قصر عابدين هو أحد أهم القصور التاريخية التي لها مكانتها المعتبرة لدى مواطني مصر لكن تلك القصة التى ذكرتها العديد من المصادر التاريخية والمرشدون داخل القصر تتعجب لها الأسماع من غرابتها لكنها حقيقة حدثت في عهد الخديوي إسماعيل حاكم مصر في سابق الزمان .
ودليلها موجود فداخل قصر عابدين تنبعث رائحة من المسك بالقرب من البهو الرئيسى بالقصر، حيث يوجد مقام "سيدى بدران" جدرانه تكتسي باللون الأخضر، وهذا المقام هو محور الحكاية التي ستتعجب لها عزيزي القارئ.
تقول القصة إنه فور تولى الخديو إسماعيل زمام حكم مصر فى غضون عام ١٨٦٣، قرر أن يبدأ أحلامه وخططه التى كان يسعى من خلالها إلى تحويل مصر إلى قطعة من أوروبا، إلى جانب العديد من الإصلاحات الزراعية والإدارية، كما كان له اهتمام خاص بالجانب العمرانى والإنشائي.
الخديوي بدأ في التخطيط لإنشاء القاهرة الخديوية على الضفة الشرقية لنهر النيل، وكان الأمر يستلزم من أجل المدينة الجديدة أن يتم نقل مقر الحكم إليها من القلعة، كما عمل على إقامة مقر جديد للعائلة المالكة بوسط المدينة الجديدة من أجل أن يصبح قصرًا مركزيًا رئيسيًا للأعمال الملكية ومكانا تقيم فيه الحاشية.
وبعد مراجعة الدراسات والأبحاث اختار الخديو منطقة عابدين لبناء قصره، في ذلك الوقت كانت منطقة غير مطورة لا يوجد بها سوى القليل من المقابر والمنشآت والمنازل، الخديو إسماعيل قام بشراء المنازل والمنشآت.
وأصل تسمية القصر ترجع إلي أنه بُني على أطلال منزل لأحد الضباط المماليك في عصر "محمد علي باشا" يُدعى "عابدين بك"، حيثُ اشتراه اسماعيل من أرملته التي اشترطت علي الخديو أن يُسمى القصر باسم زوجها "عابدين" كما قام بضم إليه مساحات كبيرة تجاوره، وتكلف تأسيسه مبلغ 700 ألف جنيه، حين تم بناء القصر ، تم إزالة ما حوله من جبانات عدا ضريح "سيدي بدران"
وشرع العمال في أعمال الهدم والبناء، كما بدءوا في نقل رفاة الموتى الموجودين بالمنطقة، لكنهم صادفوا شيئًا غريبًا، فكانوا كما حاولوا إزالة الضريح والحفر لنقل رفاته، تعرض أحدهم لإصابة أو داهمه مرض مفاجئ، وساد بينهم اعتقاد أن هذا الولى يرفض أن ينقل من مكانه وأنه سيؤذى كل من يصر على نقل رفاته، فبدأوا في التراجع وقاموا بإخبار المهندسين بالواقعة.
المهندسون حاولوا إقناع العمال بالحفر مرة أخرى ، لكنهم فشلوا في ذلك خاصة أن العمال خشوا التعرض للأذى، فما كان منهم إلا رفع الأمر و نقل الخبر إلى الخديو إسماعيل ليفصل في الأمر.
وعندما علم الخديو بالواقعة، انتابته الحيرة، ومما زاد من حيرته أكثر أن هذا الولى مجهول ولا يعرف الناس عنه الكثير، لا يعلمون سوى أنه كان رجلا صالحا يدعى "بدران" وأن الناس تزور ضريحه وتتبرك به، فما كان من الخديو إسماعيل إلا أن اتخذ قرارًا بعدم نقل الضريح وإدخاله ضمن تصميمات القصر الجديد حفاظًا على حرمة رفات "المقام" وتجنبًا لأى متاعب مستقبلية قد تواجهها عملية البناء.
وبالفعل، تم الحفاظ على الضريح بل وتجديده وبناء غرفة خاصة به مزخرفة ومنقوشة، واستكمل بناء القصر الذى شارك في تصميمه مجموعة من المهندسين المعماريين المصريين والأجانب تحت إشراف "ليو روسو" رئيس المهندسين المعماريين في القصور الملكية آنذاك.
وبشأن ضريح سيدى بدران، فقد ظل قائمًا، كما ظلت العناية به مستمرة، لدرجة أن الملك فؤاد الأول عمل على تجديده بزخارف نباتية ملونة وكتابات قرآنية مشابهة لتلك الموجودة في المسجد الموجود داخل القصر إلى جانب باب باريس، كما أعيد ترميم الضريح مرة ثانية خلال الوقت الحاضر وذلك ضمن الخطة العامة لترميم القصر .
المصدر
https://www.albawabhnews.com/3748907
https://www.elfagronline.com/2490943
https://www.masrawy.com/news/news_reports/details/2014/4/4/209751/%D9%82%D8%B5%D8%B1-%D8%B9%D8%A7%D8%A8%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D9%87%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A4%D8%B3%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D9%84%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A8%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%B5%D9%88%D8%B1
https://www.google.com/url?sa=t&source=web&rct=j&url=https://m.facebook.com/albassasdocumentarychannel/videos/558190958269009/&ved=2ahUKEwiU0N6Bv_7uAhUtZhUIHZiFAxsQ28sGMAJ6BAgWEAg&usg=AOvVaw1hS077ko8fXjZ02q9qGG8u
Content created and supplied by: عبدالفتاح2020 (via Opera News )
تعليقات