الضباط الملتحين... ظاهرة شهدها الشارع المصري لبعض الضباط من وزارة الداخلية خلال عام حكم الرئيس الراحل محمد مرسي. من بين هؤلاء خرج بضع نفر، تحولوا إلي "خونة" بل وقتلة سفاكين للدماء.

من بين هؤلاء، بل واحد أخطرهم هو الضابط محمد الباكوشي الذي كان كلمة السر في غمس "حنفي جمال محمود سليمان"... في الخيانة من قمة رأسه إلي أصابع قدميه، فأوردته التهلكة، فما هي أبرز تفاصيل ملف هذا الضابط الذي يمثل هشام عشماوي الشرطة، نجل المستشار بالقضاء المصري جمال سليمان، الذي لم يرعي لوالده مكانته، ولا يستغرب فإنه لم يراعي للوطن حقه، ولا للزملاء حقوقهم، ولا للدم حرمته.

التحول:

في ملف حنفي سليمان نطالع نقطة غريبة للغاية، تكشف عن عدم اتزان في شخصيته.

حنفي جمال من مواليد ١٥ / ١٢ / ١٩٩٠ بمركز المراغة بمحافظة سوهاج، لاب قاضي من عائلة اساء إليها بأفعاله كثيرا، وقد تخرج من كلية الشرطة دفعة عام ٢٠١٢، وأثبت كفاءة أهلته للالتحاق بقوات العمليات الخاصة بالأمن المركزي.

شارك حنفي جمال في فض اعتصام رابعة العدوية، هناك شاهد حنفي اثنين من زملائه الابطال يسقطان شهيدين بنيران عناصر جماعة الإخوان المسلمين، هما البطل الملازم محمد سمير، والبطل محمد جودة.

الشهيد محمد سمير

الأغرب أن حنفي جمال شارك في بعض عمليات القاء القبض علي العناصر القيادية الهاربة من جماعة الإخوان، لكن وفي العام ٢٠١٤ تم رصد شئ غريب.

كان حنفي جمال بدأ يتردد علي شيخ متشدد، فورا تم ابعاده عن العمليات الخاصة، ونقله بعيدا عن المناطق الهامة، كان ذلك نوع من محاولة التأديب وابعاد الضابط عن هاوية الخطر، لكنه استمر في غيه وطريقه نحو التشدد ومن ثم الإرهاب.

أسقط الباكوشي معه في بئر الخيانه عددا من الضباط

اغتيال الرئيس:

كان أخطر ما تورط فيه حنفي جمال والخلية التي انطوي تحتها، هي محاولتين لاغتيال كل من رئيس جمهورية مصر العربية، وولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف.

كانت تلك العملية من تكليفات ولاية سيناء الإرهابية لخلية عرفت تحقيقات المحكمة العسكرية فيما بعد اسمها "خلية الكابوشي".

محمد السيد الكابوشي، قائد الخلية، ضابط شرطة سابق وصل لرتبة الرائد قبل أن يتم فصله من الشرطة عام ٢٠١٢، تحول إلي إرهابي تلقي التكليف "اغتيال الرئيس عبد الفتاح السيسي والأمير محمد بن نايف ولي العهد السعودي حينها"... في العام ٢٠١٥،، لكن اين؟.

في بيت ﷲ الحرام... حيث للبيت حرمة لا تمس، ولكن الإرهابيين من خوارج العصر الذين لا يصونون حرمة الدم، وهي اعظم عند ﷲ من حرمة الكعبة، ولكن الإرهابيين لا يفقهون.

ونذكر هنا حديث رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم : ((لأن تُهدَم الكعبةُ حجراً حجراً أهون عند الله من أن يُراق دم امرئ مسلم)). ولكن الإرهابيين لا يعلمون.

عملية أخرى، تورط فيها حنفي جمال شخصيا مع نفس التنظيم ولنفس الهدف، اغتيال رئيس الجمهورية، لكن هذه المرة داخل مصر، وذلك عن طريق دراسة استهداف الرئيس من احد منهم اثناء تواجد اي ضابط منهم في أي خدمة من خدمات تأمين الرئيس خلال تحركاته، لكن القدر يمنع هذا التخطيط الاجرامي بحادث سير يذهب فيه محمد السيد الباكوشي صريعا عام ٢٠١٤ بمسقط رأسه في قرية طوخ بمحافظة الشرقية.

تم اتهام حنفي رسميا من النائب العام المصري بتورطه في هذه القضايا. وفي الرابع من فبراير ٢٠١٩ اصدرت المحكمة العسكرية المنعقدة بمجمع محاكم طرة قرارها في القضية التي حملت رقم ١٤٨ عسكرية، باحالة المتهمين لمفتي الديار المصرية، مع العلم ان حنفي جمال كان وقتها قد تم الانتقام منه فعليا.

استهداف وزير الداخلية:

كان حنفي جمال ضابطا من الذين حصلوا علي تدريبات راقية ومتقدمة أهلته ليكون ضمن أطقم حراسة شخصيات هامة داخل الدولة... بل وأحد رؤوس التنظيم الأمني الداخلي.. مساعد وزير الداخلية المصري.

اللواء مدحت المنشاوي، مساعد الوزير لقطاع الأمن المركزي ضمن بنك أهداف هذا التنظيم الإرهابي، وكانت الفكرة أن يتم التنفيذ خلال اجتماع له مع الضباط، وكلف حنفي جمال شخصيا باغتيال اللواء المنشاوي. كما تم التخطيط كذلك لاغتيال وزير الداخلية "محمد إبراهيم" نفسه، وضابطين من زملائهما.

خيانة:

كان شهر مارس ٢٠١٦ هو الشهر الذي اعلن فيه حنفي خيانته حتى لزملائه.

ظهر بلحية طويلة في إصدار بايع فيه تنظيم داعش الإرهابي.

في مايو ٢٠١٦ صدر تعميم لجميع قطاعات الوزارة بضبط أربعة ضباط من اعضاء هذه الخلية، كان من بين اسمائهم اسم (حنفي جمال محمود سليمان).

سيناء:

كان حنفي جمال بمثابة كنز للجماعات الإرهابية في سيناء، ضابط قوات خاصة سابق، بخلاف تدريبه القتالي الراقي، امتلك القدرة علي التخطيط والتدريب للعناصر الإرهابية لبعض أهم عملياتهم ضد الجيش والشرطة في سيناء.

حصل هناك بجوار مكانة مميزة بين الإرهابيين علي كنية "أبو عمر"، وامضي ايامه يخطط لعملياتهم الإرهابية ضد وطنه.

دفع الثمن:

لم تكن مصر لتترك حنفي جمال بعد خيانته وبعد كل الجرائم التي ارتكبها.

في نوفمبر ٢٠١٨، هدأت دماء كل ضحايا هذا المجرم بعدما تم الاعلان عن نجاح قوات الجيش المصري في تصفيته خلال عملية نوعية، بل واعلن داعش في احد اصداراته عن ذلك. ليذهب عشماوي الداخلية غير مأسوف عليه.

---مصادر:

*اليوم السابع:

https://www.youm7.com/4283550

*صحيفة الأهرام المصرية:

https://gate.ahram.org.eg/News/593513.aspx

*الوطن نيوز:

https://m.elwatannews.com/news/details/1165073

*مصراوي:

https://www.masrawy.com/news/news_cases/details/2019/2/4/1508302/%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A5%D8%AD%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%AA%D9%87%D9%85%D9%8A%D9%86-%D9%84%D9%84%D9%85%D9%81%D8%AA%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%A7%D8%A8%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A-%D8%A3%D8%B3%D8%B3-%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B3%D9%8A-

*صدي البلد:

https://www.elbalad.news/3575876

https://elbaladtv.net/أحمد-موسى-يكشف-تفاصيل-القضاء-على-قادة-ا/

*صحيفة أخبار اليوم:

https://m.akhbarelyom.com/news/newdetails/2799846/1/%D8%B9%D8%A7%D8%AC%D9%84-%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%87%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%84%D9%81%D8%B6%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85

*قناة النيل للأخبار:

https://www.nile.eg/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%85%D8%AF-%D8%A3%D8%AC%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B7%D9%82-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%85 

Content created and supplied by: محمدعلام14 (via Opera News )