لا شك أن ملوك ورؤساء مصر السابقين كانت لهم هوايات بحكم أنهم ليسوا معزولين عن باقي البشرية، ومن حقهم أن يكون لهم متنفس آخر بعيدا عن أعباء الحكم ، يلجأون إليه في أوقات فراغهم ، ويحنون إليها في كل وقت للخروج من أزمات وويلات المسئوليات الملقاة على عاتقهم ، في هذه الأوقات يظهرون على حقيقتهم البشرية بعيدا على الرسميات ، فنراهم يخلعون عباءة الحكم الرسمية في أوقات الفراغ لممارسة تلك الهوايات المحببة إلى قلوبهم، وفي السطور القليلة القادمة سوف نرصد لكم أهم هوايات حكام في مصر على مدار السبعين سنة الماضية.

الملك فاروق

نبدأها بآخر ملوك مصر وآخر حكام الأسرة العلوية ، وهو الملك فاروق الأول والذي استمر حكمه مدة ست عشرة سنة إلى أن أطاح به تنظيم الضباط الأحرار في ثورة 23 يوليو وأجبره على التنازل عن العرش لابنه الطفل أحمد فؤاد والذي كان عمره حينها ستة شهور والذي ما لبث أن عزل في 18 يونيو 1953 بتحويل مصر من ملكية إلى جمهورية.

عُرف الملك فاروق بحبه الشديد للصيد فكان يفتتح سنوياً بنفسه موسم صيد البط في مصر، ونشرت إحدى الصحف في عهده أنه تمكن في أربع ساعات من صيد 344 بطة، فيما لم يتمكن سفير الهند آنذاك، والذي كان برفقته، من صيد سوى بطة واحدة.

عرف أيضا عن فاروق ولعه برياضة الشيش وركوب الخيل وقيادة السيارات ، وكان للملك فاروق غرام بجمع الكتب و المجلات القديمة و الحديثة ، و كان يفضل المجلات العلميه و الميكانيكيه او المتصله بعلوم الكيمياء او الاختراعات العصريه ، و يبذل عنايه خاصه بترتيبها بنفسه حيث يضع كل شيء في موضعه .

و كان الملك فاروق كذلك يحب جمع الحفريات من قواقع و غيرها مما لها علاقه بطبقات الأرض ، و كان له متحفا خاصا بها يرتبه بنفسه ، كما كان يدرس كل هذا دراسه دقيقه ، و لعل من أشهر هواياته جمع النقود القديمة و الأوراق المالية الأجنبية غير المتداولة ، هذا بخلاف ولعه بالصيد و تربية الكلاب ، كما انه كان مولعا منذ الصغر بحفظ الامثال العربيه و ابيات الشعر التي تميل إلى الحماس و الشجاعة و الفروسية ..

محمد نجيب

أما اللواء محمد نجيب أول رؤساء مصر بعد الثورة فقد أجرت بوابة أخبار اليوم حوارا مع محمد يوسف محمد نجيب حفيد أول رئيس لجمهورية مصر العربية ، والذي قال عن هوايات جده أنه كان صبورًا على الدنيا بأهوالها وعلى الناس بمواقفهم، ومداوم على تلاوة القرآن والصلاة، مما زاده صبرا وإيمانا، وكانت أهم هواياته المشى حول المنزل المعزول فيه يوميًا وسماع اسطوانات الموسيقى، والقراءة فى كل المجالات وبالأخص الشريعة والطب، الفلك، العلوم، بعدة لغات والأبرز ضمن هواياته كانت تربية الحيوانات خصوصا الكلاب والقطط، فقد وصل عددها خلال إقامته بقصر زينب الوكيل لما يتعدى لـ 150 كلبا وقطة، وكان حين يموت أحد الحيوانات يدفنه بنفسه فى حديقة القصر، ويمتنع عن الأكل طوال اليوم حزنًا عليه.

جمال عبدالناصر

وكان للرئيس جمال عبدالناصر هوايات عديدة من بينها القراءة ولعبة الشطرنج، كما عرف عن الرئيس عبد الناصر ممارسته لرياضتي التنس وتنس الطاولة «بينج بونج» .

كما عرف عن الزعيم الخالد حبه التصوير الفوتوغرافي ،حتى أنه كان دائماً ما يحمل الكاميرا الخاصة به فى رحلاته و جولاته الرسمية و غير الرسمية و لعلنا نتذكر جميعا صورته الشهيرة و هو يقوم بتصوير زوجته السيدة تحية و هما على شاطىء البحر.

أنور السادات

أما الرئيس أنور السادات فقد تنوعت هواياته ، حيث كان يرى فيها المتنفس الوحيد الذي يحرره من ضغط الحكم ، خصوصا أن فترة حكمه كانت صعبة في تاريخ مصر خاض فيها الحرب والسلام، فكانت هواياته تتعدد ما بين رياضتي المشي والسباحة.

كما كان يمارس اليوجا بشكل منتظم، فالسباح الماهر لابد وأن يتمتع بحب المغامرة و بالطبع كل من عاصروا السادات يدركون جيدا أنه كان مغامرا شجاعا و مراوغا محترفا و الدليل الكبير على المراوغة يتمثل فى خدعة حرب أكتوبر 1973، بينما تتمثل شجاعته فى قراراه الشجاع بزيارة القدس سنة 1977.

محمد حسني مبارك

أما الرئيس حسني مبارك فلا يخفى على الكثيرين ولعه برياضة الاسكواش ، حيث كان يمارسها في بعض الأحيان مع ضباط الحرس الجمهوري ممن يجيدونها أو مع بطل مصر السابق في الإسكواش أحمد برادة، والتى ظل يمارسها حتى طلب منه الأطباء التوقف عن ممارستها بسبب تقدمه فى السن ومعاناته من آلام الظهر.

كما التقطت له بعض الصور في دار الحرس الجمهوري وهو يمارس الرياضة في صالة الألعاب "الجيم" رفقة الدكتور مصطفى الفقي سكرتيره السابق للمعلومات.

عبدالفتاح السيسي

أما الرئيس عبدالفتاح السيسي، فمن الواضح أنه يعشق رياضة ركوب الدراجات ، كما كشفت السيدة انتصار السيسي في حوارها الأخير مع الفنانة إسعاد يونس ولع زوجها برياضة المشي في الصباح الباكر ، كما يحرص الرئيس السيسي بين فترة وأخرى أن يتريض مع طلاب الكلية الحربية في الفجر ،و هى رياضة تعبر عن شجاعة صاحبها و عشقه للتجول بحرية و ببساطة بهدف التعرف عن قرب على الناس و مشاكلهم و التأكيد على وجوده وسط شعبه العاشق له و التأكيد أيضا على التواصل مع الأجيال الشابة.