كانت زوجته شجاعة ومبادرة وتعشق الصراحة والوضوح. كانت تقول له دائمًا إن الخط المستقيم أو أقصر الطرق الواصلة بين نقطتين. لذلك، كانت تحذره دائمًا من المراوغة واللف والدروان. حينما سألته يومًا عن سكرتيرته وهل يحبها أم لا؟ أجابها بأنها تعمل عنده ولا يوجد بينه وبينها أي علاقة. وعندما أخبرته أن نظرات عينيها تشي بالكثير وتخبرها أن ثمة علاقة بينه وبينها؛ نفى وأنكر وأقسم. وقال الزوج لها يومها ما قاله الفقهاء "البينة على من ادعى واليمين لمن أنكر."
لذلك، كانت الزوجة تصر على إثبات صدق حدسها وبدأت تتابع زوجها هاتفيًا كل فترة حتى لاحظت يومًا تغير صوته بشكلٍ مريب فهرولت إلى مكتبه واقتحمته فوجدته يتناول إفطاره مع سكرتيرته، فطلبت منه أن يتزوجها في الحال. وقد كان هذا الطلب مفاجئًا للزوج الذي طار فرحًا بعدما صرحت لها زوجته بذلك. وبعدما عقد المأذون بين المدير وسكرتيرته وضعت الزوجة يدها على يد زوجها وقالت له إنما فعلت ذلك حتى لا تنجرف إلى الخطأ وتتهمني أو تجعلني سببًا في ميلك لهذه أو تلك. لقد أحسنت هذه الزوجة فعلًا بهذا التصرف، لكن هذا لا يعني أن مكانة زوجها ستبقى في قلبها كما كانت، بعدما شاهدته يفطر مع سكرتيرته ويفضلها عليها. كانت تحب أن تراه شجاعًا وصراحًا ولا يرتكب حماقات المختلين أو المرضى النفسيين الذين يدعون صيام النوافل وهم في الحقيقة مفطرون ويتناولون إفطارهم مع سكرتيراتهم.
Content created and supplied by: Muhammad_Yusuf174 (via Opera News )
تعليقات