اصحاب الكهف هي قصة دينية، وردت في الكتاب المقدس والقرأن الكريم، تتلخص في حكاية لأحد لفتية من "الروم"، وتتضمن الكثير من العبر والعظات الى كل مسلم يسمع بتلك القصة الشيقة، حيث جاءت تفاصيلها في سورة "الكهف"، التي تحمل نفس أسم القصة، التي كان أبطالها هم فتية أمنوا بربهم في وقت كان قومهم يعبدون الأصنام، وينشرون في الأرض الفساد، وعلى الرغم من ان القرأن لم يحدد مكانهم أو حتى عددهم، إلا ان بعض المؤرخين أجتهدوا من اجل الوصول الى موقع ومكان القصة التي تدور أحداثها في عهد ملك يدعى "دقيوس"، ويقال "دقيانوس"، يحكم مدينة للروم تسمى "أفسوس"، وإليك تفاصيل القصة.
من هم أصحاب "الكهف"
ورد ذكر قصة أصحاب الكهف في القرأن وفي الكتاب المقدس، حيث جاءت في الأخير تحت مسمى "السبعة النائمين"، وسماهم بأسماء هم:" مكسيميليانوس، أكساكوستوديانوس، يامبليكيوس، مرتينيانوس، ديونيسيوس، أنطونينوس، وقسطنطينوس"، بينما لم تختلف كثيراً القصة التي ذكرت في القرأن، ولكن والذي لم يذكر العدد بالتحديد، من أجل ان يركز المسلم على الموعظة من سرد أحداث القصة فقط، ولا يتطرق الى أمور أخرى، كما جاء في سورة الكهف : "21) سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّى أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22)".
قصة أصحاب "الكهف"
تتلخص قصة أصحاب "الكهف"، حول عدد من الفتية، كانو يعيشون في إحدى قرى الروم وتدعى "أفسوس"، مالكها "ديقيانوس"، واهلها كانوا يعبدون "الأوثان"، ولكن هؤلاء الفتية التي تدور القصة حولهم هداهم الله لعبادته، في ظل ان قومهم كانوا لايتحملون ان يكفر أحد بألهتهم، وينكلوا بكل من يمسها بسوء حتى من لا يقيم شعائرهم لم يسلم من بطشهم، بينما رسخ الله الإيمان في قلوب عدد من الفتية، في ظل تفشي "الكفر" في قريتهم، وعلى الرغم من ان هؤلاء الفتية لم يكونوا رسل، ولكن حاولوا جاهدين ان يهدوا قومهم، ومع تزايد الخناق عليهم تركوا القرية للنجاة بأنفسهم وبدينهم، عن طريق الهجرة الى مكان أمن يتفرغون فيه لعبادة الله فقط، فقصدوا "كهف"، ضيق من أجل ان يقيموا فيه شعائرهم الدينية، بعيداً عن ضلال قريتهم.
معجزة أصحاب "الكهف"
بعد خروج الفتية من قريتهم، مصطحبين معهم كلبهم، دخلوا الى "كهف" مظلم، بينما جلس "كلبهم"، على باب ذلك "الكهف"، من أجل حراستهم، وهنا حدثت معجزة الله، لتبقى سيرتهم عطرة ومخلدة في "القرأن" الى يومنا هذا، حيث نام الفتية ثلاثمائة وتسع سنوات دون إنقطاع، لاسيما وان تلك المدة كانت الشمس تشرق عن يمين "الكهف"، وتغرب عن شماله، وبذلك لم يصابوا بأشعتها في أول أو أخر النهار.
حفظ أجسامهم من التلف
كما أن من معجزات الله سبحانه وتعالى، انهم كانوا يتقلبون اثناء نومهم، حتى لا تتأثر أجسادهم، من عوامل السكون، كما ان الله جعل النظر إليهم يرعب، حتى لا يتعرض لهم أحد، وبعد أكثر من مرور ثلاثمائة عام، إستيقظوا من ثباتهم، ولكنهم فقدوا العامل الزمني، ولم يدركوا كم من الوقت مر على نومهم، وهو ما جعل بعضهم يقول لبثنا يوماً أو بعض يوم، من هنا اخرجوا دراهمهم القديمة، واعطوها لأحدهم من اجل ان يدخل الى القرية خلسة، دون ان يراه جنود الملك او الظلمة من أهلها، ويأتي لهم بالطعام اللازم، فتفاجأ ان المدينة قد تغيرت وأهلها أيضاً، وطلب طعام بدراهمه، ولكن الناس أستغربت، لكونها اصبحت لم تستخدم، فذهبوا به الى ملكهم، وكان رجل صالحاً، فذهب معه الى "الكهف"، مكان تواجد باقي الفتية، وبمجرد دخول صاحبهم عليهم قبل الملك، ماتوا جميعاً، وأصبحوا أية لقومهم، تعكس قدرة الله عز وجل ومعجزاته التي ليس لها حدود.
مكان "الكهف"
ذكر بعض المؤرخين والباحثين، ان مكان "الكهف"، الذي مكث فيه الفتية أكثر ثلاثمائة عام، يقع في جنوبي العاصمة الأردنية، "عمان"، وهو الأن موقع أثري يجذب السياح إليه، لاسيما وان هناك أثريون قد أكتشفوا سبع مقابر بيزنطية في "الكهف"، يعتقد ان تاريخها يعود الى أكثر من ألفين ومائتي عام، حيث تؤكد السلطات الأردنية إن السجلات تشير الى ان كهف "الرقيم"، هو"الكهف"، الحقيقي الذي مكث فيه الفتية، وجاءت قصته في القرأن الكريم، هو هذا المكان.
كما أستشهدت السلطات الأردنية بروايات رحالة ومفكرين عرب عبر التاريخ من بينهم ابن كثير والمقدسي وكثير عزة وغيرهم لتحديد موقع الكهف القريب من العاصمة عمان، وذلك من اجل نفي ان "الكهف"، متواجد في تركيا، حيث يشير البعض.
Content created and supplied by: ahmedpipars (via Opera News )
تعليقات
EbtisamOmar
01-12 13:31:46بسم الله الرحمن الرحيم وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)
omyamen
01-12 13:14:47معجزات الله لا تعد ولا تحصى
ZoozZooza_01
01-13 17:48:25الله عليك وعلي مقالاتك استاذ، احمد انا هعمل لحضرتك متابعه اسمي ذياد بارك الله فيك وجزاك الله خيراً ونفع بك