هل بعث الله أنبياء أو رسلا من النساء؟، سؤال يتردد على لسان الكثيرين من حين إلى آخر، ولماذا كل أنبياء اليهودية والمسيحية والإسلام من الرجال؟ ولماذا لم يكن نبي امرأة؟ ولماذا تحتم أن يكونوا ذكوراً؟.
قال الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إن ثبوت النبوة للمرأة فيه خلاف بين العلماء، فالجمهور ذهب إلى أنها غير ثابتة نظرًا لعدم تحملها لخصائص ووظائف النبوة.
واستشهد «جمعة» خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم» المذاع على فضائية «سي بي سي»، أنه ذهب البعض بوقوعها فيها مستدلين على ذلك بقوله تعالى: «وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ» (سورة القصص: 7)، بالإضافة إلى تكليف السيدة حواء إلى جانب سيدنا آدم، وأيضًا السيدة مريم جاء لها ملك.
وأشار إلى أن جمهور العلماء ذهب إلى عدم وقوع النبوة فى المرأة، مستدلًا بقوله تعالى: « وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ» (سورة يوسف: 109).
وتابع: «بالفعل عندما نتأمل فى التوراة لا نجد خبرا يقول بوجود وحى للمرأة رغم أن أنبياء بنى إسرائيل كانوا كثرًا، منوهًا بأن عدم ثبوت النبوة للمرأة لا يعد انتقاصًا من شأنها، لكن تماشيًا مع طبيعتها التى خلقها الله عليها، مشددًا على أن الدين الإسلامى يُعمل المساواة بين الرجل والمرأة لتحقيق العدالة والإنصاف.
"لكن هذا لا يعني انتقاصًا من شأن المرأة" يؤكد جمعة موضحًا أن هناك ما يسمى الوظائف والخصائص والمراكز القانونية، فالرجال والنساء كل واحد منهما يسمى إنسانًا، "فاللغة العربية من وضع الله"، والرجل والمرأة كلاهما مكلفين ولهما حقوق وعليهما واجبات، لكنهما يختلفا في الخصائص، يوضح جمعة تلك الخصائص قائلًا أن أولهما أن الرجل ليس له رحم والمرأة لها رحم، وثانيها أن المرأة يخرج منها الحياة، فإذا خرج منها ولد من امرأة ولا يعرف أبوه ينسب إلي الأم، فمريم أطهر نساء العالمين نسب إليها ابنها، والله أمر الرجل بالسعي وعمارة البيت والمرأة في المنزل، ويترتب على اختلاف الوظائف والخصائص بين الرجل والمرأة المراكز القانونية، وهذه الأمور ليس فيها تحيز جنسي ولا عرقي ولا غيره.
فماذا عمن يرفضون ذلك؟ يقول جمعة إن هناك من يرفض تلك الخصائص الإلهية التي خلقه الله بها، وهؤلاء قال لهم الله: وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا...، ويشرح جمعة الآية قائلًا: أي ارض بما قسمه الله لك، واطلبوا من الله أن يوفقكم فيم خلقكم، "فإذا خلقتني أنثى فوفقني لما يرضيك، وإذا خلقتني ذكرًا فوفقني لما يرضيك".
وأوضح جمعة أن معنى ألا توجد نساء أنبياء أنه هناك وظائف للأنبياء تتناقض مع خصائص المرأة، وليس معنى ذلك انتقاص منها ابدًا، وحتى نفهم ذلك بعمق، يقول جمعة، يجب أن نتعرض لقضية أخرى وهو أن هناك فارقا بين التساوي والمساواة، فالتساوي يعني تساوي كمي، "المرأة زي الرجل والرجل زي المرأة تمامًا"، وهذا ما دعت إليه بعض الحركات في العالم، فأصبحت المرأة في بعض الدول تقوم بوظائف الرجال، وصاروا في هذا المنهج الذي بني على فكرة التساوي التام، يقول جمعة، لكن ما يدعو إليه الإسلام هو "المساواة" فالحقوق والواجبات واحدة وكلاهما مكلفين، وكلاهما سيحاسب ويدخل الجنة أو النار. فالمساواة هي الإنصاف، ولا تكلف المرأة خارج خصائصها، فوظائفها تكون متسقة مع خصائصها ومراكزها، وقال النبي ينبهنا في ذلك: "لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال"، يقول جمعة: هؤلاء من رفضوا المساواة وطالبوا بالتساوي.
المصادر
https://gate.ahram.org.eg/News/2221927.aspx
https://www.mobtada.com/details/573500
https://www.elbalad.news/3636490
https://www.aqaed.com/faq/1494/
https://dorar.net/aqadia/2005/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A:-%D9%86%D8%A8%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D8%A7%D8%A1
https://www.masrawy.com/islameyat/fatawa-other/details/2020/3/13/1742091/%D9%87%D9%84-%D9%8A%D9%86%D8%AA%D9%82%D8%B5-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9-%D8%A3%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D9%83%D9%84%D9%87%D9%85-%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%AC%D9%85%D8%B9%D8%A9-%D9%87%D8%A4%D9%84%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D8%A7%D8%A1-%D8%A3%D9%88%D8%AD%D9%8A-%D8%A5%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%86-
Content created and supplied by: حسن.٩٩٠ (via Opera News )
تعليقات