تعرف على علاقة الشعراوي بالرؤساء ..وسر زيارته لقبر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر و خلافه مع السادات
الشيخ الشعراوي ،عالم دين ووزير أوقاف مصري سابق،و يعد من أشهر مفسري معاني القرآن الكريم في العصر الحديث ،حيث عمل على تفسير القرآن الكريم بطرق مبسطة وعامية مما جعله يستطيع الوصول لشريحة أكبر من المسلمين في جميع أنحاء العالم العربي، لقبه البعض بإمام الدعاةتخرج عام 1940م، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م ،بعد تخرجه عين الشعراوي في المعهد الديني بطنطا، ثم انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 ليعمل أستاذاً للشريعة في جامعة أم القرى.
واضطر الشيخ الشعراوي أن يدرس مادة العقائد رغم تخصصه أصلا في اللغة وهذا في حد ذاته يشكل صعوبة كبيرة إلا أن الشيخ الشعراوي استطاع أن يثبت تفوقه في تدريس هذه المادة لدرجة كبيرة لاقت استحسان وتقدير الجميع، وفي عام 1963 حدث الخلاف بين الرئيس جمال عبد الناصر وبين الملك سعود، وعلى أثر ذلك منع الرئيس جمال عبد الناصر الشيخ الشعراوي من العودة ثانية إلى السعودية، وعين في القاهرة مديرا لمكتب شيخ الأزهر الشريف الشيخ حسن مأمون، ثم سافر بعد ذلك الشيخ الشعراوي إلى الجزائر رئيسا لبعثة الأزهر هناك ومكث بالجزائر حوالي سبع سنوات قضاها في التدريس وأثناء وجوده في الجزائر حدثت نكسة يونيو 1967، وقد سجد الشعراوى شكراً لأقصى الهزائم العسكرية التي منيت بها مصر ، "بأن مصر لم تنتصر وهي في أحضان الشيوعية فلم يفتن المصريون في دينهم"و أن تلك الهزيمة ستقودنا الي نصر عظيم ،وحين عاد الشيخ الشعراوي إلى القاهرة عين مديرا لأوقاف محافظة الغربية فترة، ثم وكيلاً للدعوة والفكر، ثم وكيلا للأزهر ثم عاد ثانية إلى السعودية ، حيث قام بالتدريس في جامعة الملك عبد العزيز.
وفي نوفمبر 1976م اختار السيد ممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك أعضاء وزارته، وأسند إلى الشيخ الشعراوي وزارة الأوقاف وشئون الأزهر. فظل الشعراوي في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978م.
اعتبر أول من أصدر قراراً وزارياً بإنشاء أول بنك إسلامي في مصر وهو بنك فيصل حيث أن هذا من اختصاصات وزير الاقتصاد أو المالية ، والذي فوضه، ووافقه مجلس الشعب على ذلك،وفي سنة 1987م اختير عضواً بمجمع اللغة العربية (مجمع الخالدين).
وترك الشيخ الشعراوي علمًا واسعًا، ويظل حتى الآن علامة من علامات الدين ليس لبلاغته ولا لفصاحته، فهناك من هو أبلغ وأفصح، لكن لإخلاصه في القول وأسلوبه «الوسطى» البسيط الذي ساعد على وصوله لكل فئات المجتمع، كما عُرفَ عنه أنه لا يخشى أحد ولا يجامل، إذ ظهر ذلك في مواقفه مع الرؤوساء الذين عاصرهم فكان له دور في حياة كل شخص منهم ،ونرصد أشهر مواقف الشيخ الشعراوي مع رؤساء مصر في تلك الحقبة الزمنية، بدء من جمال عبدالناصر وحتى محمد حسني مبارك.
جمال عبدالناصر
عرف عن الشيخ الشعراوي اهتمامه بالسياسة و الأحوال المجتمعية، لذلك نجد أن هناك علاقات ربطته بالرؤساء والزعماء، بدءًا من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، إذ كانت تميل علاقتهم للاختلاف، فمثلاً عندما اختلف الشيخ الشعراوي مع عبدالناصر بخصوص تدريس الطب والهندسة في جامعة الأزهر، إذ كان يرى الشعراوى أن الأزهر أنشئ فقط من أجل دراسة العلوم الدينية.
كان هذا الصدام الأول بينهما، لكن بعد مرور أعوام من وفاة عبدالناصر، فوجئت الصحافة باتصال من مساعدى الشيخ الشعراوى ليلحقوا به إلى قبر جمال عبدالناصر، إذ ذكر حينها، أنه رأى في المنام، رؤية تقول: «قد أتاني عبدالناصر في المنام ومعه صبي صغير وفتاة صغيرة، والصبي ممسكًا بمسطرة هندسية كبيرة والبنت تمسك سماعة طبيب، ويقول لي (ألم يكن لدي حق أيها الشيخ؟) فقلت له (بلي يا عبدالناصر أصبت أنت وأخطأت أنا)».
وبعد نكسة يونيو 1967، حدث خلاف بين جمال عبدالناصر والشعراوى، ففى الوقت الذي كانت يبكي فيه المصريين على الهزيمة، سجد الشعراوى شكرا لله على الهزيمة، وبرر ذلك: «فرحت لأننا لم ننتصر فكيف ننتصر ونحن في أحضان الشيوعية»،وأكمل أن هذه الهزيمة حدثت بسبب الأخطاء التي ارتكبها جمال عبدالناصر، فكان لابد من تصحيحها وكانت الهزيمة هي الثمن.
محمد أنور السادات
كان علاقة الشعراوي قوية بالرئيس الراحل أنور السادات، خاصة بعدما عينه السادات وزيرًا للأوقاف، لكن لأن الرياح لا تسير كما تشتهي السفن، تشوهت علاقة السادات والشعراوي فيما بعد.
بدأ الخلاف عندما طلبت جيهان السادات من الشعراوي أن يحضر مؤتمرا للسيدات في رمضان، لكنه اشترط أن ترتدى السيدات الحجاب، لكن عندما وصل إلى المقر، وجد السيدات دون حجاب، فيما ارتدى جميعهن ملابس قصيرة، فغضب الشعراوي، الأمر الذي اعتبره السادات إهانة لحرمه ،وفي موقف آخر، دعا السادات جميع الوزراء إلى حفلة، وكان من ضمنهم الشعراوي، كوزير للأوقاف ،وخلال الحفل ،غضب الشعراوى من أداء الراقصة نجوى فؤاد، فأدار ظهره للمسرح، لاحظ السادات ذلك، فأرسل له مندوبًا يطالبه بالعودة إلى مقعده، فرفض الشعراوي طلب السادات وغادر.
ورغم كل المواقف التي حدثت بين الشعراوي والسادات، إلا أن السادات كان يقدر الأول كثيرا، وعندما طلب منه الإسرائيليين وقف برنامجه التلفزيونى، لأنه كان يخصص حلقات كاملة عن تفسير آيات الجهاد في القرآن الكريم، رفض ذلك بشدة.
محمد حسنى مبارك:
يُمكننا وصف العلاقة التي ربطت بين الشعراوي والرئيس السابق حسني مبارك، بأنها «علاقة قوية».
ومن أكثر المواقف التي أكدت ذلك، عندما نجا مبارك من حادث الاغتيال في أديس بابا 1995، إذ قال الشعراوي حينها: «يا سيادة الرئيس إني أقف على عتبة دنياي، مستقبلا آخرتي ومنتظرا قضاء الله فلن أختم حياتي بنفاق ولن أبرز عنتريتي».
وأضاف: «إذا كنتَ قدرَنا فليوفقك الله، وإذا كنا قدرك فليعنك الله علينا».
ومما لا شك فيه أن الشيخ الشعراوي من علماء الدين الذين تركوا أثر في نفوس الكثير من المواطنين و خاصة بعد العمل الدرامي الذي تناول جزء من حياته ومدي حب الناس له في تلك الحقبة الزمنية ، فضلا عن أحاديثه الإذاعية و التليفزيونية في تفسير القران الكريم التى لاقت اهتماما كبيرا من مختلف الفئات العمرية و المجتمعية حتى الآن.
المصدر :https://www.google.com/url?sa=t&source=web&rct=j&url=https://www.almasryalyoum.com/news/details/1388389&ved=2ahUKEwjdobSu_fvuAhX5UhUIHb8jDtgQFjADegQIGRAC&usg=AOvVaw1H1yDSFpSZirPetFrGF8Co
Content created and supplied by: Madyomar (via Opera News )
تعليقات