الله سبحانه وتعالى فهو السند المعين وهو الرحمن الرحيم بعبادة واللطيف بهم و بأحوالهم الله بيده كل شئ وهو أعرف المعارف لا يحتاج إلى تعريف لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا نعبد إلا إياه ولا نرجو سواه سبحانه عزوجل
يوجد فى القران تفسير لكل شئ فى هذه الدنيا لا علينا سوى التدقيق فى كلماته لكى نفهم معنى الدين بالطريقة الصحيحة الاعجاز اللغوي في القرآن له دلالات كثيرة وذلك فى سوره مريم حيث ذكر الرحمن ١٦ مره فيها فلماذا جاء ذكر"الرحمن" ١٦ مرة في سورة مريم؟
قال الله تعالى فى كتابة العزيز" وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا(95)"صدق الله العظيم
جاء ذكر كلمه الرحمن فى القران الكريم كالاتى:-
١- ذكرت كلمه الرحمن فى سوره مريم ١٦ مره
٢- ذكرت كلمه الرحمن فى سوره الزخرف ٧ مرات
٣- ذكرت كلمه الرحمن فى سوره الملك ويسن والفرقان والانبياء وطه ٤ مرات
٤- ذكرت كلمه الرحمن فى سوره النبأ مرتين
٥- ذكرت كلمه الرحمن فى سوره الرحمن والاسراء والرعد والشعراء مره واحده
وجاء تكرار اسم الرحمن لسبب ان الله صبور على عباده يمهل العادى ولا يعجل بعقوبتة حتى يرجع عن ذلك الذنب وان الله عز وجل يعامل الانسان برحمته ورغم ان بعض البشر يعاملوا الله بكفرهم وجهلهم حتى انهم قد نسبوا الية الولد فقد عاتبهم اللة على جهلهم ويهددهم علي كفرهم ولكنه لم يحرمهم من رحمته العامة في الدنيا فلم يقطع عنهم نعمه العامة
أما في الاخرة فان الله سوف فسوف يحاسبهم ويعاقبهم فكل شخص لم يعرف الله فى الدنيا ويعترف بة ويقر بألوهيتة فلن ينفعه انكاره لذات اللة ووجوده وانما سيحشر عبدا لله وان كان الله امهله في الدنيا رغم انكاره فلن يفلت من عقابه في الاخره وسيأتيه عذاب شديدا
وأما الوجه البلاغي لتكرار اسم "الرحمن" في سورة مريم :
فمن الملاحظ أن مضمون السورة مفعم بالرقة والحنان ويفيض بالأحاسيس والمشاعر والوجدان وهذه تستدعي الرحمة والعطف واللين فوافقت ألفاظه الجو العام للسورة فقد بدءت السوره الكريمة بقولة تعالى :" ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا", وهنا ذكر رحمة عبد من عباده ونبية الكريم زكريا وختم السورة في الآية قبل الآخيرتين بذكر "الرحمن"إذ قال سبحانه وتعالى:" إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وُدّا" صدق الله العظيم
وذكر الله عزوجل رحمتة المطلقة والشفقة المتناهية عندما استجاب لدعاء سيدنا زكريا وهو فى اضعف حالاته وشيخوختة وندائه لله العزيز الحكيم أن يهب له الولد
وذكر الله عزوجل فى كتابة العزيزحيث قال تعالى" قَالَ رَبِّ إِنَّي وَهَنَ ٱلْعَظْمُ مِنِّي وَٱشْتَعَلَ ٱلرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيّاً *وَإِنِّي خِفْتُ ٱلْمَوَالِيَ مِن وَرَآءِى وَكَانَتِ ٱمْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ وَلِيّاً"صدق الله العظيم وقد ذكر ايضا فى كتابة ان الله اتى سيدنا يحيى الحنان وجعله بار بوالدية ولم يجعله جبارًا,يقول الله تعالى:" وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً * وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً" صدق الله العظيم
وذكر الله ايضا السيده مريم البتول وما توجبه المروؤة من حنان وعطف ورحمة بالنساء وخاصة اليتامى منهن ثم إرسال الله عزوجل اليها سيدنا جبريل وهى تتعدد فى محرابها وابلغها بأن الله سيجعل ولدها رحمة منه للناس وقوله:" قَالَ كَذٰلِكَ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلْنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيا" صدق الله العظيم
ثم ذكر الله ايضا سيدنا عيسى عليه السلام وهو في المهد وكيف أن الله جعله نبيا ووصاه بوالدتة ولم يجعلة جبارا شقيا حيث يقول الله تعالى :" قَالَ إِنِّي عَبْدُ ٱللَّهِ آتَانِيَ ٱلْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً * وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِٱلصَّلاَةِ وَٱلزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً * وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً" صدق الله العظيم
وحتى عندما أتت السيده مريم الى قومها وتحمل سيدنا عيسى عليه السلام تحمله
فلم يعنفوها ولم يتهموها بفحش بل قالوا لها قولًا رقيقًا فذكرت بداية الاية بكلمة يااخت هارون " يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً" صدق الله العظيم
ومن هنا يتبين لنا ان السورة كلها رحمة أولها رحمة وآخرها رحمة وفحواها رحمة
المصادر:-
https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=20&bk_no=224&flag=1
https://www.alukah.net/sharia/0/97268/
Content created and supplied by: [email protected] (via Opera News )
تعليقات