تعود أحداث تلك القصة إلي عام 1996 في بلدة قريبة من مدينة "فروتسواف" البولندية؛ وذلك حين عُثر علي "مالغورزاتا كوياتكوفسكا" البالغة من العمر 15 عاما؛ مقتولة وعارية الجسد ومجمدة؛ وملقاة خارج أحد النوادي الليلية بعد ليلة رأس السنة.
كثفت الشرطة البولندية من جهود بحثها وبعد 4 أعوام وتحديدا في عام 2000 ألقت القبض علي المواطن "توماس كوميندا" البالغ من العمر وقتها 23 عاما. وذلك بعد أن تم التعرف علي "كوميندا" من خلال الرسومات التي رُسمت للمشتبه به من خلال أقوال شهود الواقعة. واطمأنت الشرطة إلي أنه الشخص المطلوب عندما عثروا علي جسد الضحية أثر عضات تطابقت مع أسنانه.
وفي عام 2004 حكمت المحكمة علي "كوميندا" بأقصى عقوبة ممكنة علي جريمة الاغتصاب والقتل؛ وهي السجن لمدة 25 عاما. تعالت صرخات "كوميندا" معلنا فيها أنه برئ براءة الذئب من دم ابن يعقوب؛ وأنه لم يقتل ولم يغتصب؛ ولكن أليس كل المجرمين يفعلون ذلك؟ كلهم ينكرون ويصرون علي براءتهم.
تمر السنوات ثقيلة؛ يزيد من ثقلها وكآبتها شعور القهر الذي يعاني منه "كوميندا" خلف أسوار الظلم. ولكن بعد 14 عاما في السجن تظهر أدلة في الطب الشرعي تثبت براءة "كوميندا" من تلك الجريمة البشعة. ولكن يبقي "كوميندا" هو المتهم الوحيد؛ ولابد أن يكون هناك متهما مدانا في مثل هذه الجرائم الكبيرة.
ولكن الحظ سيبتسم أخيرا للمتهم المسكين؛ إذ في عام 2020 يصدر حكما قضائيا من محكمة العاصمة البولندية "وارسو" بالسجن علي شخصين لمدة 25 عاما إذ تبين أخيرا أن هما من قاما باغتصاب وقتل نفس الفتاة التي سُجن "كوميندا" واتُهم بقتلها واغتصابها. لذا قضت المحكمة ببراءته أخيرا واخلاء سبيله.
شعور بالظلم كبير شعر به "كوميندا". وقد صار عمره الآن 44 عاما قضي منها 18 عاما في السجن؛ هي أجمل سنوات عمره وشبابه. لذا قام برفع دعوي علي الحكومة البولندية يطلب التعويض؛ طالب "كوميندا" تعويضا قدره حوالي 5 ملايين دولار عن فترة سجنه ظلما لمدة 18 عاما، وطالب أيضا بتعويض قدره حوالي ربع مليون دولار عن الأضرار التي عاني منها خلال فترات سجنه؛ والتي تشمل ثلاث محاولات انتحار قام بها "كوميندا" لينهي حياته البائسة بيده.
وأخيرا قضت له محكمة العاصمة "وارسو" بما قالت عنه صحيفة "النيويورك تايمز" البريطانية بأنه أكبر تعويض في تاريخ المحاكم البولندية علي الإطلاق. إذ حكمت له المحكمة ب 3.46 مليون دولار. لهذا صرّح "كوميندا" بأن الكابوس أخيرا قد انتهي.
المصادر: المصري اليوم
Content created and supplied by: ismael_moursy (via Opera News )
تعليقات
SanAbokhalil
02-11 13:58:57كويس مفيش حاجة ببلاش أنت دفعت الثمن من حريتك
فاطمةمحمدمغازي
02-11 18:28:47الظلم قهر اكبر من السجن
ismael_moursy
02-11 22:47:17يسعدني ويشرفني مروركم