هو أحد أشهر الأصوات بالإذاعة خلال النصف الثانى من القرن العشرين، وساهم فى نهضة الإذاعة المصرية عقب ثورة 23 يوليو 1952، وكان صاحب فكرة حفلات أضواء المدينة التى أخرجت كبار المطربين بالخمسينيات والستينيات ، كما أن صوته ارتبط بالزعيم جمال عبدالناصر، وذلك من خلال خطاباته التى كان يقدمها انه الإذاعي الشهير جلال معوض الذى نتاول بعض المواقف من حياته.
الإذاعي الشهير ارتبط أيضا بتقديمه حفلات أم كلثوم، حيث كان يسافر معها من أجل تقديمها بالحفلات الخارجية، وأشهر تلك الحفلات حفلتا باريس على مسرح "أولمبيا" نوفمبر 1967، وخلال الحفلة الأولى وقعت أزمة بسبب طلب مدير المسرح منع جلال معوض من تقديم أم كلثوم ، حيث كان يذكر النضال فى سبيل تحرير فلسطين، إذ يقول : " اليوم تشدو كوكب الشرق من عاصمة النور باريس، وغدا بإذن الله تشدو من القدس المحررة" ، وفق ما جاء فى مذكرات الكاتب محمد سلماوى الذى كان حاضرا فى الاتفاق على هذه الحفلات مع أم كلثوم بالقاهرة، وحضر معها فى باريس.
سلماوى اكد أن أم كلثوم ردت على صاحب المسرح بأنها هى التى طلبت ذلك منه ، وهددت بعدم استكمال الحفل، والتفتت إلى فرقتها الموسيقية قائلة: «لموا الآلات يا ولاد»، فاضطر صاحب المسرح إلى الاستسلام.
إنما الحقيقة عكس ذلك فلم تُملِ أم كلثوم على معوض كلامه بباريس، أو حفل آخر قدمه لها، وإنما كان يذكر قناعاته التى عاش لها، ورأى فى «عبدالناصر» رمزها، ولهذا أصيب باكتئاب حاد بعد وفاته.
فقد تبين للرئيس الراحل أنور السادات تغيب المذيع الشهير ، وامتناعه عن دخول الإذاعة وكذلك تقديم أي احتفالات، حزنا على رحيل جمال عبدالناصر، فطلبه ليقدمه فى إحدى خطبه كما كان يفعل مع عبدالناصر، فلبى «معوض»، لكن حدث ما لم يحمد عقباه، ودفع الثمن حتى وافته المنية وذلك وفق رواية معوض للكاتب الصحفى كمال القاضى.
فقد تعايش معوض مع أحزانه، حتى حلت الواقعة التى رواها هو لكمال القاضى قبل رحيله ب ٥ سنوات، حكي القاضي فيقول: " الرئيس السادات استدعاه ليقدمه فى خطاب له، فلبى مرغما، ووقف الإذاعى الحزين أمام الميكرفون متحشرج الصوت، وقال بملء فمه حين لمح السادات يدخل قاعة احتفالات مجلس الأمة جملته الشهيرة التى جلبت له كل الويلات: " يدخل الآن القاعة الرئيس جمال عبدالناصر"، يضيف:"فانقلبت الدنيا رأسا على عقب، رغم أنه تدارك الأمر سريعا، وصحح الخطأ، ولكن لم يفلح التصحيح، فعند ذهابه إلى مكتبه أخبروه أنه فى إجازة مفتوحة».
زوجته الفنانة ليلى فوزى صرحت لجريدة "البيان" الإماراتية أنه حين توفى جمال عبدالناصر ظل معوض يبكى كالأطفال، فقد كان عاطفيا ، فحينما يحب أحدا يحبه بكل إخلاص، وكان حين يتحدث عن أحد يظهر ذلك بصوته حين يحب أو يحزن فهو أخبرني أنه لم يبك والده فى وفاته مثلما بكى على الزعيم عبدالناصر".
وفي مقاله تحدث الكاتب الصحفى إبراهيم عبدالعزيز، بجريدة الدستور عام ٢٠١٨ أن معوض أخبره واشترط عليه ألا ينشر ما يقوله، أنه أحب جمال عبدالناصر ، فلم يتصور يوما أن يقدم حفلا أو مؤتمرا لرئيس غير ناصر ، فقد كانت صدمته فادحة وخسارته لا تعوض حين رحل الزعيم حبيبه، فانتكس على نفسه، وأحس أنه غير قادر على تقديم الرئيس الجديد ككبير للمذيعين، بالرغم من الصداقة القديمة مع السادات قبل الثورة، فقد جمعهما سجن واحد بالمعتقل لمدة 3 أشهر، إثر قيام معوض بتمزيق صورة الملك فاروق كما أنه دهسها بقدميه حين كان طالبا بالجامعة.
فى رواية أخرى لإبراهيم عبدالعزيز، يذكرها الإذاعى فهمى عمر، أن بعض النفوس الضعيفة أوغروا صدر المسؤولين، وقالوا عن معوض كلاما عجيبا خلال التحقيقات حول أحداث "15 مايو 1971"، أدت لإحالته إلى المعاش، وعمره 41 عاما.
ونقل "عبدالعزيز" عن وزير الإعلام حينذاك د. عبدالقادر حاتم ، أن ادعي أحدهم على جلال معوض ، وزعم أنه فى فناء مبنى الإذاعة والتليفزيون قال : "الرجل الأسود لا نريده أن يحكمنا"، وحين علم السادات طلب استبعاده من الإذاعة.
المصدر
https://m.youm7.com/story/2021/3/5/%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D9%8A%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%B0%D8%A7%D8%AA-%D9%8A%D9%88%D9%85-5-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3-1997-%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B0%D8%A7%D8%B9%D9%89/5233570
https://gate.ahram.org.eg/daily/News/202094/9/564027/%D8%A5%D8%B0%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D9%88%D8%AA%D9%84%D9%8A%D9%81%D8%B2%D9%8A%D9%88%D9%86/%D8%AC%D9%84%D8%A7%D9%84-%D9%85%D8%B9%D9%88%D8%B6%E2%80%AB%E2%80%AC-%D8%B5%D8%A7%D8%AD%D8%A8-%D9%81%D9%83%D8%B1%D8%A9-%D8%AD%D9%81%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D8%B6%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9.aspx
Content created and supplied by: عبدالفتاح2020 (via Opera News )
تعليقات
عبدالفتاح2020
03-30 04:48:52الله يرحمه ويسامحه
Mohemedsalah
03-30 11:24:54رحم الله الذعيم جمال عبد الناصر حبيب الفقراء قبل الأغنياء