من أمثالنا الشعبية واحد يقول : "فاكرة نفسها السفيرة عزيزة".. والذي يطلق على كل سيدة "متدلعة" تعتز بنفسها وتتعامل مع الآخرين بطريقة فيها كبرياء زائد، يصل إلى حد الغرور في نظر من حولها، وما انتشار هذا المثل أصبح الأمر يمثل تقليلاً من شأن "السفيرة عزيزة" ليصبح من الأهمية أن نعرف : من هي السفيرة عزيزة الحقيقية ؟
أبو عزيزة سر نجاحها
"السفيرة عزيزة" التي يضرب بها المثل في الكبرياء الذي يصل حد الغرور، هي سيدة تعد مصدر فخر لمصر كلها والمصريين، حيث حققت نجاح عظيم، وسر نجاحها يكمن في والدها الطبيب سيد شكري، ابن مدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية، الذي أصيبت زوجته بمرض جعلها غير قادرة على رعاية أولادها الخمسة، ليكون لهم الأب والأم، وتقوم هي بمساعدته في رعاية إخوتها الصغار، إلا أن والدها لم يكن كأي أب، ولم يفكر في راحته بل في نجاحها.
كانت "عزيزة" طالبة مجتهدة ومتفوقة، لذا كان والدها حريص كل الحرص على استكمال دراستها ومتابعة نجاحها في المجال العلمي، وقرر أن تدخل الجامعة الأمريكية، عام 1938 وهو توقيت مبكر للغاية كانت مصر مازالت تشهد سيطرة لأفكار تقليدية تقيد تعليم المرأة ومشاركتها في العمل والجتمع، وكانت الجامعة الأمريكية كذلك مكان خاص للصفوة من أبناء رجال الدولة والعائلات الراقية ولم يكن يدخلها البسطاء.
سر لقب "السفيرة عزيزة"
تخرجت "عزيزة" من الجامعة لتبدأ مسيرة من العمل المجتمعي والخيري كمتطوعة، ثم تزوجها أحمد حسين باشا، لتشاركه اهتمامته في العمل المجتمعي، والكفاح من أجل الفئات المهضومة وخاصة الفلاحين، من خلال البحث عن فرص اسعادهم وتوفير متطلباتهم وحل مشاكلهم ليستطيعوا العمل وزيادة الإنتاج، لتسافر خارج مصر قبل اندلاع ثورة 23 يوليو 1952 بساعات قليلة مع زوجها لإلقاء محاضرات في عدد من بلدان العالم كأول محاضرة إمراة من جنسية عربية لتواجه تحديات عديدة وتنتصر عليها، وكانت أول من تحدث عن قضايا تنظيم الأسرة وانشاء حضانات في الريف لرعاية الأطفال وتعليمهم.
عادت "عزيزة" من الخارج مع زوجها بعد الثورة، لتواصل مسيرة النضال من اجل تحسين المجتمع، وتم تعيين زوجها وزير للشئون الاجتماعية، وكان شديد القرب من الرئيس جمال عبد الناصر هو وزوجته، وفي عام 1954 حدثت الواقعة التي لم تتصورها "عزيزة" يوماً والحدث الذي أثار سعادتها وفخر المصريين، حين سافرت عام 1954 ضمن وفد مصري لدى الأمم المتحدة، لتكون أول سيدة عربية تمثل مصر، وتقوم بدور هام هي وزوجها في دعم الشعب الأمريكي لقضايا الأمة المصرية والشعب المصري في هذا التوقيت الحاسم.
"السفيرة عزيزة" التي نعرفها
اسم "السفيرة عزيزة" يرتبط أيضاً في أذهان المصريين بأمور أخرى، من أبرزها فيلم هام في السينما المصرية، أحد الأفلام الشعبية الرائعة، فيلم "السفيرة عزيزة" وهو أبيص وأشود، ويعود لعام 1961 وقدم بطولته الفنان شكري سرحان، وسعاد حسني، وكتبه أمين يوسف غراب، وأخرجه طلبة رضوان، ويتناول شخصية فتاة جميلة بنت الحارة تسعى لمواجهة زوجها لشقيقها الجشع الذي يخفي نواياه وتهمه المظاهر.
صورة أخرى لتخليد اسم السفيرة عزيزة، كان برنامج يتم تقديمه على قناة دي ام سي باسم "السفيرة عزيزة" وهو برنامج مهتم بقضايا المرأة وشئونها واهتماماتها، وتقدمه 6 اعلاميات هم : سناء منصور، وجاسمين طه زكي، ونهى عبد العزيز، وشيرين عفت، وسالي شاهين، ورضوى حسن.
تخليد اسم "السفيرة عزيزة" أمر هام للغاية كي نعلم تاريخ وطننا وانجازات الشخصيات العظيمة التي تضيف لوطننا، ففي الوقت الذي كانت المرأة في بلدان ممنوعة من كل شيء، كانت المرأة المصرية تمثل بلدها وتحاضر في الخارج، وتدخل الأمم المتحدة لترفع اسم وطنها والمرأة العربية عالياً
من منا لا تريد أن تكون السفيرة عزيزة ؟
المصادر :
https://www.elmogaz.com/617519
https://dmc.com.eg/el-safira-aziza/
Content created and supplied by: Ahmed.Tawfik (via Opera News )
تعليقات
هاشتاج
02-14 07:48:46والدها راجل بمعنى الكلمة
الزملكهاوي
02-14 07:50:26حاجة تشرف
GehanKhalaf
02-14 01:20:07اللهم ارحمها واعفوا عنها واسكنها فسيح جناته ،معلومة جديدة وخاصة انا من ميت غمر