لماذا حكم القاضي بقطع يد السلطان محمد الفاتح ؟
محمد الفاتح هو سابع سلاطين آل عُثمان وخامس من تلقَّب بِلقب سُلطانٍ بينهم بعد والده مُراد وجدُّه مُحمَّد الأوَّل وجدَّاه بايزيد ومُراد، وثاني من لُقِّب بِالـ«ثاني» من سلاطين آل عُثمان، وأوَّل من حمل لقب «قيصر الروم» من الحُكَّام المُسلمين عُمومًا والسلاطين العُثمانيين خُصوصًا.
وهناك قصة متداولة للسلطان (محمد الفاتح) وهي أنه قد أمر ببناء جامع بمدينة (إسطنبول) وكان هناك معماريا مشهور ببراعته من الروم واسمه (إبسلانتي) وقام محمد الفاتح بتكليفه بالإشراف على بناء الجامع.
واراد السلطان أن تكون أعمدة هذا الجامع من المرمر، وأن تكون مرتفعة ليبدو الجامع فخماً، وشرح وجهة نظره للمعماري وحدد له ارتفاع الأعمدة.
ولكن كان رأي المعماري الرومي مختلف، وأمر بقص الأعمدة دون الرجوع إلي السلطان واستشارته وغضب السلطان (محمدالفاتح) عندما علم بذلك، فقد كان قد جلب تلك الأعمدة من مكان بعيد، وأصبحت لا فائدة منها في نظره ، وفي ثورة الغضب هذه، أمر بقطع يد هذا المعماري.
وتم تنفيذ امر السلطان، ولكن المعماري لم يسكت على الظلم الذي لحقه، وذهب إلي قاضي أسطنبول في ذلك الوقت الشيخ (صاري خضر جلبي) الذي كان صيت عدالته قد ذاع وانتشر في جميع أنحاء الإمبراطورية، واشتكى إليه من الظلم الذي لحقه من السلطان (محمد الفاتح) ولم يتردد القاضي العادل في قبول هذه الشكوى.
وقام القاضي بإرسال رسولاً إلى السلطان محمد الفاتح يستدعيه للمثول أمامه في المحكمة، لوجود شكوى ضده من أحد الرعايا.
ولم يتردد السلطان في قبول دعوة القاضي، وفي اليوم المحدد حضر السلطان إلى المحكمة، وتوجه للجلوس علي المقعد فقال له القاضي: لا يجوز لك الجلوس يا سيدي بل عليك الوقوف جانب خصمك.
و وقف السلطان (محمد الفاتح)بجانب خصمه الرومي، الذي بدأ في شرح ما حدث معه للقاضي، وعندما جاء دور السلطان في الكلام أقر بما قاله الرومي.
وفي النهاية وبعدما سمع القاضي من الطرفين فكر برهة وبعدها توجه إلي السلطان قائلا: حسب الأوامر الشرعية،يجب قطع يدك أيها السلطان قصاصاً لك.
وقع حكم القاضي كالصاعقة علي المعماري الرومي، الذي لم يتوقع ان يحكم القاضي بذلك الحكم خصوصا ان الذي يقف أمامه هو السلطان بنفسه، وكان أقصى ما يتوقعه أن يحكم له القاضي بتعويض مالي.
ونظر المعماري الرومي إلي القاضي وقال له انه يتنازل عن دعواه، وأن كل ما يأمل به هو الحكم له بتعويض مالي فقط،لأن قطع يد السلطان لن يفيده فحكم له بعشر قطع ذهبية لكل يوم طوال حياته، تعويضاً له عن الضرر البالغ الذي لحق به، ولكن السلطان (محمد الفاتح) قرر أعطاه عشرين قطعة ذهبية كل يوم، تعبيراً له عن فرحته لخلاصه من حكم القصاص، وتعبيراً عن ندمه كذلك.
مصادر/
https://www.shorouknews.com/mobile/columns/view.aspx?cdate=04042012&id=41ea47db-9375-44c0-bad8-64f1bc9b8a4d
https://ar.m.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D8%A7%D8%B1%D9%8A_%D8%AE%D8%B6%D8%B1_%D8%AC%D9%84%D8%A8%D9%8A
https://www.islamic-history.net/2016/07/17/elfate7-2/
Content created and supplied by: [email protected] (via Opera News )
تعليقات