تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الجمعة، مقاطع فيديو لأهالي قرية اللشت بمحافظة الجيزة، وهم يحتفلون فيها بعودة شاب بعد فقده 20 عاماً.
بدأت القصة عندما خرج الطفل ذو الثلاثة أعوام وراء أمه، التي كانت تخرج بدورها مبكرًا لبيع الخضروات، وضاع من وسط الزحام، حتى وصل إلى قرية الميمون بمركز الواسطى في محافظة بني سويف جنوبي مصر، التي تبعد عن قريته الأم حوالي 43 كم.
وهناك التقى به العم حسن البرقيعي وأسكنه بيته وعامله كابنه تمامًا، لكنه أخبر الطفل الحقيقة كاملة، وسماه "أيمن عزت السلطان"
وعلى الجانب الآخر في هذه الأثناء كانت أسرة الطفل التائه تعاني الحزن لأكثر من 20 عامًا غير مدركين مصيره. إلى أن تدخل القدر بصورة عجيبة ودرامية، ليعيد الابن إلى حضن أمه، بعد طول غياب.
الصدفة التي كانت سببًا لعودة الطفل
هذه الرواية التي قصها إسلام جمعة، شقيق الشاب العائد لأهله، حيث يقول: "إن الحكاية بدأت منذ نحو شهرين تقريبًا، عندما التقط أحد بائعي الطيور من قريتهم أطراف حديث دائر، في القطار، بين رجل وسيدة تبيع الألبان والجبن، إذ كان مفاد الحديث أن الرجل كان يسأل السيدة عما إذا كانت تعرف طفلا تائها يبحث عنه، فأخبرته أنها لا تعرف سوى شاب مفقود منذ نحو 20 عامًا، وتبناه أحد الأشخاص بقريتها في بني سويف".
ويضيف إسلام: "عندما سمع بائع الطيور هذا الحوار، تذكر واقعة فقدان أخي، وراوده الشك، ليتواصل مع تلك السيدة، ويأتي بالخبر إلى عمتي في نفس اليوم، التي بدورها أخبرت والدي".
وعلى وقع هذه الأخبار توجهت الأسرة مباشرة إلى بني سويف، حيث يعيش أيمن مع الحاج حسن البرقيعي، وما كان من الرجل الذي تبنى الطفل وعمل على رعايته إلا أن رحب بالضيوف، وأكرمهم، وأعلن استعداده المساعدة في الكشف عن هوية الشاب. والآن يأتي دور تحليل البصمة الوراثية لأن الشاب بالطبع لن يتذكر أهله بعد 20 عامًا، حينما ضاع وهو طفل.
نتيجة تحليل البصمة الوراثية "DNA" صادمة
ويكمل إسلام موضحًا: "أجرينا تحليل البصمة الوراثية في مختبر بمركز العياط، لكن النتيجة كانت صادمة؛ حيث لم يثبت في البداية صحة نسب أيمن لأسرتنا، لكن مشاعر أمي كانت تؤكد لنا أن أيمن هو ابنها، لذلك لم نيأس، وتوجهنا لإجراء التحليل في مختبر الجينات الوراثية بالقاهرة، ليثبت التحليل الأخير صحة مشاعر أمي".
ويؤكد إسلام أن أكثر ما جعلهم يتعلقوا بأمل أن هذا الشاب هو طفلهم الضائع، هو مشاعر الأم التي أحست بأن هذا الشاب هو ابنها التي عاشت عشرين عامًا تنتظر عودته، لكن تحليل البصمة الوراثية لم ينصف قلبها المفطور في المرة الأولى.
والد أيمن وهو عيد عبد المجيد، المعروف في قريته باسم جمعة، يعمل مؤذنا بمسجد القرية، قال باكيًا في مقطع فيديو أثناء احتفال أهل القرية بعودة الابن: "الحمد لله ربنا كرمني، ابني خرج عنده 3 سنين ورجع عنده 23 سنة، الحمد لله يا رب".
ويقول إسلام جمعة، إن أسرته تنهي اليوم، في نيابة بني سويف، إجراءات تغيير اسم شقيقه، من أيمن عزت السلطان، إلى عبد الفتاح عيد عبد المجيد، وهو اسمه الأصلي الذي خرج به من المنزل يوم اختفائه منذ عشرين عامًا، لافتًا إلى أن الأسرة ستظل تناديه بأيمن حفاظًا على مشاعره.
ويختم الشقيق حديثه، مشيرًا إلى أن شقيقه العائد تعلم مهنة صناعة الألوميتال (تركيب الألومنيوم) من العم حسن البرقيعي، الذي قام بتربيته، كما أنه سيداوم على العمل معه، ويبقى متنقلًا بين الأسرتين، حيث له من الأشقاء خمسة، ترتيبه بينهم الثالث.
المصادر:
https://www.skynewsarabia.com/varieties/1414935
https://emarat-news.ae/2021/02/13/280641/
Content created and supplied by: Musatafa (via Opera News )
تعليقات