كتب- محمد حجازي
تجمعت الأسرة حول المائدة المتهالكة لتناول وجبة الإفطار في يوم من أيام رمضان عندما كانت الشمس تؤذن بالمغيب، وكانت الأسرة تقيم في بيت فقير يقع في زاوية من زوايا القرية الجاثمة قرب الترعة، وإذا ما نظرت إلى هذا البيت ستعرف ما يعانيه أهله من بؤس وضيق، ولو اطلعت على الطعام الجاف القاسي الذي استقر أمامهم لرثيت لحالهم، فلم يكن أمامهم سوى بضع لقيمات، ومع ذلك كانوا يحمدون الله على كل شيء، فهو الذي يعطي من يشاء، ويمنع من يشاء لحكمة يعلمها.
جلس رب الأسرة البائسة مشغول الفكر والبال، فقد توعده هذا الجبار القاسي بالعذاب الشديد ان لم يدفع له أجر الأرض التي يزرعها، فهو قد استأجر منه قطعة أرض صغيرة لزراعتها وبيع المحصول، إلا ان المحصول هلك. فمن أين لهذا المسكين أن يدفع مبلغ الايجار؟ وهو لا يستطيع أن يجد لأولاده لقمة العيش.
كان هذا الرجل الظالم يمتلك بسطة في الجسم، وقلة في العلم، وقسوة في القلب، وفظاظة في القول، ولا يستطيع هذا المسكين مواجهته، وإذا بصوت مزعج يصيح خارج المنزل، لقد كان هو صاحب الأرض، وقد دفع الباب بعنف ودون استئذان، ثم دخل كالمارد ووقف أمام الأب المسكين، الذي تحيط به أسرته البائسة، ومن غير كلام ولا مقدمات أمسك بالرجل المسكين وأخذ يضربه بيده ويركله برجله ويسبه ويشتمه.
ارتفعت أصوات أسرة المسكين تبكي وتنوح وتقول: حسبنا الله ونعم الوكيل، وبعد ألم شديد ألحقه الجبار العنيد بالمسكين خرج متكبرًا متبخترًا تاركًا أب الأسرة الفقيرة كالميت على فراشه، وانطلق صوت المؤذن لصلاة المغرب وهو يقول: الله أكبر، وبعد الأذان اجتمع عند المسكين وأولاده وقتا إجابة للدعاء، أحدهما بعد الأذان، والثاني عند الإفطار. فرفعت الأسرة أيديها إلى السماء وقالت: الله ينتقم منك، الله ينتقم منك.
مرت ثلاثة اسابيع، وإذا بذلك الظالم يشكو من ألم في ساقه، فنقل إلى المستشفى وعملت له الإجراءات الطبية من الكشف والتحليل والأشعة، وحار الأطباء في مرضه فنقل إلى مستشفى أكبر وأكثر عناية، وتم تشخيص مرضه بالسرطان الذي أخذ ينتشر في قدمه، ولا علاج إلا ببترها، وبالفعل قطعت قدمه، وخرج من المستشفى بقدم واحدة، بالكاد يمشي عليها، إنها دعوة المظلوم، فاحذروا، إن الله يمهل ولا يهمل.
Content created and supplied by: MuhammedHegazy (via Opera News )
تعليقات
MernaAhmed_01
02-21 14:29:53الخير والحب
GUEST_mWmj59LRA
02-21 13:49:21اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس، فتذكر قدرة الله عليك
AndAnd
02-21 13:41:08الرحمة