"إن لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل"، مبدأ كان يعيش عليه الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي. لا يخاف في الحق لومة لائم، فلم يطرق في يوم أبواب السلطان؛ لأنه عاش مبتعدًا عن السياسة وما بها من خداع ودسائس. كان مسكنه قلب البسطاء، فدروسه في الدين محل ثقتهم، وكلمته في الحياة بمثابة دستور يمشون عليه. حياته الحافلة بالعلم والدين سطرها التاريخ بأحرف من نور.
هو أحد أعظم من فسر القرآن الكريم في العصر الحديث، إن لم يكن أعظمهم. اتفق الكثيرون على كونه إمام هذا العصر حيث لقب بإمام الدعاة؛ لقدرته على تفسير أية مسألة دينية بمنتهى السهولة والبساطة، فضلًا عن مجهوداته في مجال الدعوة الإسلامية. كان تركيزه على النقاط الإيمانية في تفسيره ما جعله يقترب من قلوب الناس، وبخاصة أن أسلوبه يناسب جميع المستويات والثقافات، فكان أشهر من فسر القرآن في عصرنا.
قصص كثيرة تروى عن الشعراوي منها ما فعله عندما شاهد نجوى فؤاد ترقص أمامه
ففي عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أقيم حفل على شرف وزير الخارجية الأمريكي كسينجر. في الحفل حضرت الراقصة نجوى فؤاد، وبدأت في الرقص، وألزم السادات جميع الوزراء والمسؤولين بالحضور، وكان منهم الشيخ الشعراوى، وزير الأوقاف حينها.
وحين جلسوا جميعاً فى الصف الأول، قبالة الراقصة، غض الشيخ بصره بغيظ وحنق وصمت، ولكن تواصل الرقصة جعلته يدير ظهره للمسرح، فما كان من السادات إلا أن أرسل له موظفاً من الرئاسة يقول له: «الرئيس بيقول لك اتعدل» فتعجب الشعراوى، وقال: «هو مين اللى يتعدل؟!»، والله سأمضى، وخرج من القاعة.
من أبرز أقول الشعراوي
يظل الشيخ الشعراوي خالدًا في قلوب كثيرين لأنه بمثابة مظلة فكرية يستظل بها كل ما هو قريب وبعيد بنور العلم ومن أهم أقوله "لا تحزن إذا أرهقتك الهموم، وضاقت بك الدنيا بما رحبت، فربما أحب الله أن يسمع صوتك وأنت تدعوه - ابتعد عن من تكره، لا تجامل كذبا، ولا توافق خجلا، لم يمنحك الله هذه النفس لتعذبها - إلهي قلوبنا بين يديك، امنحها صبرًا لا ينتهي - تحزن عندما يهجرك أو يتغير عليك البعض، ربما هي دعوتك ذات ليلة: واصرف عني شر ما قضيت".
من هو الشعراوي؟
ولد الإمام محمد متولي الشعراوي، في 1911 في أسرة بسيطة تقطن في قرية دقادوس مركز ميت غمر محافظة الدقهلية، وعندما بلغ الحادي عشر أتم حفظ القرآن وبعد تخرجه من المعهد الثانوي الأزهري التحق بكلية اللغة العربية عام 1937.
حفظ القرآن الكريم وتلقى تعليمه الأول في معهد الزقازيق الديني بمحافظة الشرقية - ثم التحق بكلية اللغة العربية بالقاهرة، وحصل على الشهادة الإجازة العالية عام (1360هـ الموافق 1941م)، كما حصل على إجازة التدريس عام (1361هـ الموافق 1942م).
جوائز حصل عليها
منح وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس السادات لمناسبة بلوغه سن التقاعد وتفرغه للدعوة الإسلامية، وكان ذلك في أغسطس 1976م، كما رشح لنيل جائزة الملك فيصل العالمية في مجال خدمة الدعوة الإسلامية في يوليو 1983م، وحصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1988م،كما حصل على جائزة دبي الدولية لخدمة القرآن الكريم عام 1997م، وحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي المنصورة والمنوفية.
اختير الشخصية الإسلامية للعام الهجري (1419هـ الموافق 1998م)، منحه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية وسام زايد من الدرجة الأولى تقديرًا لجهوده الخيرية في خدمة الإسلام.
مصادر:
https://www.vetogate.com/Section-39/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%B5%D8%B1/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D9%85%D8%AA%D9%88%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%88%D9%8A-%D9%85%D8%AC%D8%AF%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%8020-%D8%A8%D8%B1%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%8A%D9%84-2237077
https://www.almasryalyoum.com/news/details/934089
https://www.elwatannews.com/news/details/225249
https://www.dostor.org/630626
Content created and supplied by: hebaomaar (via Opera News )
تعليقات