في تاريخ مصر الطويل الكثير من الأحداث الجليلة التي تعرضت لها مصر ، فهناك فتن وعواصف كادت تفتك بالبلاد ولكن في مصر رجال عظماء استطاعوا أن يحافظوا على مقدرات الوطن ، وتمكنوا من قيادة البلاد والعبور بها إلى بر الأمان والاستقرار .
في السادس من أكتوبر سنة 1981 تمكنت مجموعة متطرفة من تسديد رصاصات الخسة والحقارة إلى صدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات خلال متابعته للعرض العسكري الذي أقيم بمناسبة ذكرى انتصار أكتوبر العظيم .
و باستشهاد الرئيس السادات أصبح منصب رئيس الجمهورية شاغرا ، وكان دستور 71 المعمول به في البلاد في ذلك الوقت يقر انتقال سلطات رئيس الجمهورية إلى نائبه محمد حسني مبارك ولكن ذلك يجب أن يكون من خلال استفتاء شعبي .
وقد نص الدستور المصري أيضاً على أن يحل رئيس مجلس الشعب مكان رئيس الجمهورية المتوفى حتى يتم إجراء الاستفتاء وتسليم السلطة بشكل رسمي للرئيس الجديد .
وهكذا أصبح رئيس مجلس الشعب الدكتور صوفي أبو طالب رئيساً للجمهورية بصورة مؤقتة ، ليدير شئون البلاد حتى يتم إجراء عملية الاستفتاء على الرئيس الجديد ، وقد تولى الدكتور صوفي أبو طالب رئاسة الجمهورية لمدة 8 أيام فقط من بداية خلو منصب رئيس الجمهورية باستشهاد الرئيس السادات في يوم 6 أكتوبر حتى يوم تسلم الرئيس محمد حسني مبارك لمنصب رئيس الجمهورية يوم 14 أكتوبر سنة 1981 .
بدأ الرئيس المؤقت صوفي أبو طالب باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لاستقرار الأوضاع في مصر ، فتم صدور قرار جمهوري بتوقيع الرئيس المؤقت الدكتور صوفي أبو طالب برقم 558 لسنة 1981، وهذا القرار ينص على تعيين محمد حسني مبارك في منصب نائب الرئيس ، باعتبار أن نيابته للسادات سقطت بوفاة الأخير.
وقد أصدر الدكتور صوفي أبو طالب خلال فترة رئاسته للجمهورية قانوناً واحداً فقط ، حيث تم عقد جلسة لمجلس الشعب المصري وأجمع النواب على اتخاذ مجموعة من القرارات لتكريم الرئيس الراحل ، ومن ضمن هذه القرارات التنازل عن المنزل الذي كان يسكن فيه في الجيزة ، والتنازل عن منزل المعمورة في محافظة الإسكندرية لقرينته السيدة جيهان السادات طوال حياتها ثم لأولادها من بعدها تقديراً للرئيس الراحل محمد أنور السادات ودوره الكبير في خدمة الوطن .
وقد أثار هذا القانون خلافاً استمر لعدة أعوام ووصل إلى ساحات المحاكم ، حيث أن رقية السادات ابنة الرئيس الراحل من زوجته الأولى قد رأت أن هذا القانون قد ظلمها لعدم منحها حقها في منزل والدها في محافظتي القاهرة والإسكندرية ، لأن هذا القانون قد قصر الحق على السيدة جيهان السادات وأولادها فقط .
ومن الجدير بالذكر أن الاستفتاء على منصب رئيس الجمهورية تمت الدعوة إليه يوم 13 أكتوبر سنة 1981 وتم إعلان نتيجة الاستفتاء في اليوم التالي 14 أكتوبر خلال جلسة مشتركة لمجلسي الشعب والشورى ، وأعلن فيها الرئيس المؤقت الدكتور صوفي أبو طالب موافقة الشعب المصري على اختيار الرئيس محمد حسني مبارك رئيسا للجمهورية ودعاه لأداء اليمين الدستورية .
وفي أول خطاب رسمي للرئيس الراحل محمد حسني مبارك بكى ونزلت دموعه عندما تذكر الرئيس الشهيد محمد أنور السادات ، وتعهد بالقضاء على الإرهاب الذي تسبب في اغتيال الرئيس الراحل .
https://m.elwatannews.com/news/details/4
589678
https://www.shorouknews.com/mobile/news/view.aspx?cdate=06102018&id=5bdf8243-9b05-4fc1-98e0-d33d50272bf6
https://www.almasryalyoum.com/news/details/1371674
Content created and supplied by: [email protected] (via Opera News )
تعليقات