الكشري هو من أهم الأكلات الشعبية في الوطن العربي، وخاصة في مصر ويفضلها الكثير من الأشخاص الكبار والصغار والغني والفقير فهو يتميز بطعمه اللذيذ ومكوناته المختلفة والمتعددة، كما يحتوي على العديد من الفوائد والمغذيات التي يحتاجها الجسم فمن النادر أن تجد مصرياً لا يحب الكشرى، فبرغم أنها ليست أكلة مصرية الأصل، إلا أن الكشرى يعتبر من الأكلات الأساسية على المائدة المصرية، بل وفى المطاعم، فأى شخص يريد القيام بمشروع غذائى تكون النصيحة التى يسمعها من المحيطين به هى "افتح محل كشرى".
ويقال إن أول من ذكر الكشري في التاريخ المدون هو ابن بطوطة في تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار ففي وصف الهند قال عنه يطبخون المنج مع الأرز ويأكلونه بالسمن ويسمونه كشري، وعليه يفطرون في كل يوم وكلمة كشري مشتقة من اللغة السنسكريتية وتعني ارز مع أشياء أخرى، وأن الكشري هو أكلة هندية في الأصل.
وفي قصة أخرى يقال أن الكشري ورد في كتاب الجبتانا أو أسفار التكوين المصرية وهو كتاب يحتوي على نصوص دينية خاصة بمصر القديمة وورد فيه أن أصل كلمة كشري كشير وهو طعام الآلهة،ويقال إن الكشري هو كلمة فرنسية الأصل riz cache، ويعود أصل تسمية الكشري بهذا الأسم للحملة الفرنسية في مصر عندما تذوق الفرنسيون الكشري في وجبة ليست معروفة باسم مكونة من الأرز والعدس والحمص والبصل والصلصة فأطلقوا عليه "ريز كاشير" ثم تحورت الكلمة مع مرور الوقت.
ويعتقد البعض الآخر أن أصل كلمة كشري يعود إلى التكشير والغضب الذي يكون على وجه آكل الكشري الذي يفضل اللحم لأن الكشري لا يحتوي على لحوم، وفى رواية أخرى تقول إن رجل أجنبي دخل مطعم مصري في وقت متأخر من الليل وطلب طعاما بسرعة بسبب جوعه الشديد، ولم يكن موجودا في المطعم وقتها إلا بعض الأرز بالشعرية وبعض المكرونة والعدس وقام بوضع القليل من الصلصة فوقهم حتى يخبئ المكونات غير متناسقة الشكل، ثم قام بتقديمهم إلى الرجل فغضب الرجل ورفض تناول الطعام، فألح عليه صاحب المطعم أن يتناول الطعام ويتذوق حتى يدفع ثمنه فتناوله الرجل وأعجب به وقام صاحب المطعم بإطلاق عليه كلمة كو شاري وبيعه كأكلة شعبية للمصريين.
الكشري أكلة ترتبط بوجدان الشخصية المصرية، وهو عبارة عن طبق يحتوى على مزيج من الأرز والمكرونة والشعرية والثوم والبصل والصلصة والعدس أبو جبة، تلك الخلطة القادرة على دفعك للأكل عندما تشم رائحتها التى تفوح من أحد المحلات، حتى إن لو تكن تشعر بالجوع، ولكن الكشرى ليس مصرى الأصل، فيرجع أصل أكلة الكشرى إلى الحرب العالمية الأولى عند مجىء الهنود مع القوات البريطانية عند فرضها الحماية البريطانية على مصر عام 1914، وكانوا يطلقون عليه حينها "كوتشرى"، ولأن المصرى "عشرى" بعادته اختلط بالجنود الهنود وانتقلت أكلة الكشرى للمطبخ المصرى.
وانتشرت الأكلة فى مختلف الأحياء المصرية حتى وصلت إلى حى كان يسكنه بعض الأقليات الإيطالية فقاموا بإضافة المكرونة إلى الكشرى، ولكن للمصرين الفضل فى إضافة الدقة بالخل والتوم إليه، ومنذ ذلك الحين أصبح الكشرى من أساسيات المائدة المصرية، ويختلف الكشرى من بلد إلى آخر، فالكشرى المصرى الذى تعده المطاعم أو فى المنازل عبارة عن أرز ومكرونة وشعرية وعدس يتم سلقها كل على حدى، كما يجب نقع حمص الشام قبل الطهى بـ 5 ساعات، ثم ترص فى أطباق ويضاف عليها الصلصة والتقلية ويقدم كطبق رئيسى ليس معه شيء.
أما الكشرى فى بلاد الشام والذى يطلق عليه اسم "المجدرة" فيقدم حاراً أو بارداً مضافاً إليه زيت الزيتون، ويفضل أهل الشام تناوله مع اللبن الرائب، ويطبخ شعب العراق الأرز والعدس الأصفر "بدون قشر" ويقدم مع أكله عراقية اسمها "كبة الحامض" وتعتبر مكملاً لها، وعلى الرغم من اختلاف صور الكشرى فى مختلف دول العالم، إلا أن الكشرى المصرى سيظل علامة مميزة يتذوقها مختلف الجنسيات
المصدر :
https://www.elbalad.news/4312032
https://m.youm7.com/story/2017/6/6/%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D9%83%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B4%D8%B1%D9%89-%D8%B7%D8%A8%D9%82-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%86%D8%AF-%D8%AA%D8%AD%D9%88%D9%84-%D9%84%D8%A3%D9%87%D9%85-%D8%B7%D8%A8%D8%AE%D8%A9-%D8%B4%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%A9/3242546
Content created and supplied by: أسراءأحمد (via Opera News )
تعليقات