يتميز تاريخ الأمة الإسلامية بمميزات كثيرة: فالتاريخ الإسلامي هو تاريخ عقيدة ونظام حياة شامل، وهو الوثيقة الصحيحة على نجاح الإسلام كمنهج حياة صالح لكل زمان ومكان. كما ان التاريخ الإسلامي هو تاريخ الأمم والشعوب التي كانت تعيش بالإسلام وعلى الإسلام، وكل انحراف عن الطريق السوي أصاب هذا التاريخ كان نتيجة للانحراف عن تلك الشريعة الربانية. فمعرفة الماضي هي وسيلتنا لتشخيص الحاضر ولمعرفة المستقبل ، فالماضي والحاضر والمستقبل وحدة لا سبيل إلى انفصامها.
و إذا أراد المسلمين أن يكونوا أكثر مجداً ونجاحاً في دنياهم وعزاً وفلاحاً في أُخراهم، فعليهم أولاً أن يفهموا دينهم بفهم أسلافهم السابقين الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل هذا الدين وحملوا رايته إلى كل العالمين، ولن يتسنى لهم ذلك كله إلا إذا عرفوا تاريخهم ودرسوا تراثهم. ونقدم لكم اليوم احدي قصص التاريخ الاسلامي المشوقة و هي قصة النمرود.
ولد «النمرود» عام 2053 قبل الميلاد، و وصفه التاريخ أنه أول جبار في الأرض، وكان حاكم بابل بالعراق، واسمه النمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح، و كان أول من وضع التاج على رأسه وتجبر في الأرض وادعى الربوبية، واستمر في ملكه أربعمائة سنة، بحسب ما ذكره «ابن كثير».
كان النّمرود من أعظم الملوك الذّين حكموا الأرض ومن عليها، وهو أوّل من باع روحه للشيطان و سجد لإبليس، و تعلّم السّحر على يد إبليس شخصيّاً، وأوّل من ادّعى الألوهيّة، فقد فكان صاحب ملك عظيم، وجيش جبّار تخافه كلّ جيوش عصره، لذلك لم يكن فِكر النّمرود يقبل وجود حاكم غيره، وكان يقول أنا إلهكم، الذّي يملك الأرض، وكان شعب بابل يعبد الكواكب، والشّمس، وكان النّمرود يعبد الأصنام، ثمّ جعل لنفسه صنماً، وطلب من شعبه أن يعبدوه.
وردت قصته في القرآن في سورة البقرة، في قوله «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ».
وقال المفسرون انه أرسل الله له ملكاً من الملائكة ليعلن إسلامه فأبى عليه و بعث له باخرين، لكنه رفض مجددا، وقال: اجمع جموعك وأجمع جموعي». و لما جمع جنوده، فأرسل الله عليهم جيشاً من البعوض أكلت من لحومهم، وشربت من دمائهم، ولم يبقى سوى الملك النّمرود الجبّار، فأرسل الله عليه بعوضة دخلت إلى أنفه ثمّ إلى دماغه، فلا يهدأ النّمرود إلّا إذا ضُرب بالمطارق، والأحذية، وكان يطلب من جنوده أن يضربوه بالمطارق الحديديّة على رأسه، وظلّ يتعذّب لسنوات طويلة، ويقال أنّه تعذّب مدّة أربعمائة سنة، ظلّ فيها يُضرب بالمطارق، وهي نفس المدّة التّي حكم بها هذا الحاكم الجبّار، ومن بعدها مات جنوناً من كثرة الضّرب.
Content created and supplied by: lareine787 (via Opera News )
تعليقات