المرض النفسي لا يعني أننا بعيدين عن الله، وغير مؤمنين فصبّ الله علينا انتقامه، ولا يعني أن لدينا إعاقة تُقلل من شأننا بين الناس. المرض النفسي لا يعني أننا كائنات فضائية أتينا لعالم ليس لنا مكان فيه. بل على العكس نحن البشر كاملين تامين كما خُلق ملايين البشر تامين في أحسن تقويم.
المرض النفسي قد يكون وراثيا بسبب جينات الوالدين، قد يكون بسبب ضَعف مادةٍ كيميائية معيّنة في الدِماغ، التي ينعكس أثرها على نفسية الإنسان لذلك سُمى اضطرابا نفسياً، وليس لأننا مجانين. بل كلمة مجنون ليس لها وجود علمي أصلا.
قد يكون المرض النفسي مخيفا وغريبا على كثيرٍ من البشر في كل أنحاء العالم؛ لأنه شيء مخفيّ، ليس له وجود مرئي. شيء لا نستطيع لمسه او إدراكه بأعيُنِنا، فنخاف منه ونبتعد. تماما كقِصص الأشباح التي نراها في الأفلام، ونسمع كبار السن يحكون حكاياتهم القديمة عنها، نسمع بعقل وقلب متوجّس. هل توجد تلك الأشياء حقاً؟
ولكن المرض النفسي أصبح لهُ إدراك علمي قوي، علماء يفنون أعمارهم في البحث العلمي عن الأسباب والعِلاج، لم يعد المرض النفسي شبحاً الآن إلا على الجهلاء، الذين لا يقرؤون ولا يبحثون، ويكتفون بمعلومات سطحية من مواقع لا رقابة على محتواها وصِدقها.
المرض النفسي مرض كأي مرض، قد يكون سببه خطأ في عدم معرِفة المعلومة الصحيحة التي تعتني بأرواحنا بها. أو قد يكون كما ذكرتُ جينات الوالدين التي مرّت إلينا بدون تدخل. أو حتى بسبب عارِضٍ ألمّ بعوالمنا الصغيرة، مُشكلة ما أو حدثٍ كبير أو حُفرة حياتيّة لم نتعلّم كيف نخرُج منها بعد.
لكن المفاجئة أن تِلك المعلومة التي أخطأنا بها تجاه أرواحنا، يُمكن إصلاحَها. وتلك الجينات التي فُرضت علينا لسببِ لا يعلمه إلا الله، نستطيع التحكّم بها. تلك الحُفرة التي لم يُعلمنا المجتمع كيف نقفز منها دون أن نكسِر أقدامنا، يستطيع العِلم أن يُساعِدنا على تسلّقِها بكل ذكاء ونجاح. العلم نِعمةُ البشرية لما لا نستغلها لأخِر نُقطة وضِعت في كتبه؟
نفسية الإنسان السوية هي التي تُقويه على أن يجعل جسده صحياً. وهي التي تساعده على بناء أُسرةٍ هادئة وعلاقات طبيعية مع...
Content created and supplied by: S7s_Sob7y (via Opera News )
تعليقات