بدأت القصه عندما توفى تزوجت وانا فى عمر العشرين عاما ، من رجل كان اكبر منى بخمسه عشر عاما ، وكان السبب فى هذا الزواج هو فقر عائلتى ، التى وافقت على زواجى برجل أكبر منى فى العمر ، مقابل أنه ثرى ويمتلك الكثير من الأموال فقط .
وبدأت حياتى الزوجيه ، وبدأت معها رحله طويله من العذاب ، حيث كان هناك اختلاف كبير بيننا فى التفاهم وعدم التواصل ، وكانت كل طرق الوصال بيننا مقطوعه .
ومرت الايام على هذا الحال ، حتى علمت أننى حامل وربما كانت هذه اللحظه هى اجمل لحظات العمر ، وكان زوجى أيضا سعيد بهذا الخبر .
ومر الوقت سريعا حتى جاءت موعد ولادتى ، وانجبت ولدا جميلا ، عندما سمعت صرخته الأولى فى الحياه ، شعرت أنه مصدر الامان بالنسبه لى .
ومع مرور الوقت كنت اخطط أن يكون ابنى له مستقبل ناجح ، وكنت سعيده وانا اشاهد ابنى يكبر عاما بعد عام امام عينى .
وكان يعبر المراحل الدراسيه بنجاح كبير ، وظل هذا الحال حتى دخل الجامعه ، وكنت انتظر طوال هذه السنوات لحظات تخرجه من الجامعه .
وكنت احلم بهذه اللحظه التى صبرت لأجلها سنوات طويله ، خاصه أنه ابنى الوحيد الذى اعيش حياتى من أجله .
ومرت الايام على هذا الحال ، حتى جاء يوم عاد ابنى من الجامعه وكان حزين للغايه ، وكانت حالته غير طبيعيه لدرجه انه اغلق غرفته على نفسه ورفض الحديث مع أحد .
وتطور الأمر كثيرا ، حتى أنه كان لايريد الذهاب إلى الجامعه او استكمال دراسته ، وكان فى حاله كبيره من اليأس والإحباط .
وعندما لم أستطيع إخراجه من هذه الحاله ، اتصلت بوالده لكى يأتى للحديث معه ، حيث كان والده دائما مشغول فى عمله ولا يعلم عن احواله شئ .
وعاد زوجى على الفور عندما شرحت له حاله ابنه ، ولكن كان القدر قاسي للغايه ، حيث أثناء عودته انقلبت به السياره فى حادث أليم ، أدى إلى وفاته فى الحال !!
وكانت اصعب اللحظات عندما علمت الخبر ، كانت لحظات قاسيه ، وكنت احمل نفس خطأ كبير بسبب اتصالى به !!
ولكن كان الأمر انتهى وتوفى زوجى ، وفقدته إلى الأبد ، وربما كان هناك عدم وفاق بيننا ، ولكننى كنت اعتبره الجزء الأهم فى حياتنا ، وبفقدانه فقدنا السند والدعم .
وبدأت جنازه زوجى ، وسط حزن كبير سيطر على الجميع ، وتم الدفن وانتهت مراسم الجنازه ، وعدت مع ابنى إلى المنزل .
ودخلت غرفه نومى ونمت من الحزن والتعب ، وبعد عده ساعات استيقظت من نومى ، وعندما ذهبت بااتجاه باب الغرفه للخروج ، وجدت الباب مغلق من الخارج !
فظننت أن الباب به عطل أو مشكله طارئه ، فطرقت الباب لكى يفتح لى ابنى من الخارج ، ولكنى تفاجئت أن ابنى يقول إنه اغلق الباب من الخارج ، واننى لن اغادر غرفتى ابدا ، وسوف يقدم لى الطعام والشراب كل يوم !!
كان الأمر غريب وصادم ، وكنت لا اعلم ماهذه التصرفات الغريبه وتوقعت أنه أصيب بالجنان وعدم الاتزان بسبب فقدان والده .
ولكن كان الأمر جديا ، وقضيت اليوم كاملا داخل غرفتى ، حتى هاتفى أخذه بالخارج ، وأصبحت سجينه فى غرفتى !!
وفى اليوم التالى استمر الوضع كما هو ، وكنت فى حيره كبيره من امرى ، لذلك بعد محاولات كبيره ، استطاعت التواصل مع جارتى من خلال النافذه ، واخبرتها بما يحدث .
وسريعا جاء الجيران وتم السيطره عليه ، وفتحوا لى الباب من الخارج ، وكان ابنى فى حاله هياج وعدم سيطره على نفسه .
ولذلك أقترح على بعض المقربين ، بعرضه على طبيب نفسي ، وبالفعل لم يكن هناك حل آخر ، وذهبنا إلى الطبيب النفسي بعد محاولات صعبه .
وهناك بدأ الطبيب رحله طويله معه ، حتى اخبرنى فى النهايه الحقيقه القادمه ، حيث قال لى الطبيب أنه مصاب بمرض الوسواس القهرى !!
وكان هذا المرض نتيجه قصه حب انتهت بالفشل ، فتعرض لصدمه عنيفه فى حواسه بسبب فشل علاقته العاطفيه ، ولذلك أصبح يكره جميع النساء ويريد الانتقام منهم .
وعندما فعل ذلك معك ، كان بسبب مااصابه وكان يرى أنه بذلك ينتقم من النساء بصفه عامه ، وكانت الكارثه الأكبر عندما علمت أن هذا المرض له مضاعفات اكبر ، كانت قد تصل به إلى جرائم القتل والتعذيب !!
وبدأت رحله العلاج سريعا ، التى استمرت لمده عام كامل وانا اتابع معه تطورات العلاج ، حتى انتهى الأمر وعاد إلى حالته الطبيعيه .
Content created and supplied by: mohamedmahfoz (via Opera News )
تعليقات