أكلوا لحوم أصدقائهم ليبقوا على قيد الحياة.. ماذا حدث في رحلة الأنديز؟

حادثة شهيرة تعرض لها فريق اتحاد الرغبي "مونتيفيديو أولد كريستيانز" الذي كان المقرر أن يقوم بمباراة في تشيلي، ولكن بدلا من لعبهم المباراة اضطروا إلى أكل لحوم بعضهم ! فماذا حدث معهم؟

تعد كارثة رحلة الأنديز من أكبر الكوارث وأفظعها في التاريخ بسبب هول ما تعرض له الركاب وطاقم الطائرة، وحدثت تلك الحادثة الشهيرة في 12 أكتوبر 1972.

كانت البداية عندما أقلعت طائرة فيرتشايلد أف أتش 227 التابعة لسلاح الجو الأوروغوياني من مطار كاراسكو الدولي مونتيفيديو في الأوروغواي باتجاه مطار المحافظ فرانشيسكو غابرييلي الدولي سانتياغو في تشيلي و كانت الطائرة تضم بعض الطلاب وأعضاء فريق اتحاد الرغبي الذي كان المقرر أن يقوم بمباراة في تشيلي.

وبسبب سوء الأحوال الجوية اضطرت الطائرة للتوقف لليلة واحدة في مندوزا الأرجنتين، في اليوم التالي قرر قبطان الطائرة الكولونيل خوليو فير داس عبور جبال الأنديز بجانب بركان بلانشون بيتيروا الذي يقع جنوب السلسلة، وعند عبور هذه النقطة كان من المقرر أن ترجع الطائرة شمالا إلى سانتياغو، بعد اعتقاده أنه يتفادى السحب الكثيفة في طريقه، حذر القبطان برج مراقبة مطار سانتياغو أنه يقترب من كوريكو وبدأ يصل إليها بالفعل. 

ولكن وقع الطيار في خطئا كبيرا في تقديره للوضع حيث أن سرعة الطائرة كانت ضعيفة بسبب الرياح التي تواجهها إضافة إلى تمديد وقت الرحلة، واجهت الرحلة مشكلة مبكرة جدا وتحطم جزء منهاروكسر الجناح الأيمن، وتسبب الجزء المتحطم في ضرب زعنفة الطائرة وألحق بها الكثير من الضرر، واصطدمت بإحدى القمم الجبلية ثم تحطم جسم الطائرة على ارتفاع 600 3 متر في منطقة نائية في إقليم مالارغي على الحدود الأرجنتينية التشيلية.

ونجي البعض من الارتطام ولكنهم ضاعوا فوق إحدى قمم الجبال بين الثلج والبرد، وفي ذلك الوقت تكثفت جهود السلطات للعثور على حطام الطائرة ولكن كانت الطائرة بيضاء محاطة بالثلج لذلك لم يعثروا عليها.

وعلم الناجون بعد إعادة تركيب راديو كانوا قد وجدوه في قمرة قيادة الطائرة أن عمليات البحث قد أوقفت بعد ثمانية أيام من الحادث، بعد أن فقدوا الأمل في ايجادهم.

ولكن الكارثة التي كانت أمام الناجين هي أن ما تبقى لهم من مأكولات قد نفذ، لذلك اضطروا إلى أكل لحم اصدقائهم الضحايا الذين توفوا في الحادث، بكميات قليلة للحفاظ على أبسط حاجيات الجسم والذين حفظت أجسادهم بسبب البرد والثلج، وتعرض الناجين إلى حادث آخر في 29 أكتوبر، أودى بحياة ثمانية منهم حيث غطى انهيار ثلجي الطائرة التي كانت مأوى لهم.  

وأثناء ذلك كانت هناك بعض المحاولات من الناجين للالتفاف حول الطائرة للبحث عن أثر للحياة ولكن البرد والارتفاع وسوء التغذية والعمى الثلجي حالوا دون حرية حركة الناجين، ولكن اتفق اثنان على الخروج للبحث عن النجدة وأخذوا معهم أكثر الألبسة حرارة و قدرا كافيا من لحم الضحايا.

وسارو وسط الثلوج لمدة عشرة أيام و توقفا بجانب أحد الأنهار حيث كانا قد أهلكهما التعب وسوء التغذية حتى وجدهم الهوغواسو (راكب الخيل التشيلي) سيرجيو كاتالان الذي أبلغ السلطات أنه قد تم العثور على ضحايا الطائرة المنكوبة.

وتم إنقاذ نصف الناجين ال 16، وتم إنقاذ النصف الأخر في اليوم التالي لسوء الأحوال الجوية، وبعث الجميع للتداوي في المستشفيات لأنهم كانوا يعانون من سوء تغذية والجفاف ونقص الفيتامين سي وداء المرتفعات، و أخيرا عادت قوات النجدة إلى المكان وكان يرافقها قس لأخذ جثث الضحايا، وكذلك لفتح تحقيق في أسباب تحطم الطائرة، والهمت القصة الكثير من المؤلفين وتم عرضها في أكثر من عمل سينمائي.

مصادر/

https://www.skynewsarabia.com/varieties/50236-%D8%A7%D9%94%D9%83%D9%84%D9%88%D8%A7-%D9%84%D8%AD%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%94%D8%B5%D8%AF%D9%82%D8%A7%D9%8A%D9%94%D9%87%D9%85-%D9%84%D9%8A%D9%86%D8%AC%D9%88%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AA

https://www.bbc.com/arabic/worldnews/2014/03/140313_ten_mysterious_aviation_disasters

Content created and supplied by: الباشكاتب133 (via Opera News )