقاومته في الخمسينات.. بسته ملايين جنية دفعة واحدة. "٣ مليون دولار"، سيارة كاديلاك مصفحة، وخبير تنظيم للحرس الخاص.

لعبة الأمم:

يروي مايلز كوبلاند وهو ثعبان أمريكي من ثعابين الخارجية الأمريكية في الخمسينات، في كتابه لعبة الأمم ما حدث، إذ كان هو المكلف بعرض الرشوة علي عبد الناصر.

مايلز كوبلاند

تم استقطاع هذا المبلغ من مخصصات رئيس الجمهورية الأمريكي نفسه، بينما سيتم تسليم ٤٠ مليون آخري لمصر رسميا كمساعدات من الولايات المتحدة بشكل علني. أما الثلاثة الباقية فستسلم سرا ودون مستندات.

السفير الأمريكي في القاهرة حينها "جيفرسون كافري" لم يستحسن الفكرة عندما عرضت عليه لكنه قال أن "مايلز كوبلاند" هو الأنسب لعرضها علي ناصر. كما انه عندما التقي بوزير خارجية مصر وقتها "الدكتور فوزي" لم يتطرق للأمر.

جيفرسون كافري

تسببت تصرفات كافري في خوف كوبلاند من فكرة تقديم العرض مباشرة لجمال عبد الناصر، فبحث عن وسيط ووجد ضالته في "حسن التهامي" وكان وقتها قائد حرس عبد الناصر وانقذه ذات يوم من محاولة اغتيال.

طلب كوبلاند من السيد التهامي لقاءه علي انفراد في فندق "سميراميس".

حسن التهامي

بالطبع لم يقل كوبلاند للتهامي أنها رشوة، بل استعمل كلمات لطيفة لوصف الأمر فقال لحسن التهامي ان حكومة دولته تعرض الأموال دون الزام لمصر أن تقبلها. وانها علي استعداد لتلبية اي طلبات مساعدات أخرى من الرئيس عبد الناصر.

وافق التهامي في اللقاء علي استلام الأموال، وعلي ما يبدو كان يستدرج كوبلاند حتى يحصل علي رأي الرئيس عبد الناصر. لكنه شعر بأنه اخطأ بالموافقة علي استلام الأموال لذا عرض الأمر علي الرئيس في اليوم التالي مباشرة.

وصلت الأموال أخيرا من بيروت واخذها كوبلاند ليسلمها لحسن التهامي في منزله في المعادي دون حراس لكي لا يلفت الأنظار، ووصل كوبلاند ليجد التهامي ومعه رجلين أمن مصريين "يبدو أن الرئيس جمال عبد الناصر قد بدأ يرد"... واحصي الرجلين الأموال ليجدوها تنقص ١٠ دولارات.

أخذ التهامي رجلي الأمن والمال واتجه مباشرة لمنزل جمال عبد الناصر في منشية البكري.

ويضيف كوبلاند أن التهامي اخبره فيما بعد أن عبد الناصر فكر بفضح النبأ للرأي العام المصري، وتصوير الأموال، لكنه في النهاية قرر انفاق المال في انشاء برج القاهرة ليظل اثرا خالدا وشاهدا علي عظمة رئيس مصر الذي لم يغريه ذهب الولايات المتحدة الأمريكية ولم يخشي سيفها.

كانت ردود الأفعال في الخارجية الأمريكية مختلفة بين لوم أصحاب الاقتراح لظنهم ناصر مغفل أو ساذج، كما اعتبر البعض أنه لم يكن صحيحا محاولة رشوة رجل كعبد الناصر، الذي تفادي الفخ الأمريكي بتدبير انتقامي عكسي.

عن برج القاهرة:

او اذا شئت فأطلق عليه "برج الشرف"، فلقد كلف الرئيس عبد الناصر جهاز المخابرات العامة المصرية بالاشراف علي بنائه، وتم اختيار منطقة في وسط العاصمة القاهرة كرمز لشرف مصر وكرامتها.

بُني البرج بين عامي ١٩٥٦ - ١٩٦١، باستخدام الخرسانة المسلحة. وصممه المهندس نعوم شبيب، على شكل زهرة اللوتس المصرية التي تعود لأصول فرعونية. ويصل ارتفاعه إلى ١٨٧ متراً ليكون بذلك أعلى من الهرم الأكبر بالجيزة بحوالي ٤٣ مترا.

---المصادر:

*رثاء عبد الناصر للأبنودي:

https://youtu.be/T91KraKKYzU

*فيلم جهاز المخابرات العامة المصرية التسجيلي- كلمة وطن- قناة النهار- من الدقيقة ٨،٥٠ حتى الدقيقة ٩،٠٥:

https://youtu.be/Z3tN_zsx1rw

*مايلز كوبلاند، لعبة الأمم، تعريب مروان خير، دار الصادق، صفحات ١٩٨ : ٢٠١.

*المصري اليوم:

https://www.almasryalyoum.com/news/details/950174

*أخبار اليوم:

https://m.akhbarelyom.com/news/NewDetails/3226794/1/%D8%A8%D8%B1%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D8%B4%D9%88%D9%83%D8%A9-%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B5%D8%B1-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3

*الشروق نيوز:

https://www.shorouknews.com/mobile/news/view.aspx?cdate=28092013&id=3997f126-c831-4f0d-a1dc-5eebfd6285d2

*البوابة الالكترونية لمحافظة القاهرة:

https://www.cairo.gov.eg/ar/Bank%20of%20Ideas/Pages/ma3lem-7desa-1.aspx?ID=7 

Content created and supplied by: محمدعلام14 (via Opera News )