نستعرض معكم عبر هذا المقال حكاية من أغرب الحكايات الغامضة التي قد تسمع عنها يوماً، إنها الظاهرة الغريبة التي حيرت جميع العلماء حول العالم ، وباتو يفرضون العديد من الافتراضات والنظريات التي يمكن أن تفسر تلك الظاهرة الغامضة المسماه بوجوه " بيلميز "، وسنحاول عبر الأسطر القادمة؛ سرد مجموعة من التفسيرات التي لربما تكون وراء تلك الظاهرة الغامضة، لعلنا نجد تحليلاً منطقياً لهذه الظاهرة.
العالم من حولنا مليء بالعديد من الوقائع الغامضة التي لربما يعجز معظم المفسرين عن وجود تفسير لها، وتقع أحداث تلك القصة العجيبة التي لا يصدقها عقل في بلدة إسمها "بيلمز" بدولة أسبانيا، ومعنى كلمةكلمة "بيلمز" هي "قرطبة"، وبدأت القصة في تاريخ 23 إبريل من سنة 1971، تغير كل شيء في هذه البلدة عقب حدوث أمر غاية في الغرابة في أحد هذه البيوت القديمة القاطنة هناك، ففي هذا البيت الذي يحمل رقم 5 في شارع رودريجز، كان هناك سيدة اسمها " ماريا بيريرا "على عادتها في المطبخ تقوم بإعداد بعض الأطعمة داخل مطبخها كأي ربة منزل، و لم تكن في نيتها أو مخيلتها بأن حياتها وحياة تلك البلدة ستتغير، المهم بينما هي تعد الطعام على عادتها، وفجأة لمحت على أرضية المطبخ شكلاً على ما يبدو أنها صورة لإنسان، والغريب أنها لم تلمح مثل هذه الصورة من قبل على الأرضية.
لم يهتم أهل المنزل في بادئ الأمر بهذه الصورة واضحة المعالم، وكانت هذه الصورة تعود لطفل صغير، وقامت هذه السيدة بتسمية تلك الصورة باسم "باڤا"؛ فقد اعتقدت السيدة المسكينة اعتقدت أنها مجرد صورة عادية، فأول ما جاء في تفكيرها القيام و تحضير سائل تنظيف و تنظف تلك البقع، و المشكلة سوف تحل، لكن رغم ذلك ظل هذا الوجه في مكانه ولم يبرح ، وحينها شعرت "ماريا" بالخوف و الهواجس المخيفة، لم تشعر بالراحة اتجاه تلك البقعة، هناك شيء غير طبيعي فيها، خصوصاً وأنه كان يقال بأن ذلك المنزل الذي تعيش به ماريا قديم جداً، و يعود بنائه إلى ثلاثينيات القرن التاسع عشر، و بني على أنقاض الكنيسة، و من قبل أن تبنى الكنيسة، يقال أن تلك الأرض التي كانت تعود الى المسلمين الذين تم تهجيرهم بالقوة من الأندلس وذلك في أيام محاكم التفتيش.
وحين تزايدت حدة الخوف بداخل ماريا؛ قررت أن تحكي الأمي برمته بشأن هذه الصورة الخاصة بالطفل لزوجها وابنها، وبالفعل سردت لهم تفاصيل الحادثة و ما حدث لهم، فقاموا بكسر الأرضية الإسمنتية التي ظهر عليها الوجه، ووضعوا مكانه لوح اسمنتي جديد، وظنوا جميعهم أن بهذا يكون قد اختفى وجه هذا الطفل، وتكون الأمور قد عادت لطبيعتها، دون أن يعلموا بأن الأسوء قادم.
وعندما حل يوم الثامن من سبتمبر من عام 1971، حدثت المفاجأة بشأن ظهور وجه تلك الطفل مرة أخرى، ولم يعد فقط وجه ذاك الطفل هو فقط من يظهر وحده، وإنما عادت معه وجوه لأشخاص كثر لايعرف عددهم تحديداً، كانت الوجوه غريبة لأشخاص مجهولين، أيضاً ظهرت أجزاء من جسد، بدأت تلك الأشكال تنتشر في المطبخ مروراً بكل أجزاء المنزل، كان فعلاً منظر مخيف لدرجة لا تصدق، لا أعتقد أن أحدكم يستطيع العيش بمنزل توجد به وجوه بشرية بدون إي سبب...
مظم تلك الوجوه كانت لأشخاص كبار السن ومنها ما هو لأطفال ولنساء، حتى أصبحت أرضية المطبخ و جدرانها مليئة بالوجه، لكن الأمر الذي أدخل الرعب في قلوبهم أكثر، هو عندما قرروا حفر أرضية المطبخ ليروا ما الموجود هناك، ربما يكون شيء مدفون في الأرض هو من يسبب في ظهور الوجوه، فعلا قاموا بحفر أرضية المطبخ لعمق 2.8 متر، ليصدمو بوجود جثثين مقطوعتي الرأس، كانت هذه النقطة التي أفاضت الكأس.
لم ينتهى الأمر عند هذا الحد بل تزايدت المشكلة مع مرور الوقت، ليست الوجوه فقط من كانت تظهر منفردة، بل تطورت لظهور و سماع أصوات غامضة وغريبة، قام مجموعة الباحثين بتركيب مايكروفونات في المنزل، لحل هذا اللغز الذي لم يذد سوى الطين بلة، فعلا استطاعوا تسجيل دبدبات صوتية، كانت هذه الأصوات بعضها لنساء، أطفال وبعضها لرجال، وكان واضح جداً على هذه الأصوات نبرة الخوف والحزن والصياح والنواح، وكأن أصحاب هذه الأصوات يتعذبون، وإليكم بعض من هذه الكلمات التي قاموا بتسجيلها بتلك الأجهزة، (الجحيم يبدأ من هنا، إنها لا تزال مدفونة، ماريا أريد أن اذهب من هنا، إنهم جميعاً أموات، أمي نحن نعاني).
وكان هناك نصيحة دوماً ما يقال للسيدة ماريا كي تتبعها ولكنها كانت ترفض أن تفعل هذا الأمر، أحد المحققين اسمه "بيرو" طلب من السيدة ماريا أن تقوم بالتكلم بصوت مرتفع، وأن تخاطبهم وتسألهم بصوت مرتفع، لماذا هم في منزلها وعن سبب ظهور صورهم على أرضية المنزل، وكأنه أخبرها بأن تقوم بالتواصل مع هذه الوجوه، و فعلاً قالت هذه الجملة وبصوت مرتفع، بعدها بلحظات تم تسجيل صوت يقول أنه بسبب سوء المعاملة، و كأن أصحاب تلك الوجوه قاموا بالرد عليها، القصة فعلاً توسوس المخ و لا تعرف ماذا يوجد وراها بالضبط، من يقول هذه الأشياء ليسوا أشخاص عاديين، و إنمامحققين و محللين و خبراء ذهبوا إلى المنزل بانفسهم، طبعاً انتشرت قصة هذا المنزل و هذه العجوز في كل أنحاء اسبانيا
لم تكن هذه القصة الغريبة حديث القرية التي حدثت بها أو حديث أسبانيا وحسب، بل انتقلت لتنتشر في جميع الأوساط داخل قارة أوروبا كلها عن بكرة أبيها؛ لتصل إلى جميع أنحاء العالم، و تناقلتها الصحف ونشرات الأخبار والمجلات، وأصبح الناس يتكلمون عنها في ما بينهم في المقاهي يعني أصبحت حديث عام، و بسبب أن القصة وصلت لأقاصي العالم، بدأ الناس يعدون حقائبهم ويقطعون التذكرة لإسبانيا فقط لكي يزوروا ذلك المنزل الموجود في قرطبة بأسبانيا، فأن ترى تلك الوجوه بأم عينك ليس كأن تراها من الكاميرا أو تسمع بها،
الأمر الذي زاد من الأمر غرابة أن الوجوه كانت تظهر وتختفي في نفس اليوم، وكانت تتغير ملامحها وتبقى لمدة طويلة، كان البعض يحاول مسحها، لكن ما كان يحدث، عندما يحاول أحدهم مسحها، تزداد الوجوه حزن وكآبة، وأيضا عندما كان يقوم العلماء والمحللين أخذ جزء لتحليلها، كانت الوجوه تعود لتظهر من جديد داخل البيت وتختفي مباشرة بعد أن يعيدها لمكانها.
وتكبد العلماء والمحللين العماء تجاه هذه الظاهرة الغريبة، ليخرجوا علينا بثلاث فرضيات لربما تفسر أحدهم واقع ومنطق ما يحدث داخل المنزل هذا، التي تعتبر من أهم الفرضيات لتحليل هذه الظاهرة.
الفرضية الأولى: (فرضية المقبرة)
كما قلت لكم في البداية عندما حفروا في المطبخ تقريياً 3 أمتار، تم العثور على عدة هياكل عظمية بشرية، بعد تحليلها تبين أنها لمراهقين، هؤلاء المراهقين لم يموتوا ميتة عادية، بل تم تعذيبهم و قطعت رؤوسهم، بعد تحليل و بحث أكثر، تبينت أشياء أخرى، تبين أن المنزل مبني فوق مقبرة، هذه المقبرة مرة على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى عندما كان الرومان يحكمون تلك المنطقة، كانوا يدفنون فيها موتاهم، بعذ ذالك عندما جاء الحكم الإسلامي، كان المسلمون يدفنون هناك موتاهم، بعد ذلك عندما سقطت الخلافة الإسلامية في الاندلس.
كان المسيحيين هم من يحكمون، فدفنوا فيها موتاهم، أي أن الرومان و المسلمين و المسيحيين مدفونين في تلك المقبرة فوق بعضهم البعض، و تلك الوجوه التي تظهر ما هي سوى وجوه لموتا كانوا هناك، لكن حتى لو كانت هناك مقبرة فهم قاموا بنزع الأرضية، يعني إذا وضعت أرضية جديدة، لا يجب أن يظهر فيها أي شيء، لكن رغم ذلك الوجوه استمرت في الظهور.
الفرضية الثانية: (كما سمية فرضية الخدعة)
بعض المشككين في القصة، اعتقدوا أن هناك مؤامرة و تظليل ما بين أصحاب هذا البيت و أناس آخرين، فقط لإظهار أن الحادثة شيء خارق و يجلب انتباه الناس، و اعتقدوا بأن هذه الوجوه ما هي سوى رسومات قام أصحاب البيت برسمها، لكن هذه الفرضية بنفسها طفولية و سخيفة، لأن الكثير من الخبراء جاءو من الكثير من الجامعات من أنحاء العالم و معهم أدوات و معدات فقط ليقوموا بتحليل و فك اللغز، و للتحقق من مصداقية الأمر، ففكروا في طريقة و هي استعمال مواد كيميائية، مثل مركبات الكبريت و غيرها من المواد التي تتأثر بالضوء الساقط عليها، حيث أنها تظهر عندما تلقي عليها الضوء، و تختفي عندما لا يكون هناك أي ضوء.
استخدم الخبراء الذين كان هناك جميع المواد الكيميائية تقريباً، فقط لمحاولة إزالة تلك الوجوه، لكن بدون جدوى، وفي حالة ما فعلاً كان أحدهم قام باختلاق هذه القصة وهو من رسم هذه الوجوه بهذه الطريقة العبقرية الخارقة التي جعلت الخبراء غير قادرين على تفسيرها، ففعلاً، هنا يجب أن نصفق لهذا الشخص لأنه أذكى من "شيرل گونز" يعني حتى لو كانت خدعة فهي خدعة عبقرية.
الفرضية الثالثة: (الباراسايكولوجي أو ما وراء النفس)
مؤيدي هذه الفرضية يرون بأن هذه الوجوه ما هي سوى تعبير عن ما يدور في نفس ماريا، كل تلك الوجوه ما هي سوى انعكاس و أفكار و أحاسيس، و كما يقولون أنها كانت تحاول التعبير عن الأفكار بالرسم، يعني ترسم على الحائط بدون أن تلمس الحائط، فقط بأفكارها عن بعد، لكن أول شيء يهدم هذه الفكرة و الفردية من الأساس، هو أن الوجوه استمرت بالظهور حتى بعد موت ماريا وشبعت موت، إذا منطقياً وعلمياً كان من المفترض أن تتوقف عن الظهور مباشرة في اليوم الذي مات فيه ماريا، وليس أن تظهر وجوه أخرى، إذا ليس هناك أي علاقة بين الوجوه و ماريا، إضافة إلى أن السيدة ماريا هي نفسها كانت منصدمة من وجود هذه الوجوه، حتى لو افترضنا بأن هي من رسمتها، ما هي المواد التي استعملتها؟ لأن العديد من الخبراء استعملوا جميع المواد الكيميائية ليعرفوا الطريقة التي رسمت بها، و لم يستطيعوا أن يجدوا أي مادة من الممكن أن تكون هي السبب.
المصدر:
https://www.wattpad.com/story/113357948-%D9%88%D8%AC%D9%88%D9%87-%D8%A8%D9%8A%D9%84%D9%85%D8%B2
Content created and supplied by: AhmedGamalio (via Opera News )
تعليقات