حيوان الجمل من عائلة الثدييات، يمتلك جسماً كبيراً يكسوه الوبر وأربعة أرجل طوال، وميز الله تعالى حيوان الجمل عن سائر الحيوانات بأن جعل ظهره مُحدب ويُطلق عليه (سنم الجمل) أو السنام. وإذا نظرنا إلى وجه الجمل فسنجده يمتلك صفين من الروموش الكثيفة والطويلة، بالإضافة لامتلاكة جفنين آخرين وراء الجفنين الخارجين حتى يحمي عينيه من الرمال.
ومنذ القِدم قام الانسان باستخدام الجمل كوسيلة للتنقل، وذلك لقدرة الجمل الكبيرة على تحمل الظروف الصعبة، وتكيفه السريع على التقلبات المناخية، فسبحان الله العلي العظيم الذي خلق لنا الدواب والأنعام والإبل وخلق لنا فيهم منافع كثيرة.
ومن المُميزات التي حباها الله تعالى للجمال، هي أنه يتمكن من الإغلاق الكامل للأنف وقت هبوب الرياح والأتربة والعواصف عند سيره في الصحراء، وتتمتع الإبل بقدرات عالية على التكيف مع الظروف المحيطة، وبذلك يتميز عن سائر الحيوانات الأخرى، وهو ما جعلنا نطلق عليه لقب "سفينة الصحراء".
ومن خلال هذا المقال المُمتع سوف نتعرف معاً على شيئاً هاماً ومُدهشاً للغاية، ونُجيب على تساؤل لماذا دعا الله عباده من التدبر والنظر إلى الإبل كيف خُلقت وتأمل كيفية خلقه.
الاعجاز في خلق الإبل
مٌنذ قروناً عديدة في الزمن البعيد، يقوم الجمل بخدمة الانسان في أموراً عديدة، مما ساهم في اطلاق لقب سفينة الصحراء على ذلك الحيوان الذي حباه الله مميزات عديدة، واذا أمعنا النظر فسنجد أن الجمل من الكائنات القليلة كبيرة الحجم التي تستطيع أن تعيش في الصحاري وتتحمل انعدام توفر المأكل والمشرب.
وإذا تأملنا قليلاً ونظرنا إلى الجمال وكيفية خلقها، فسوف نجد أن كل تفصيلة من تفاصيل خلق الجمل مُعجزة آلهية، قال الله تعالى في كتابه الكريم: "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت" سورة الغاشية. واختص الله سبحانه وتعالى الإبل على وجه التحديد عن باقي المخلوقات الأخرى.
التدبر في خلقه
ومن الإعجاز في تلك الآية الكريمة من سورة الغاشية، فدعاء الله عباده النظر إلى خلق الإبل، يسبق دعودته سبحانه وتعالى لنا للتأمل في خلق السموات السبعة ورفعها، ويسبق أيضاً الجبال وكيف نصبها الله على الأرض، ويسبق أيضاً تسطيح الأرض وتمهيدها للعيش عليها.
اذا تدبرنا في خلق الإبل، ونظرنا وتمعنى النظر في شكل جسمه الخارجي، فأول ما يلفت نظرنا هو كيف تشكل جسمه الذي يختلف كل الإختلاف عن سائر الحيوانات الأخرى، ولا يخلو تكوين جسم الجمل من آيات الله ومعجزاته، ولذلك قد دعانا الله للتدبر والتأمل في جمال صُنعه وأن نأخذ الوقت الكافي لفهم واستيعاب قدرات الخالق جل وعلا.
أذن الإبل
يمتلك الجمل اذنين صغيرتين الحجم وبروزهما قليل نوعاً ما، ويغطي الوبر أذنين الجمل من كافة الجوانب، وذلك حتى يحميها من تعرضها للرمال والأتربة حال العواصف والرياح، كما أن أذنين الإبل تمتلكان القدر على الإنثناء للخلف، وأن تلتصق برأسه وقت التعرض للعواصف والرياح والأتربة والرمال.
أنف الإبل
يتميز أنف الجمل والذي يقع في مقدمة رأسه، بأن له شكل خاص جداً، حيث نجد أن أنف الجمل عبارة عن شقين أي فتحتين صغيرتين تقعان فوق الفم مباشرة، ويحيطهم الشغر الكثيف، وفتحتين الأنف تحفهم حافة لحمية وهي تساعد الجمل على إغلاق فتحات أنفه وقت التعرض للعواصف والرياح في الصحراء. حتى لا يدخل التراب والرمال الأنف ويتسبب في أضرار صحية للجمل. وبذلك يحمي الجمل رئتيه من الميكروبات الدقيقة ويحافظ على صحتها.
عينين الإبل
يمتلك الإبل عينين واسعتين، ويمتلك رموشاً مكونة من طبقتين، وفي بعض الأوقات يستطيع الجمل أن يقوم بإدخال إحدى الجفون داخل الأخرى، كوسيلة تلقائية لحماية العينين من التعرض للرمال والأتربة في الصحراء، وخاصة عند تعرضه أثناء سيرة لموجات الرياح والعواصف الشديدة.
ذيل الإبل
يمتلك الجمل ذيلاً طويلاً نوعاً ما، وفي مؤخرة الذيل يوجد شعر كثيف، ووظيفة الشعر الكثيف في مؤخرة ذيل الجمل هي حماية الأعضاء الخلفية وسدها مؤقتاً حماية له، ولمساعدته في عدم التصاق التراب والرمال بها، وبذلك لم يتعرض الجمل للضيق بسبب انسداد اعضاءه الخلفية.
أرجُل الإبل
الجمل بطبيعة الحال يمتلك أربعة أرجل، جميعهم يتميزون بالطول، والسبب في طول أرجل الجمل هو مساعدته على رفع جسمه الثقيل، وطول سيقان الجمل تعمل على مساعدته في أن تكون خطوته كبيرة ومُتسعة، كما تساعده على خفة خطواته، وأقدم الجمل مُغلفة بجلد غليظ جداً وقوي لحمايتة من الصخور العالقة بالأرض، كما تمتلك أيضاً أقدامه وسادة لينة عريضة تساعد الجمل على السير على الرمال الناعمة، وهي ميزة يختص الله به الجمل عن سائر الدواب الأخرى.
عُنق الإبل
يعتبر الجمل من الحيوانات ذات العُنق الطويل، والحكمة في طول عنق الجمل هو مساعدته على الانحناء لتناول الطعام من الأرض وتناول الأعشاب، ويساعد طول عنق الجمل في القدرة على قضم اوراق الأشجار والأوراق الخضراء الملقاه على أرض الصحراء عند مصادفتها أثناء السير، وكلما زاد طول وارتفاع عنق الجمل، فإن ذلك يساعده على الإرتقاء والوقوف.
معدة الإبل
من أهم المميزات التي حباها الله تعالى للجمل، هو امتلاكه جهاز هضمي قوياً للغاية، مكوناً من أربعة أوجه بحيث يستطيع هضم أي شيء مهما كان، ولمساعدته أيضاً واعطاءه القدرة على الاحتفاظ بالماء في المعدة لمدة طويلة، وهو ما يجعله يتحمل العطش والجوع لمدة قد تصل لأيام.
سفينة الصحراء
اذا أمعنا النظر في لقب سفينة الصحراء، فسنجد أن حيوان الجمل هو الحيوان الأجدر والأحق بنيل ذلك اللقب، ففي بعض الأماكن القاحلة والبدائية لا تزال الجمال هي الوسيلة الأمثل للتنقل في الصحراء، وقد تستطيع القافلة الكاملة من الإبل والتي تحمل زاد ومتاع أيضاً، أن تقوم بقطع مسافة كبيرة في عرض الصحراء قد تصل إلى 50 كيلو متر يومياً.
ميزة لا تُنافس
وبالرغم من التطور التكنولوجي الهائل الذي نعيشه الآن، إلا أن أعتى شركات تصنيع السيارات لم تتمكن حتى يومنا هذا من صناعة سيارة تكنولوجية حديثة تُضاهي قدرة الجمال على السير في دروب الصحراء الوعرة والغير مُمهدة لسير السيارات بها، وحتى أقوى سيارات الدفع الرباعي المُصنعة خصيصاً للسير في الصحراء، لا تتمكن من السير في بعض الأماكن التي يتمكن الجمل من السير فيها بسهولة.
وحتى إن تمكنت شركات السيارات العالمية من صنع سيارة تنافس قدرة الجمل في السير في الطرق الغير معبدة بالصحراء، فهل ستتمكن من منافسة الجمل في المسافة التي يمكنه قطعها سيراً في الصحراء يومياً؟
تنظيم الحرارة
ومن مميزات الجمل الرائعة هي أنه بسبب قدرته على التكيف مع العيش في الظروف الصحراوية، فإن الجمل لا يوقم بافراز كمية كبيرة من العرق إلا إذا لزم الأمر ذلك، مع الاخذ في الاعتبار تغير درجة الحرارة ليلا ونهارا في ظل ظروف الصحراء.
ويتميز جسم الجمل أيضاً بأنه مغطى بزغب ووبر كثيف، ويعزل الوبر الحرارة عن الوصول إلى الجلد تحته، ويمكن لجهاز التحكم في درجة الحرارة في الجمل أن يعمل على إيصال الفرق في درجات الحرارة إلى حوالي سبع درجات دون التسبب في ضرر له.
درجة حرارة الجمل
ولأن درجة حرارة الجمل تتراوح ما بين 34 إلى 41 درجة عادة، فإن الجمل لا يضطر للتعرق حتى تتجاوز درجة حرارة جسمه 41 درجة، وهي غالباً ماتكون في فترة الظهيرة وتكون لمدة قصيرة جدًا.
وفي المساء، يفرز الجمل ما تبقى من حرارة جسمه والتي احتفظ بها من خلال الإشعاع الشمسي، في هواء الليل البارد دون أن يفقد قطرة واحدة من الماء. وهذه الآلية وحدها تسمح للجمل بحمل 5 لترات من الماء.
ننتظر تعليقاتكم ومشاركتكم معنا عن المعلومات التي تعرفونها عن الإبل حتى نتشارك جميعاً وتعم الفائدة، كما نرجو منكم حال عجبكم ذلك المقال، أن تقترحوا لنا مواضيعاً لنناقشها لنكون سلسلة كاملة من المقالات حول إعجازات الخالق عز وجل.
المصادر:
Content created and supplied by: AmalDayem (via Opera News )
تعليقات
GUEST_nDjppo3Mw
02-16 21:36:09سبحان الله العظيم
GUEST_dbVAR26Mw
02-17 11:10:23سبحان الخلاق العظيم تبارك الله فيما خلق خلق فابدع كل شئ عنده بقدر لا إله إلا هو الحي القيوم مالك الملك الخلاق البديع القادر اللطيف الخبير الهم ارفع الوباء و البلاء يا رب العالمين انك القادر على كل شيء بيدك الخير يا رب العالمين
GUEST_2mr51dqw4
02-16 20:05:43سبحان الله العظيم رب العرش العظيم