في مدينة ميامي بولاية فلوريدا الأمريكية كانت الشرطة تطارد المواطن "أرثر بوث" 49 عاما، حيث شوهد وهو يقود سيارة؛ قد تم التبليغ عنها سابقا أنها قد استخدمت في عملة سرقة. طلبت الشرطة من "بوث" أن يتوقف؛ ولكن الأخير ضغط مكابح البنزين بقوة وطار مع الريح. تعقبته الشرطة في مطاردة طويلة؛ قام خلالها "بوث" بالعديد من الحوادث؛ وفي النهاية اصطدمت سيارته بأحد الحواجز وتعطلت؛ فترجل "بوث" من سيارته وركض هاربا؛ وطاردته الشرطة علي الأقدام حتي تمكنوا أخيرا من القبض عليه. وقُدّم "أرثر بوث" إلي المحاكمة بالعديد من التهم مثل: السرقة والسطو والهروب من الشرطة ومقاومة السلطات. وفي قاعة المحاكمة كان في انتظار "أرثر بوث" مفاجأة كبيرة؛ لم يكن ليتوقعها أبدا.
دخلت القاضية "ميندي غلايزر" إلي قاعة المحكمة؛ بعد أن طلب الحاجب من الجميع الوقوف توقيرا لها. كان يوما عاديا مثل أي يوم آخر في حياة القاضية "ميندي"، وكان هذا اليوم هو ميعاد الجلسة الذي ستقوم فيه "ميندي" بتلاوة الأحكام علي العديد من المتهمين في دائرة محكمتها.
كانت "ميندي" تتحدث إليهم متهما تلو الآخر؛ وتخبره بالأحكام التي قد قضت بها المحكمة عليهم؛ وتفاجأت ميندي عندما وقف أمامها "آرثر بوث" فقد كان آخر شخص تتوقع وقوفه أمامها في هذا المكان وبتلك هذه التهم. هي تعرّفت عليه أما هو فلا. سألته "ميندي" بعد أن رحبت به إذا ما كان في المرحلة الإعدادية يرتاد مدرسة معينة ذكرتها له. وعلي الفور تذّكرها "بوث" إنها صديقته المقربة "ميندي" التي كان يذهب كل يوم معها إلي المدرسة؛ وتجلس بجواره؛ ويلعب معها في أوقات الفراغ.
للحظات لم يصدق "بوث" نفسه؛ وفرح أنه بعد كل هذه السنين يلتقي بصديقته "ميندي" ولكنه فجأة يدخل في نوبة بكاء متواصلة؛ لم يستطيع أن يتمالك نفسه؛ وهو يفكر إلي أي الطرق قد افترقا؛ هو في طريق الجريمة والمخدرات والضياع؛ وهي في طريق النجاح والمجد.
قالت "ميندي" أمام الجميع تشرح لهم هذه الحالة الغريبة والعجيبة؛ أنها آسفة أنها رأته في هذا المكان؛ وأنها كثيرا ما كانت تتساءل ما الذي حدث له؟ ثم التفتت للحضور وقالت أن "بوث" هذا كان ألطف فتي في المدرسة؛ لقد كان أفضل فتي في المدرسة؛ وأنها كانت معتادة علي لعب كرة القدم معه. قالت أسرة "بوث" أنه في طفولته كان يحلم أن يصبح طبيبا مشهورا؛ ولكنه للأسف اتجه إلي طريق التعاطي والسرقة والقمار؛ مما جعله يدخل السجن أكثر من مرة.
في نهاية الجلسة كررت "ميندي" أسفها؛ وتمنت له أن يخرج من تلك الحياة الفظيعة؛ وأن يصبح إنسانا جيدا. ثم حكمت عليه بالسجن لمدة عشرة أشهر.
بعد قضاء فترة محكوميته؛ تم إطلاق سراح "بوث"، وكانت المفاجأة الحقيقية أن عند خروجه من السجن؛ وجد القاضية "ميندي" صديقة الطفولة في انتظاره مع عائلته. لم يصدق "بوث" عيناه؛ لم يصدق أن صديقته القديمة لم تتخلي عنه رغم كل ما فعل؛ وقالت له "ميندي" وهي تشد علي يديه أتمني وأرجوك أن لا تخذلنا مجددا.
تم وضع "بوث" في برنامج للشفاء من إدمانه للمخدرات وإعادة تأهيله ليصبح عضوا نافعا في المجتمع؛ بعد أن وعد "ميندي" بأنه لن يعود لحياة الجريمة مرة أخري. قال "بوث" عنها أنها قد أنقذت حياته؛ وأنها ألهمته؛ وأنها بالفعل شخص لا يصدق.
لمشاهدة الفيديو عن "بوث" وصديقته القاضية "ميندي" اضغط هنا وهنا
Content created and supplied by: ismael_moursy (via Opera News )
تعليقات