لاشك أن المصريين بكافة طوائفهم وإهتماماتهم المختلفة ، أصبحوا يهتمون جميعا بقضية مياه النيل و سد النهضة ، نظرا لأهميتها لحياة المواطنين في مصر ، وكذلك لخطورتها من حيث الأمن القومي للبلاد ، وتجدد الاحداث بشكل يكاد يكون يومي في تلك القضية مما جعلها محط أنظار جميع الجميع داخل البلاد

فقد وضع الشعب المصري ثقته في الإدارة السياسية للبلاد وعلي رأسها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ، من اجل حل تلك القضية دون المساس بحقوق مصر في مياه النيل وعدم التفريط في نقطة مياه واحدة ، وهو ما أكده ويؤكده دائما السيد الرئيس في كل مناسبة يتطرق فيها لهذا الموضوع

إلا أن الاحداث المتلاحقة في الفترات الماضية خاصة من الحانب الاثيوبي ، والمماطلة في المفاوضات الخاصة بالقضية ، وكذلك عدم الجدية في تنفيذ بنود وشروط الاتفاقات التي تم توقيعها سابقا بين الدول الثلاث ( مصر والسودان واثيوبيا ) ، جعل الكثيرين يفكر مرارا وتكرارا عن رد فعل الدولة المصرية

ما هو مصير المفاوضات الخاصة بسد النهضة وهل ستتوقف مصر عن الاستمرار فيهل ؟ ، كان دوما ذلك هو السؤال الذي ردده الكثير من المواطنين وخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفه في الفترة السابقة ، وذلك نظرا لما يرونه من توتر عسكري بين السودان واثيوبيا ، وكذلك توتر فيما يخص المباحثات الدبلوماسية الخاصة بالقضية

اجابة جزء من هذا السؤال اجاب عليها وزير الخارجية المصري السيد سامح شكري ، عندما تواجد في جلسة من جلسات البرلمان المصري منذ عدة أسابيع وقال أن مصر لن تقبل أن تقع تحت أي نوع من أنواع الضغوط أو إجبارها علي قبول سياسة الامر الواقع ، ولكن مصر مستمرة في مساعيها الدبلوماسية لحل القضية

والجزء الآخر للاجابة عن هذا السؤال ، جاء من خلال السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي نفسه ، لكي يوضح للجميع رؤية مصر للقضية و الطرق التي تتخذها مصر فيها ، وذلك من خلال حديث أجراه سيادته في مكالمة هاتفية مع الاعلامي عمرو أديب

ذلك الحديث الذي حمل العديد من الرسائل للشعب المصري ، ليس فقط فيما يخص قضية سد النهصة ، وإنما في العديد من المجالات والمواضيع مثل الزيادة السكانية ، وكذلك سباق مصر في تطوير البنية التحتية وما تشهده البلاد من مشروعات جديدة

وفيما يخص سد النهضة قال السيد الرئيس أن مصر مازالت مستمرة في المفاوضات ، وأنه يقدر جيدا قلق الشعب المصري تجاه تلك القضية ، بل وأنه يجب أن يعلم الشعب المصري أن مصر تقاتل في المفاوضات الدبلوماسية للحفاظ علي حقوق مصر ، وأن هناك الكثير من التفاصيل لا يمكن التحدث فيها الان

وكذلك قال السيد الرئيس ان هناك العديد من الاجراءات التي تتخذها مصر داخليا لكي تحافظ علي مياه النيل من الهدر الغير مفيد من خلال إقامة العديد من المشروعات الهامة والتي سيتم إفتتاح عدد منها في يونيو القادم

ومما قاله الرئيس السيسي في تلك المداخلة الهاتفية نستطيع ان نستنتج عدة رسائل يرسلها إلي الشعب المصري ليجيب علي تساؤلاتهم بخصوص تلك القضية ، ونستطيع تلخيص تلك الرسائل فيما يلي :

1- أن مصر كانت ومازالت مستمرة في عملية التفاوض الدبلوماسي للوصول لحل لتلك القضية

2- تأكيد السيد الرئيس علي اتخاذ المسار الدبلوماسي وعدم التحدث عن أي خيار آخر ، يوضح سياسة الدولة المصرية في هذا الملف حاليا .. ويجيب علي تساؤل المصريين حول امكانية توقف المفاوضات حاليا ، والرسالة هنا مفادها ان مصر دولة سلام وأن قضية سد النهضة مكانها علي طاولات التفاوض الدبلوماسية وان المفاوضات مستمرة لحل تلك القضية

3- الحديث عن عمل مشروعات للحفاظ علي مياه النيل من الهدر ، مثل مشروعات تبطين الترع ، هي رسالة للمصريين للحفاظ علي مياه النيل ، وأن لدينا مشكلات يجب حلها حتي نحافظ علي حصتنا في المياه دون أن نهدر منها شئ

المصدر مكالمة السيد الرئيس مع عمرو اديب من الدقيقة 21 للدقيقة 25 هنا

Content created and supplied by: WR.MoustafaHassan (via Opera News )