يزخر القرآن الكريم بالعديد من قصص الأمم والأقوام السابقين ، ومن هذه الأمم والأقوام الكافر الفاسد ، ومنهم المؤمن الصالح ، وعلى المرء المسلم أن يتدبر و يتأمل هذه القصص حتى يستخلص العبر والمواعظ ويزداد قلبه إيمانا ويقيناً .
وقد عرض القرآن الكريم الكثير من قصص الصالحين ومن أهم هذه القصص قصة سيدنا الخضر عليه السلام التي ذكرها الحق تبارك وتعالى في سورة الكهف .
وقد ذهب العلماء والفقهاء ورجال الدين في شخصية سيدنا الخضر عدة مذاهب ، فمنهم من قطع بأنه نبي مرسل من الله سبحانه وتعالى ، ومنهم من رأى أنه عبد صالح آتاه الله سبحانه وتعالى العلم الواسع .
ومن رأى من العلماء والفقهاء أنه نبي مرسل من عند الله استدل على ذلك بقول رب العباد على لسان سيدنا الخضر في سورة الكهف : " وما فعلته عن أمري " فمعنى الآية يشير إلى أن تصرفه لم يكن من أمره وإنما وحيا من عند الله فذهبوا لذلك إلى أنه نبي مرسل .
ووفقاً لما جاء في كتاب ( البداية والنهاية ) لابن كثير عن سيدنا الخضر ، أن سيدنا موسى عليه السلام قصد سيدنا الخضر ليتلقى منه العلم النافع وقد اختلف العلماء في نبوة ونسب واسم سيدنا الخضر الحقيقي .
وقد ذكر العلماء سبب تسمية سيدنا الخضر بهذا الاسم حيث يعود سبب التسمية إلى حديث للإمام البخاري يقول النبي عليه الصلاة والسلام فيه: «إن الخضر إنما سمى خضراً لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز تحته خضراء» والفروة هي «الأرض اليابسة».
وقد ذهب الباحث " وليد فكري " في كتابه " أساطير مقدسة " إلى أن البعض ذهب إلى أن سيدنا الخضر ممن آمنوا بنبي الله إبراهيم عليه السلام ، وقيل أيضاً أنه حفيد سيدنا آدم مباشرةً .
وفي كتاب "عرائس المجالس للثعالبي" فإن الخضر ابن ملك عادل لكن أباه وقومه لم يكونوا يعبدون الله، وكان اسمه الحقيقي قبل حمل لقب الخضر، هو بليا بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح، وكان آنذاك فتى وحيد أبيه، فأراد الأب أن يزوج ابنه لينجب ابنا ويستمر الملك في نسله، ولكن الابن كان عازفا عن الزواج زاهدا فى الحكم راغبا فى أن يتفرغ لعبادة الله.
وألح الأب فى تزويج ابنه، وبالفعل زوجه ابنة أحد الملوك فلما اختلى بها الابن قال لها "إنى رجل مسلم لست على دين أبى، إني عارض عليك أمرا فاكتمى سرى لتنالى النجاة فى الدنيا والآخرة، ولا تفشيه فتهلكى في الدنيا والآخرة، إما أن تتركينى أتفرغ للعبادة وتتابعينى على دينى، وإما أن أرسلك إلى أهلك" فاختارت متابعته على دينه وتركه يتفرغ لعبادة ربه وكتمت سره.
وقال أبو جعفر الطبري: "وكان الخضر في أيام أفريدون الملك بن الضحاك في قول عامة علماء أهل الكتاب الأول، وقيل: موسى بن عمران (عليهما السلام) وقيل: إنه كان على مقدمة ذي القرنين الأكبر الذي كان على أيام إبراهيم الخليل
إذن فليس هناك رأي قاطع يمكن الاطمئنان عليه حول حقيقة كون سيدنا الخضر نبي مرسل من الله سبحانه وتعالى أو ولي من أولياء الله الصالحين ، ولكن الثابت قطعياً بنص القرآن الكريم أنه كان عبدا صالحا آتاه الله سبحانه وتعالى العلم الواسع من عنده .
أما بالنسبة لرأي بعض العلماء الذين ذهبوا إلى أن سيدنا الخضر حي حتى الآن ولم يمت فإن هذا الرأي ليس عليه أي دليل وقاطع ، وإنكار الثابت بنص القرآن الكريم أنه لا أحد خلد في الدنيا ، حيث يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز : '" وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ ۖ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ" وفي النهاية ندعو الله سبحانه وتعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا .
https://www.elbalad.news/4320531
https://m.youm7.com/story/2020/4/30/%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B6%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9%86%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%84%D9%81%D9%88%D8%A7-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%AA%D9%87-%D9%88%D9%86%D8%A8%D9%88%D8%A1%D8%AA%D9%87-%D9%85%D8%A4%D8%B1%D8%AE%D9%88%D9%86/4749526
https://www.elbalad.news/2091098
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/16992/%D9%82%D9%88%D9%84-%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B6%D8%B1
https://fatwa.islamonline.net/3056
https://sotor.com/%D9%86%D8%A8%D8%B0%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B6%D8%B1/
Content created and supplied by: Kokymodo (via Opera News )
تعليقات
[email protected]
02-17 23:39:41ب
[email protected]
02-17 23:38:46ت
[email protected]
02-18 00:08:13تم