تفسير آيه (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) لقد اختلف في {الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} و{الضَّالِّينَ} فيا تري من هم المغضوب عليهم ومن هم الضالين :
في رأي لجمهور أن المغضوب عليهم اليهود، والضالين النصارى، وجاء ذلك مفسرا عن النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى حديث عدى بن حاتم وقصة إسلامه، أخرجه أبو داود الطيالسى فى مسنده، والترمذى فى جامعه. وشهد لهذا التفسيرأيضا قوله سبحانه فى اليهود: (وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ) [البقرة: 61 وآل عمران: 112]. وقال: (وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ) [الفتح: 6] وقال فى النصارى: (قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ) [المائدة: 77].
وفي قول آخر (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) هم المشركين بينما (ضَّالِّينَ) هم المنافقون .
وقيل ايضا في قول اخر أن (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) هو من أسقط فرض هذه السورة فى الصلاة أي سورة الفاتحه و (الضَّالِّينَ) عن بركة قراءتها حكاه السلمى فى حقائقه والماوردى فى تفسيره، وليس بشيء. قال الماوردي: وهذا وجه مردود، لأن ما تعارضت فيه الأخبار وتقابلت فيه الآثار وانتشر فيه الخلاف، لم يجز أن يطلق عليه هذا الحكم.
وفي رأي اخر (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) باتباع البدع، و(الضَّالِّينَ) عن سنن الهدى.
وفي رأي الامام القرطبي أن تفسير النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أولى وأعلى وأحسن وجاءت و(عَلَيْهِمْ) فى موضع رفع، لأن المعنى غضب عليهم والغضب فى اللغة معناه الشدة ورجل غضوب أى شديد الخلق. والغضوب: الحية الخبيثة لشدتها. والغضبة: الدرقة من جلد البعير يطوى بعضها على بعض، سميت بذلك لشدتها. ومعنى الغضب فى صفة الله تعالى إرادة العقوبة، فهو صفة ذات، وإرادة الله تعالى من صفات ذاته، أو نفس العقوبة، ومنه الحديث: «إن الصدقة لتطفئ غضب الرب» فهو صفة فعل.
بينما من ناحية أخرى، أكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، في تصريح له أن تفسير ما جاء في سورة الفاتحة عن "غير المغضوب عليهم ولا الضالين" بأنهم اليهود والنصارى هو اجتهاد في التراث مع أن هناك عشرة أقوال في تفسير الآية وهذه التفسيرات زمنية ينبغي أن نتجاوزها خاصة وأننا نخاطب العالمين، وعلينا أن نُعلّم الناس الأمر الصحيح.
المصدر :
https://m.youm7.com/story/2019/6/12/%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1-%D9%83%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%85%D8%A7-%D9%82%D8%A7%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%B7%D8%A8%D9%89-%D9%81%D9%89-%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A%D9%86/4282680
https://m.elwatannews.com/news/details/3856533
Content created and supplied by: EsraaMostafa55 (via Opera News )
تعليقات