بدأت الحكايه عندما كنت فى زياره الى منزل جدى مع أبى وامى ، حيث كان جدى يسكن فى منزل العائله بااحدى الاقاليم البعيده ، وعندما قرر أبى الزواج من والدتى استقل بحياته بعيدا وسكن فى المدينه .
ولكن كنت كل فتره أذهب مع أبى وامى واخوتى إلى منزل جدى لنطمئن عليه ، وفى المناسبات مثل الاعياد وغيرها كانت العائله كلها تجتمع فى منزل جدى ، ونقضى الأعياد هناك مع أبناء العم والعمه ، وكانت هذه من الطقوس المقدسه داخل العائله .
وفى هذه الزياره ، كنت دائما الاحظ أن هناك غرفه مغلقه لاتفتحها العائله ابدا ، وكانت مغلقه بااحكام من الخارج ، وعندما سئلت جدى عن السبب ، قال لى أن هذه الغرفه ملعونه وكل من يدخلها يموت ، وحكى لى بعض الحكايات الغامضه عنها .
ولأننى كنت طفل فى ذلك الوقت فكنت اشعر بالخوف والرهبه ، وكانت تلك الحكايات تؤثر فى نفسي كثيرا .
ومرت الايام سريعا حتى وصلت سن الخامسه عشر عاما ، وفى تلك الأثناء تغيرت حياتى إلى الأبد ، حيث تعرض ابى وامى إلى حادث ، وكان نتيجه هذا الحادث أننى أصبحت يتيم الام والاب ، حيث فقدتهم الاثنين معا !!
وكانت صدمه بالغه لم اتحملها ، وأصبحت انا واختى الصغيره نعانى من فقدانهم ، ولكن جدى لم يتركنا وحدنا واخذنا انا واختى للعيش معه .
وبالرغم من حزن جدى الكبير على فقدان ابى وامى ، ولكنه كان انسان قوى العزيمه والاراده ، وكان يمتلك قوه تحمل كبيره ، لذلك كنت أحب جدى كثيرا وكنت أشاهده مثل الجبل لايمكن أن يهتز يوما .
ومرت الايام وانا واختى نعيش مع جدى فى سعاده ، وكان يحاول دائما أن يسعدنا ويلبى كل طلباتنا ، ولكن كان دائما يحذرنى من تلك الغرفه الملعونه !
ومع مرور الوقت كان تفكيرى يزيد نضجا ، لذلك كنت دائما اسئله عن السر الحقيقى خلف تلك الغرفه ، ولكنه قرر أن يخبرنى بعض التفاصيل .
فقال إن هذه الغرفه كان يستعملها كمخزن داخل البيت دائما ، وفى يوم من الايام قرر أن يغير نظام البيت قليلا ، فجعلها غرفه نوم ونقل المخزن فى مكان آخر ، وقال وفى الليله الاولى دخلت جدتى للنوم في هذه الغرفه ، وبعد قليل دخل جدى للنوم ، فوجد جدتى جثه هامدة !!
قال وتوقعت أن الأمر قضاء وقدر ، ولكن الغريب أن بعد وفاتها بعشره ايام فقط ، دخل عمى إلى النوم فى هذه الغرفه ، وعندما دخل ابى لكى يوقظه فوجده أيضا جثه هامدة !!
وأكمل جدى حديثه ، أن عمى كان فى هذا الوقت فى العشرين من العمر ولايعانى من اى مرض ، وقال ولكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد ، حيث بعدها بفتره قصيره جاء إلى زيارتى أحد الأصدقاء ، وكنت جعلت هذه الغرفه من أجل الضيوف فقط ، فنام صديقى هذه الليله فى تلك الغرفه ، ولكن الغريب أن فى الصباح وجدت صديقى جثه هامدة !!
لذلك علمت أن تلك الغرفه ملعونه وكل من يدخلها يموت ، وقال إن هناك اروح شريره تقتل كل من يدخلها ، لذلك اغلقتها منذ ذلك الوقت ولم افتحها ابدا .
وبالرغم مما حكى لى جدى ، فقد كنت أعلم غالبيه هذه الأحداث من والدى ، ولكنى لم اقتنع كثيرا بما قاله ، وكنت أريد أن اكتشف مايدور فى تلك الغرفه ، ولكن كان جدى دائما يحذرنى بعدم الاقتراب منها نهائيا .
ومرت السنوات حتى كنت فى السنه الاخيره من كليه الهندسه ، وبالرغم من مرور هذه السنوات ولكن كان عقلي دائما مشغول بهذه الغرفه ، حتى جاءت الفرصه مناسبه امامى ، فقد قرر جدى أن يسافر فى رحله حج .
وبالرغم من سعادتى من أجل جدى ، ولكنى كنت مشغول أكثر بهذه الغرفه ، وبالفعل سافر جدى إلى الحج وكان آخر شئ قاله لى ، أن أبتعد تماما عن تلك الغرفه ولا اقترب منها نهائيا .
وبعد سفر جدى للحج ، كانت الفرصه مناسبه من أجل اكتشاف السر الغامض فى هذه الغرفه ، ولكنى كنت فى نفس الوقت خائف كثيرا مما قاله جدى ، ولكن كان سلاحى الدائم هو العلم .
وفى اليوم التالى تحدثت مع أحد اصدقائى لكى يأتى معى لاكتشاف هذا السر ، ولذلك ارسلت اختى إلى منزل عمتى فى ذلك الوقت ، وذهبت انا وصديقى الى المنزل واقتربت من هذه الغرفه بحذر شديد .
وكان صديقى يقف بجانبى يترقب مايحدث ، وكنت افتح الباب فى ترقب وهدوء ، وبعد دقائق قليله فتحت الباب ودخلت أول خطواتى بحذر كبير ، وبسبب أن الغرفه مهجوره منذ سنوات كانت بها بعض الاتربه على محتوياتها من الداخل .
وكان كل شئ طبيعى للغايه داخل الغرفه ولايوجد شئ على الاطلاق ، وقضينا أكثر من نصف ساعه فى الداخل ولايوجد شئ ، ولكن بعد دقائق قليله بدأت أشعر بالاختناق الشديد ، وبدأ قلبي ينبض سريعا ، وكان صديقى أيضا على هذا الحال ، وكان وجه شديد الصفار !!
وحاولت الخروج لكنى لم أستطيع الحركه فسقطت ارضا ، وصديقى سقط بجانبى ، وبعد محاولات كبيره بدأت ازحف على الأرض وانا فى حاله انهيار تام ، حتى استطاعت الاقتراب من الباب ، ولكن صديقى كان استسلم ولم يتحرك !
وبعد دقيقه واحده من الخروج بدأت اعود الى نفسي تدريجيا فذهبت مسرعا وجلبت أحد الأشخاص من خارج المنزل ، ودخلنا مسرعين وحملنا صديقى الى المستشفى وكان فى النزاع الاخير .
وبعد عده محاولات طبيه عاد له الوعى ، ولكن كان حديث الأطباء انه تعرض إلى إستنشاق إحدى الغازات السامه وهى السبب فى هذه الحاله .
وكان هذا الأمر جيدا للبحث خلف مايحدث فى الغرفه ، لذلك لم نستسلم انا وصديقى وعدنا فى اليوم التالى إلى الغرفه ، ولكن هذه المره كان معنا اجهزه استنشاق ، وأيضا جهاز لقياس نقاء هواء الغرفه فى الداخل .
وبعد البحث اكتشفنا كارثه كبيره ، حيث وجدنا فى إحدى فتحه صغيره فى إحدى حوائط الغرفه يخرج منها غازات سامه إذا تعرض لها الإنسان لفتره من الوقت فهى كفيله أن تقتله ، وبعد بحث عميق اكتشفت أن جدى كان يستخدم بعض الكيماويات الغير مرخصة فى الزراعه ، وكان هناك مجارى تحت هذه الغرفه مباشره ، تسير مخلفات هذه الكيماويات إلى مياه المجارى ، وبالتالى كانت تصدر غازات سامه من بعض الثقوب الصغيره إلى داخل الغرفه .
وعندما عالجنا هذا الأمر ، أصبحت الغرفه خاليه من اى شئ ، وعندما عاد جدى من الحج أخبرته بما حدث ، وكان غير مقتنع بهذا الأمر ، حتى أثبت له صحه نظريتى ، وأن الأمر أصبح طبيعى .
ولحظتها كان جدى فى حاله انهيار تام ، بسبب أنه كان يستخدم هذه الكيماويات والتى تسببت فى النهايه فى قتل ثلاثه اشخاص ابرياء ، وفقد جدى زوجته وابنه أثر هذه الأفعال .
Content created and supplied by: mohamedmahfoz (via Opera News )
تعليقات