تمر اليوم ذكرى ميلاد الملك فاروق الذى ولد فى 11 فبراير من عام 1920 ، وبذلك تمر 101 عام بالتمام والكمال على ميلاد الملك الأخير الذى استقبله الشعراء بالمديح، سواء يوم ميلاده أو حتى يوم توليه عرش الملك فى عام 1936.
في ليلة الأربعاء الموافق11 فبراير عام 1920 ، وبينما كان سلطان مصر حينها فؤاد الأول ، متواجدا في سراي قصر عابدين ، حتى فوجئ بطبيبه الخاص د. محمد باشا شاهين يدخل عليه مكتبه دون استئذان ، وهو أمر لو تعلمون عظيم في البلاط السلطاني حينها ، إلا أن ثقة الطبيب السلطاني الخاص كانت في محلها ، لأنه كان يعلم أنه سوف يأمن غضب سلطانه ، ولما لا وهو يحمل له البشارة التي طالما انتظرها ، ويتمناها ، فباغته الطبيب قائلا : "ولد يا مولانا السلطان .. ذكر" .
لم يصدق فؤاد الأول وأراد أن يتأكد بنفسه من هذة البشارة السعيدة ، فهرول إلى غرفة زوجته السلطانة نازلي أم المولود الجديد ، ولما شاهد مولوده عاد لحجرة مكتبه ليجد رجال القصر وقد التفوا حوله لينعموا بالعطايا السلطانية بعد قدوم ولي عهده ، وكان منهم طبيبه الدكتور محمد شاهين باشا ومحمود باشا شكري رئيس الديوان ،و معهم ناظر الخاصة والضابط والياوران و التشريفاتي النوبتجي ،وقد أخذوا يقبلون يد السلطان فؤاد و يقدمون له التهنئة الحارة و هو يقول لهم : "هذا اليوم أسعد أيام حياتي" .
وما أن أفاق السلطان فؤاد من لحظات الفرحة الغامرة حتى بدأ في منح العطايا والهدايا لمن حوله في تلك الساعة المشهودة في حياة السلطان ، فقد أمر في الحال بمنح الدكتور محمد شاهين باشا طبيبه الخاص ألف جنيه ذهبية لأنه أول من حمل له هذه البشرى العظيمة كما أهدى رئيس الديوان ساعة ثمينة ومعها شال من الكشمير وأعطى باقي رجال الحاشية هدايا أخرى أما صغار موظفي القصر فقد تقرر منحهم شهر كامل ..
وقتها وصل كرم السلطان حدا لم يصله من قبل ولن يدركه من بعد ، فأصاب وقتها بسطاء الناس من عامة الشعب المصري نفحة من كرم السلطان فؤاد في تلك اللحظات حيث أراد أن يجعل من ميلاد الأمير فاروق يوم سعد على المصريين ليتفاءلوا بالمولود الجديد فأمر بتوزيع عشرة آلاف جنيه من ماله الخاص على فقراء المصريين ومنح 1600 جنيه هبة للجمعيات الخيرية و ذبح 800 رأس من الغنم لتوزيعها على الفقراء والمساكين .
بعدها صدر بلاغ سلطاني يعلن فيه مجلس الوزراء عن ميلاد الأمير فاروق في قصر عابدين، فانتشر الفرح في البلاد وأطلقت 21 إطلاقة مدفع، ومنح موظفو الحكومة والبنوك إجازة، وجرى العفو عن بعض المسجونين، ووزعت الصدقات على الفقراء، وأصبح فاروق وليا للعهد وهو صغير السن، وأطلق عليه الملك فؤاد لقب «أمير الصعيد» في 12 ديسمبر 1933.
المصادر
Content created and supplied by: Hadeel_Abdelrahim (via Opera News )
تعليقات